نصف نهائي منافسات كرة القدم

الجزائر ـ السعودية (اليوم 17 سا 30 بعنابة)
شبان الخضر يبحثون عن تأهل تاريخي إلى النهائي
يخوض المنتخب الوطني الأولمبي لكرة القدم عشية اليوم، مباراة الدور نصف النهائي للنسخة رقم 15 من الألعاب العربية بنية البحث عن تأشيرة المرور إلى نهائي هذه المنافسة، لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، على اعتبار أن سجل النسخ السابقة تضمن مشاركة وحيدة للنخبة الوطنية، وحقق خلالها شبان الخضر البرونز، وكان ذلك قبل قرابة 4 عقود من الزمن، في دورة الرباط 1985، ولو أن المنتخب الوطني يراهن على الروح المعنوية العالية التي اكتسبتها المجموعة لمواصلة رفع التحدي، والمراهنة على الذهب، سيما وأن تشكيلة المدرب آيت محمد أصبحت تحظى بمؤازرة جماهيرية كبيرة بملعب عنابة .

موقعة هذه الأمسية، ستلعب بحسابات مكشوفة، لأن كل طرف يسعى لموصلة مشواره الموفق في هذه التظاهرة، على أمل النجاح في بلوغ النهائي، لكن النخبة الجزائرية تحوز على أفضلية نسبية، مقترنة أساسا بورقتي الأرض والجمهور، لأن شبان الخضر لعبوا كل مباريات الدور الأول بعنابة، مما مكنهم من التعود على الأرضية «الهجينة»، فضلا عن ضبط معالم ساحة اللعب، بينما سيحط المنتخب السعودي رحاله لأول مرة بملعب 19 ماي 1956، بعدما خاض كل لقاءات دورة المجموعة بقسنطينة.
ومهما كانت المعطيات الأولية للمباراة، فإن موعد هذا المساء سيكون صعبا على المنتخبين، لأن الطموح في التأهل إلى النهائي يبقى مشروعا للطرفين، وحلم انتزاع الذهب لأول مرة يبقى يراود الجزائريين والسعوديين على حد سواء، ولو أن تشكيلة المدرب رشيد آيت محمد، كسبت الكثير من الثقة في النفس والإمكانيات مع مرور المنافسة، وذلك بفضل النتائج الإيجابية المحققة، والتي فاجأت المتتبعين، لأن هذا المنتخب تم ضبط تركيبته من العدم، في ظرف قياسي، لم يتعد 10 أيام، ولولا استضافة الجزائر للعرس الرياضي العربي، لما شارك شبان الخضر في هذه التظاهرة، إلا أن خيار المشاركة «الحتمية» فسح المجال للمتتبعين من أجل الوقوف على مدى نجاعة سلاح الإرادة لدى الجزائريين في الوضعيات الحرجة، ليضرب شكال ورفاقه بكل العقبات التي كانت قد واجهتهم عرض الحائط، وقلبوا المخاوف من مشاركة «كارثية» إلى تفاؤل كبير بالقدرة على انتزاع الذهب، وفي أسوأ الحالات حجز مقعد فوق «البوديوم»، وهذا بعد تخطي عقبة الدور الأول بامتياز، دون أي هزيمة، وبأعلى حصيلة نقطية في الدورة.
من هذا المنطلق، فإن حلم مواصلة المغامرة الناجحة يبقى قائما، رغم أن المهمة لن تكون سهلة، لأن التنافس على ورقة المرور إلى النهائي، سيكون في مباراة واحدة، في غياب أي فرصة أخرى للتدارك، وبالتالي فإن كل منتخب سيلعب كامل أوراقه في ظرف 90 دقيقة، والنخبة الوطنية أبانت في الدور الأول عن نزعة هجومية كبيرة، منذ الشوط الثاني للقاء الأول أمام عمان، مع تماسك دفاعي كبير، بقاعدة ملتفة بإحكام حول صمام الأمان بوناصر، وكذا الحارس معاشو، لأن الإطمئنان نسبيا على الصلابة الدفاعية، ساهم بشكل كبير في إعطاء الخط الأمامي دعما إضافيا على مستوى الرواقين، وهي جوانب قد تكون من الأوراق الرابحة التي سيراهن عليها آيت محمد في لقاء هذه الأمسية، خاصة وأن المنتخب السعودي اعتمد بالأساس على التجمع بأكبر عدد ممكن في منطقة وسط الميدان، ولو أن العناصر الجزائرية، ستخوض أول مباراة لها في المساء، بعدما اعتادت على اللعب في السهرة، وتحت الأضواء الكاشفة.
جدير بالذكر، أن لقاء اليوم سيكون الثاني بين المنتخبين الجزائري والسعودي في تاريخ الألعاب العربية، بعدما كان الموعد الأول بين الطرفين في دورة الرباط 1985، وانتهى بفوز السعوديين بنتيجة (3 / 1)، في الدور الأول من تلك النسخة، وكان من المفروض أن يلتقي المنتخبان مجددا في تلك النسخة، من أجل التنافس على البرونز، غير أن انسحاب منتخب السعودية ألغى تلك المباراة، ومكن «الخضر» من حجز مقعد فوق «البوديوم» في مشاركتهم الأولى والوحيدة على مدار 14 طبعة سابقة من العرس الرياضي العربي، بينما يبحث السعوديون عن ثاني نهائي في تاريخ مشاركاتهم في هذه التظاهرة، لأنهم يتواجدون في المربع الذهبي لخامس مرة، في تاسع مشاركة لهم، لكنهم لم يتمكنوا من التتويج بالذهب، واكتفوا بالفضة مرتين، في نسختين أقيمتا بدمشق سنتي 1976 و1992، مع احتلال الصف الثالث في طبعة القاهرة 2007.
ص / فرطاس