منصب قلب هجوم المنتخب في المزاد قبل الكان
باشر الناخب الوطني جمال بلماضي رحلة ضبط القائمة المعنية بالمشاركة في كأس أمم إفريقيا المقبلة، المزمع إجراؤها في كوت ديفوار في الفترة الممتدة، ما بين 13 جانفي و11 فيفري 2024، والتي سيجد فيها بعض الصعوبات، من أجل تحديد بعض المناصب، خاصة على مستوى مركز قلب الهجوم، الذي عرف في سنة 2023 تواجد خمسة أسماء على مدار التربصات الثلاثة التي برمجها مدرب الخضر، ويتعلق الأمر بكل من سليماني، بونجاح، عمورة، دولور ومحيوص، في انتظار التحاق المهاجم أمين غويري في المعسكر المقبل، وهو ما سيجعل التنافس على أشده من أجل الظفر بمكانة، ضمن اللائحة النهائية المشاركة في المحفل القاري.
وكان الناخب الوطني، قد أكد للاعبين عند اختتام التربص الأخير نهاية فترة التجارب، وأنه سيدخل بداية من تربص أكتوبر في أجواء التحضيرات الفعلية للتحديات القادمة، وهو ما يعني بأن الأسماء الغائبة عن القائمة التي سيكشف عنها قبل انطلاق المعسكر ببضعة أيام، سترهن حظوظ التواجد في المحفل القاري، إلا في حال حدوث تطورات، أو تعرض أحد اللاعبين للإصابة، ما يستوجب الانتقال إلى القائمة الاحتياطية.
الخضر سجلوا 7 أهداف فقط في 2023
تعتبر حصيلة المنتخب الوطني التهديفية في سنة 2023 متوسطة على العموم، بحكم أن أشبال بلماضي نجحوا في تسجيل سبعة أهداف فقط في ست مباريات (هدف سجله مدافع المنافس ضد مرماه)، ما بين مواجهات رسمية وودية، بمعدل تهديفي في حدود هدف في كل مباراة، وهو رقم يؤكد وجود خلل ما على مستوى القاطرة الأمامية، ولو أن مهمة تسجيل الأهداف لا تقتصر على المهاجمين، ولديها علاقة بأسلوب اللعب، ونوعية لاعبي وسط الميدان، إلى جانب الأجنحة وحتى الظهيرين أيضا لديهما دور في تسجيل الأهداف، من خلال تقديم توزيعات تسهل مأمورية المهاجمين، سيما وأن المنتخب الوطني يضم عناصر تحسن التعامل مع الكرات الهوائية.
وبالعودة إلى مسجلي أهداف المنتخب الوطني في السنة الجارية، نجد أن القائد رياض محرز والمهاجم محمد أمين عمورة قد تمكنا من زيارة مرمى المنافسين في مناسبتين لكل واحد منهما، إضافة إلى توقيع كل من بونجاح وشايبي لهدف واحد، في وقت سجل الهدف السابع مدافع منتخب النيجر ضد مرماه، بمناسبة لقاء الجولة الثالثة من تصفيات «الكان».
سليماني يبقى الأكثر فعالية
يبقى إسلام سليماني، الهداف التاريخي للمنتخب الوطني برصيد 41 هدفا، وقد غاب عن التربص الأخير لشهر سبتمبر، بسبب تأخر توقيعه في نادي كورتيبا البرازيلي، كما لم يسجل تواجده أيضا في تربص شهر مارس، عندما تعرض للإصابة واضطر لمغادرة المعسكر، أين استنجد يومها مدرب الخضر ببغداد بونجاح.
وبصم سليماني على بداية مقبولة مع ناديه الجديد، عندما اختير أفضل عنصر في اللقاء من طرف الموقع المختص في الإحصائيات «سوفاسكور» الذي منحه أعلى علامة 7.7، رغم أن فريقه انهزم في المواجهة، غير أن الأهم بالنسبة لمهاجم الخضر هو استعادة كامل إمكاناته، تحسبا للمواعيد المقبلة، سيما وأنه يعتبر من بين الركائز في كتيبة بلماضي.
بونجاح لم يستغل تربص سبتمبر
لم يحسن المهاجم بغداد بونجاح استغلال تربص سبتمبر الأخير، عندما صام عن التهديف في مباراة السنغال التي شارك فيها كأساسي إلى جانب التشكيلة المثالية، بل أكثر من ذلك أتيحت بعض الفرص أمام مهاجم السد القطري، غير أنه لم يحسن التعامل معها، أين أرجع أهل الاختصاص السبب إلى عدم جاهزية ابن الباهية وهران من الناحية البدنية، بحكم أنه عائد من الإصابة، ولم يتدرب مع المجموعة لفترة طويلة.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن بونجاح لن يجد الطريق مفروشا للظفر بمكانة في القائمة النهائية ل»كان كوت ديفوار»، خاصة إذا ما واصل الظهور بنفس الأداء.
عمورة ب»بروفايل» خاص
يبقى المهاجم محمد الأمين عمورة من بين العناصر التي تمتلك حظوظا كبيرة لحجز مكانة في لائحة بلماضي، المعنية بالمحفل القاري، لكونه يمتلك «بروفايل» خاص، وأي مدرب في العالم يحبذ تشكيل قائمة مهاجمين بمواصفات مختلفة، حيث يتمتع ابن مدينة جيجل بالسرعة وقوة التوغل، وهو ما يعني إمكانية الاعتماد عليه، في حال البحث عن اختراق دفاع مسطح، أو مدافعين طوال القامة، الذين يجدون صعوبات كبيرة في إيقاف لاعبين في شاكلة عمورة.
ومن الواضح أن الناخب الوطني، يعتبر عمورة أفضل «جوكير»، بدليل أنه لم يعتمد عليه في مباراتي تنزانيا والسنغال من البداية، وفي المقبل أشركه كبديل في المواجهتين، وهو ما يؤكد بأن مدرب الخضر يرى في ابن مدينة الطاهير بجيجل، العنصر الذي يمكن الاستنجاد به في الأوقات الصعبة من اللقاء، على أمل إيجاد الحلول.
محيوص اكتفى بالامتياز الدولي !
من بين العناصر التي خسرت النقاط في التربص الأخير، نجد المهاجم أيمن محيوص، خاصة وأن الناخب الوطني منحه فرصة جديدة، وأشركه من البداية في مواجهة تنزانيا، من أجل الوقوف على إمكاناته، بعدما سجل أول ظهور سمي له مع المنتخب الوطني في مباراة أوغندا التي لعبت شهر جوان الماضي بالكاميرون، غير أن مهاجم إتحاد الجزائر الأسبق لم ينجح في زيارة شباك المنافسين، وفتح عداده التهديفي مع المنتخب، وهو ما يهدد مكانته مع المنتخب في التربصات القادمة.
ويرى بلماضي، بأن محيوص يمتلك طريقة لعب ومواصفات تشبه إلى حد ما سليماني، الذي يحسن التعامل مع الكرات الهوائية، إلى جانب طلبه للكرات في المساحات الشاغرة، لكن من ناحية الفعالية لا يزال بحاجة لمتسع من الوقت، لكن مدرب الخضر لن ينتظره مطولا، ويحتاج إلى عنصر قادر على تقديم الإضافة، وهو ما يمكن من القول إن محيوص استفاد من الامتياز الدولي فقط في التربصين الأخيرين.
دولور يدفع ضريبة تراجع المستوى
يواصل المهاجم أندي دولور دفع ضريبة تراجع مستواه، وغيابه عن التربصين الأخيرين، قد يكون رسالة مشفرة من طرف الناخب الوطني، من أجل دفعه نحو استعادة كامل إمكاناته، ولو أن خيار دولور بالانتقال إلى الدوري القطري، قد يجعل عودته إلى الخضر مؤجلة إلى موعد لاحق، وقد يغيب عن ثاني كاس أمم إفريقيا على التوالي، بعدما طلب الإعفاء من موعد الكاميرون، لكن هذه المرة قد يستبعد لخيارات فنية.
ورغم أن دولور صرح مؤخرا، بأنه لم يفقد أمل العودة إلى المنتخب الوطني، سيما وأن بلماضي أدرج اسمه ضمن القائمة الموسعة لتربص سبتمبر الأخير، إلا أن كل المؤشرات تشير إلى تواصل غياب دولور، الذي تحول إلى رابع أو خامس خيار على مستوى الخط الأمامي.
غويري أمل بلماضي
لا يختلف اثنان بأن الناخب الوطني يراهن كثيرا على قدوم المهاجم أمين غويري، بدءا من التربص المقبل، من أجل تقديم الإضافة إلى الخط الأمامي، وبالمرة إشعال المنافسة مع بقية العناصر التي تنشط على مستوى القاطرة الأمامية، بالنظر إلى الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها، وإلا كيف نفسر الضغط الكبير الذي يتعرض له في الفترة الحالية من طرف مسؤولي نادي رين، الذين يحاولون تأجيل موعد التحاقه بالمنتخب الوطني، وحرمانه من المشاركة في كأس إفريقيا المقبلة، لأنه يعتبر أفضل مهاجم في النادي.
وفي حال ترسيم قدوم غويري إلى التربص المقبل، مثلما أكده بلماضي في تصريحاته الأخيرة، عندما قال إن غويري أنهى كل الإجراءات الإدارية، وبات متاحا للمشاركة مع الخضر بدءا من التربص المقبل، فإن المنافسة ستكون على أشدها من أجل حجز مكانة ضمن القائمة النهائية، ناهيك عن الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها، وهو ما قد يجعله أحد الحلول الممكنة للقاطرة الأمامية، وإمكانية تغيير طريقة اللعب واردة، بناء على العناصر الموجودة.
حمزة.س