أسفرت أشغال الجمعية العامة الانتخابية لترجي قالمة المنعقدة عشية أول أمس، عن انتخاب مهدي لعفيفي رئيسا جديدا للنادي، في خطوة أفضت الشرعية على الفريق، لأن «السرب الأسود» مر بفراغ إداري منذ استقالة رياض شرقي من الرئاسة في فيفري الفارط، الأمر الذي استوجب اللجوء إلى تعيين لجنة تسيير مؤقتة تولت إدارة شؤون النادي خلال الثلث الأخير من الموسم الفارط.
انتخاب لعفيفي على رأس ترجي قالمة، كان في دورة احتضنتها قاعة المحاضرات التابعة لدار الشباب محمدي يوسف، وشهدت تواجد متنافسين على رئاسة النادي، لأن اللجنة المكلفة بتنظيم الانتخابات كانت قد تلقت ملفين، ويتعلق الأمر بمهدي لعفيفي وعادل فداوي، مما استدعى الاحتكام إلى الصندوق، وقد تم فسح المجال أمام كل مترشح لتقديم الخطوط العريضة لبرنامج عمله، لتكون بعدها العملية الانتخابية حاسمة، ولو أن لعفيفي ومن خلال البرنامج الذي استعرضه كسب ثقة الأغلبية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة، بدليل حصوله على 30 صوتا، مقابل اكتفاء منافسه فداوي بأربعة أصوات فقط.
وأكد الرئيس الجديد لترجي قالمة، في الكلمة التي ألقاها أمام الحضور بأن الوضعية التي عاش على وقعها الفريق في السنوات الماضية، كانت الدافع الوحيد وراء موافقته على تحمل مسؤولية تسيير شؤون النادي، مضيفا بأن التغيير الجذري يبقى الخطوة الإستعجالية، للخروج من الأزمة المتعددة الجوانب التي يتخبط فيها «السرب الأسود»، لأن الحل ـ كما قال ـ « يكمن في الاتخاذ من التطهير المالي كمنطلق للسياسة الجديدة التي يعتزم تجسيدها، قبل التفكير في باقي المجالات، مادام جوهر الإشكال ينحصر في الديون العالقة، وبقاء الحساب البنكي تحت رحمة التجميد، تنفيذا لأحكام قضائية صدرت لفائدة العديد من الدائنين منذ عدة سنوات».
وعن نظرته للمستقبل، أوضح لعفيفي بأن المسعى يجب أن ينحصر في استعادة جزء من الأمجاد الضائعة لترجي قالمة، لأن الفريق كان خلال الألفية الماضية من خيرة المدارس الكروية على الصعيد الوطني، لكن الأزمة التي طفت على السطح تسببت في انهيار كلي، إلى درجة أن الترجي لم يعد قادرا على ضمان تواجده في أقسام الأضواء، وعليه فإننا ـ حسب تصريحه ـ « نبقى مطالبين بالمراهنة على الصعود إلى الوطني الثاني كخطوة أولى في رحلة نفض الغبار عن تاريخ ترجي قالمة، الذي يمتد في أعماق السجل الذهبي للكرة الجزائرية، رغم أن المهمة لن تكون سهلة، إلا أنها تتطلب الكثير من التضحيات شريطة تظافر جهود كل الأطراف الفاعلة».
من هذا المنطلق، أكد لعفيفي بأن المخطط الأولي الذي رسمه يرتكز بالأساس على توسيع مجالات مصادر التمويل، وعدم حصرها في إعانات السلطات العمومية، فضلا عن بعث نشاط فريق كرة القدم النسوية، تمهيدا لمشروع فتح فروع جديدة، في الوقت الذي تم فيه تحديد الأسبوع الأول من شهر سبتمبر القادم كموعد لانطلاق الفريق في التحضيرات للموسم المقبل.
على صعيد آخر فإن الجمعية العامة عرفت انتخاب أعضاء المكتب المسير الجديد للنادي، وقد ضمت التركيبة 6 أعضاء، غالبيتهم من المسيرين السابقين، في صورة الثلاثي الذي كان ضمن «الديريكتوار»، ويتعلق الأمر بكل من رابح سلمي، محمد مكي وبدر الدين بن سعادة، إضافة إلى عبد الوهاب قمار، الذي كان قد شغل منصب كاتب فرع كرة القدم، وكذا علاوة مسيود وتوفيق مغمولي، وهو الطاقم الرسمي الذي سيكون إلى جانب الرئيس لعفيفي، في انتظار توزيع المهام.
ص / فرطــاس