تتصدر قضية المراسلة التي تلقتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من الفيفا على خلفية حصول أولمبي المدية على إجازة مستقدم جديد، في فترة تواجد النادي تحت طائلة عقوبة المنع من الاستقدامات، أشغال جلسة العمل التي سيعقدها اليوم رئيس الفاف وليد صادي مع رؤساء الرابطات، ذات الطابعين الوطني والجهوي، لأن رئيس الرابطة الوطنية للهواة من بين المعنيين بهذا الاجتماع، والقضية التي طفت على السطح دفعت بالاتحادية إلى مساءلة هيئته، بحثا عن توضيحات بخصوص هذا الملف، الذي أخذ أبعادا «دولية»، سيما وأنه كان ورقة استغلها تقني أجنبي لتقديم شكوى ضد الاتحاد الجزائري لدى الفيفا، فكان رد فعل الاتحاد الدولي سريعا، مما استوجب فتح تحريات استعجالية «وطنيا» لتحديد مسؤوليات كل طرف.
المعلومات التي استقتها النصر أمس، من مصدر جد مقرب من الفاف تشير إلى أن صادي، ألح على ضرورة احتواء هذه القضية «دوليا»، وذلك بتسوية الوضعية المالية للمدرب التونسي لطفي السليمي من خزينة الاتحادية، تنفيذا لقرار صادر عن لجنة النزاعات التابعة للاتحاد الدولي، وبالتالي تجنب أي عقوبة من الفيفا بشأن هذه القضية، لكن ـ يضيف مصدرنا ـ فإن رئيس الفاف مصمم بالمقابل على إجراء تحريات معمقة لكشف خيوط هذا الملف، خاصة وأن الغرفة الفيدرالية للمنازعات، كانت في شهر أوت المنصرم قد أشعرت الاتحادية، ومن خلالها الرابطة الوطنية للهواة، بتواجد أولمبي المدية ضمن قائمة النوادي الممنوعة من الاستقدامات، بسبب عدم تسديد مستحقات لاعبين ومدربين، كانوا قد تقدموا بشكاوى ضد هذا الفريق سعيا لتحصيل مستحقاتهم العالقة.
وحسب نفس المصدر، فإن التحريات الأولية أظهرت بأن الأمين العام السابق للاتحادية، كان في فيفري 2023 قد وجه مراسلة إلى الفيفا يؤكد فيها موافقة الاتحاد الجزائري على تحمل المخلفات المالية لقضية شكوى المدرب لطفي السليمي ضد أولمبي المدية، لكن هذه المراسلة ظلت ـ يستطرد مصدرنا ـ مجرد حبر على ورق، ورهينة الأدراج، لتنفجر القضية مجددا، لكن بمعطيات جديدة وخطيرة، على اعتبار أن المحامي التونسي سليم بولصنام، المختص في الشؤون القانونية الرياضية، أرفق شكواه الجديدة بملف ، يتعلق بحصول إدارة أولمبي المدية على إجازة اللاعب قايد أحمد، المولود بتاريخ 16 جوان 2003 بوادي الفضة، رغم أن النادي كان ممنوعا من الاستقدامات تنفيذا للعقوبة المسلطة عليه وطنيا ودوليا، لأن اللاعب المعني تم تسجيل إجازته برقم 0423، وتأهيله كان في فئة الرديف، إلا أن جوهر الإشكال يكمن في كونه مستقدما من رديف مولودية الجزائر، وكان يحوز على عقد احترافي، الأمر الذي يضع إجازته ضمن قائمة «الحظر»، في ظل بقاء الأولمبي تحت طائلة العقوبة، غير أن الأمور على أرض الواقع سارت في اتجاه معاكس، فتحصلت إدارة المدية على إجازة اللاعب قايد أحمد، بصفته عنصرا من تعداد الرديف، دون مراعاة عملية استقدامه من مولودية الجزائر.
علي مالك مطالب بتوضيحات
من هذا المنطلق، أكد مصدرنا بأن وليد صادي وإن أبدى الكثير من الاستياء بخصوص الحيثيات الأولية لهذا الملف، وإلحاحه على ضرورة احتوائه في أسرع وقت ممكن، بتسوية الوضعية المالية المطلوبة من طرف الفيفا، مقابل نشر الغسيل «داخليا»، الأمر الذي سيضع رئيس رابطة الهواة علي مالك على صفيح ساخن في جلسة اليوم، لأنه أصبح مطالبا بتقديم توضيحات بشأن قضية تسليم إجازة اللاعب قايد أحمد لإدارة أولمبي المدية، قبل بداية الموسم الكروي الجاري.
إلى ذلك، فإن جلسة اليوم ستعرف تشريح وضعية كل رابطة، انطلاقا من رابطة ما بين الجهات، مرورا برابطة كرة القدم النسوية، وصولا إلى الرابطات الجهوية التسعة، خاصة على مستوى الرابطات التي مازالت المنافسة فيها لم تنطلق بعد، لأن إشكالية تحصيل مستحقات الانخراط تبقى القاسم المشترك بين أغلب الرابطات، بدليل أن عدد الفرق التي سوت وضعيتها في القسم الثالث لم يتعد 24 من أصل 96، والإشكال متفاقم أكثر في الرابطات الجهوية، ولو أن صادي ـ يضيف ذات المصدرـ طالب رؤساء الرابطات بإعداد تقارير مفصلة عن وضعية الانخراطات، ومدى تحصيل مستحقات المواسم الفارطة، لأنه يعتزم رسم خارطة طريق موحدة لإرغام كل رابطة على تسوية أوضاعها المقترنة بالموسم المنصرم عن آخرها، مع وضع مخطط يبنى على جدولة الشطر المتبقي، وهذا ما يندرج في إطار المساعي الرامية إلى تجاوز حالة الانسداد، التي تم تسجيلها في العديد من الرابطات الجهوية والولائية.
ق / ر
