أفضت جلسة العمل التي عقدها رئيس بلدية عين كرشة، العلمي موجاري، مع رئيس النادي العربي العمري، إلى احتواء الأزمة الداخلية التي كان يعيش على وقعها الفريق، وذلك بعد عدول رئيس الجمعية عن قرار الاستقالة من منصبه، والموافقة على مواصلة مهامه إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية، الأمر الذي أخرج «لاجيباك» من مرحلة الفراغ الإداري، مع شروع اللجنة المسيرة في عملها الميداني تحسبا للموسم المقبل، وهذا بالتوصل إلى اتفاق رسمي ونهائي للبقاء على رأس العارضة الفنية.
هذه المستجدات، نتجت بالأساس عن الضمانات التي قدمها «المير» بخصوص الإعانات المالية المرصودة للنادي، على اعتبار أن حصة الفريق من ميزانية البلدية لسنة 2022 قدرت بنحو 2,1 مليار سنتيم، وهو المبلغ الذي يعادل تقريبا قيمة الديون المتراكمة على «لاجيباك» منذ العديد من المواسم الفارطة، مما استوجب تدخل رئيس البلدية لاتخاذ بعض التدابير مع أحد الدائنين بشأن وضعيته تجاه الفريق، وذلك بالموافقة على إرجاء تسديد ديونه إلى إشعار آخر، بغية تمكين اللجنة المسيرة من إيجاد السيولة المالية التي تسمح لها بتغطية مصاريف الفريق في بداية الموسم الجديد.
هذا المخطط، كان كافيا لرسم خارطة الطريق المستقبلية لجمعية عين كرشة، لأن الإشكال الذي كان وراء تلويح رئيس النادي العربي العمري بالانسحاب مقترن أساسا بالجانب المادي، وقضية الديون المتراكمة، وضمانات «المير» في هذا الشأن بددت المخاوف بخصوص حصة الفريق من الإعانات الموسم القادم، وعليه فقد تم الاتفاق على إلغاء الجمعية العامة الاستثنائية التي كانت إدارة النادي تعتزم عقدها في منتصف الأسبوع المقبل، مع المرور مباشرة إلى العمل الميداني، وقد كانت أول خطوة يتم قطعها في هذا المجال الجلوس على طاولة المحادثات مع المدرب محمد الصغير بن تونسي، حيث تم الاتفاق على بقائه على رأس العارضة الفنية، خاصة وأنه كان قد أشرف على الفريق الموسم المنصرم في 19 مباراة.
وعمدت إدارة النادي، إلى المراهنة على معرفة بن تونسي بخبايا التشكيلة، للعب ورقة الاستقرار على المستويين الإداري والتقني، رغم أن المؤشرات الأولية توحي بحدوث تغيير كبير على مستوى التعداد، بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي عاشها الفريق في الجولات الستة الأخيرة من الموسم المنصرم، لأن انسحاب مجموعة من اللاعبين من الفريق، ومقاطعتهم الجماعية للمباريات تسبب تراجع النتائج، مع دخول هذه المجموعة في صراع مع اللجنة المسيرة بشأن المستحقات المالية، مما تطلب ترقية بعض الشبان من الأواسط، وهي الوضعية التي قد يكون لها انعكاس كبير على عمل إدارة النادي في ضبط تعداد الموسم القادم، ولو أن الاتفاق مع بن تونسي كان بالمراهنة على تشكيل فريق تنافسي، في انتظار اتضاح الرؤية أكثر عن شروع الجمعية في التحضيرات في أوائل شهر سبتمبر القادم.
على صعيد آخر، من المرتقب أن تحل لجنة من رابطة ما بين الجهات بمدينة عين كرشة يوم الثلاثاء المقبل، لمعاينة ملعب عمار بوشوارب، وذلك بعد الانتهاء من أشغال تجديد العشب الاصطناعي، لكن تجديد الأرضية لا يعني بالضرورة اعتماد الملعب لاحتضان المباريات الرسمية، لأن الزيارات السابقة كانت كافية لتسجيل بعض التحفظات المقترنة أساسا بالمرشات، وضعية النفق المؤدي من حجرات الملابس إلى أرضية الميدان وكذا تقسيم الأنصار في المدرجات، ولو أن مصالح البلدية وعدت بالتكفل بالانشغالات المطروحة، وذلك بالعمل على رفع كل التحفظات لتمكين الفريق من الحصول على الضوء الأخضر لاستقبال ضيوفه بملعب بوشوارب، بعدما كان قد اضطر طيلة الموسم الفارط إلى الاستضافة بملعب هنشير تومغني.
صالح / ف