سمحت الجولات الأربع من بطولة الرابطة المحترفة، في نسختها الجديدة (الطبعة 14)، لفريق اتحاد خنشلة من كسب احترام الجمهور الرياضي والمتتبعين، كما قدمت الجولة الرابعة رقما من حيث الغزارة التهديفية، قلما تبلغه مباريات البطولة، بعد تسجيل 24 هدفا في 8 مباريات أي بمعدل 3 أهداف في كل لقاء، غير أن الجولات الأربع التي لعبت (28 مباراة في انتظار خوض 4 مؤجلة)، عرّت مرة أخرى طريقة تسيير النوادي المحترفة المحلية وزيف الكلام عن المشاريع الرياضية، من خلال تواصل ظاهرة إقالة واستقالات المدربين، وهي الظاهرة العاكسة لغياب عامل الاستقرار، الورقة المهمة في أي برنامج أو مشروع، بغض النظر عن طبيعته رياضيا كان أو اقتصاديا أو سياسيا.
وجنحت 10 فرق في دوري النخبة أي ثلثي تركيبة بطولة المحترف، إلى تغيير طواقهما الفنية بعد أقل من شهر عن انطلاق الموسم الكروي، وكان فريق مولودية وهران السباق إلى تغيير «جلد» العارضة الفنية بعد انسحاب التونسي معز بوعكاز وقدوم خليفته خير الدين مضوي، ليليه مباشرة عبد القادر عمراني الذي انسحب سريعا من تدريب وفاق سطيف قبل ساعات عن مواجهة جولة الافتتاح، ثم ندير لكناوي الذي خلفه في نادي بارادو الفرنسي مارتينس، وبعده مدرب نجم مقرة عزيز عباس.
وبعد أيام تميزت بهدوء تساقط الأوراق، جاء الدور على الثلاثي يوسف بوزيدي من (شبيبة القبائل) وليامين بوغرارة (شباب قسنطينة) وعبد النور حميسي (مولودية البيض)، الذين غادروا مناصبهم بعد إفرازات ثالث محطة، ليرتفع العدد إلى 7 تقنيين، وهو العدد الذي بلغ العشرة بعد خوض مباريات الجولة الموالية، لما غادر البلجيكي فاندنبروك من العارضة الفنية للبطل شباب بلوزداد ثم عبد القادر يعيش المستقيل من جمعية الشلف، وأخيرا عبد الحق بن شيخة المنسحب مساء الأحد من العارضة الفنية، لبطل كأس الكاف، وصاحب الكأس الممتازة القارية اتحاد الجزائر.
انسحاب التقنيين من فرق النخبة، سواء بالإقالة أو الاستقالة، يضع على المحك، ما يتم التغني به عند إمضاء العقود أو تقديم المدربين ثم بعد ذلك في البلاطوهات، عن المشاريع الرياضية متوسطة وطويلة المدى، كما يفضح طريقة التسيير في مختلف النوادي الفاقدة أحيانا للبصيرة عند عملية الانتقاء، وفي أخرى يرضخ مسؤولوها لضغط الشارع فيكون السبيل المخلص هو التضحية بالمدرب عند أول منعرج، ولو أن العديد من التقنيين يتحملون جزءا من مسؤولية تفشي هذه الظاهرة السلبية، بلهثهم وراء مناصب العمل والأجرة، دون اشتراط توفير المناخ المناسب للعمل والإمكانيات المساعدة، ناهيك عن تبني سياسة ذر الرماد في العيون من خلال استمالة الجماهير في مستهل المشوار «القصير»، بكلمات معسولة، محورها غالبا ما يكون تاريخ النادي والمدينة الحاضنة للفريق وبرامج التكوين، رغم إدراكهم أن الشق الأخير غير ممكن، تجسيده ميدانيا، وأن أول عقبة في هذا الدرب، قد تكون طريقة تفكير المسؤول أو المسير، الباحث دوما لغايات معروفة عن نتائج فورية، شأنه شأن أي مناصر بسيط.
كريم - ك