نجحت أمس، مولودية باتنة في تخطي عقبة جمعية الخروب في مقابلة اتسمت بالإثارة والاندفاع البدني، شدت الأنفاس إلى غاية انقضاء وقتها القانوني، حتى وإن كان مستواها الفني متوسطا، بفعل نقص الفعالية، والشد العصبي، حيث فضل كل طرف مراقبة اللعب وتحين أخطاء منافسه، ما جعل الصراع يشتد أكثر في وسط الميدان، ولو أن المحليين، تحكموا منذ الوهلة الأولى في زمام الأمور، من خلال السرعة في نقل الكرة إلى الجهة المقابلة، وتهديد المرمى.
هذه العوامل، سمحت لأصحاب الأرض بفرض ضغط على دفاع المنافس الذي كان منظما ومتماسكا، ولو أنهم لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك الحارس بولطيف الذي تصدى لمحاولة شرارة (د8)، تزامنا مع اعتماد الزوار على تجميد اللعب والاكتفاء بالمقاومة، الأمر الذي جعلهم يتحملون عبء المباراة، دون تجسيد السيطرة الميدانية للمحليين في غياب النجاعة الهجومية، رغم فرصة حجيج عند الدقيقة (11)، وأخرى لخنفري (د13)، قبل أن يخفق غضبان في تحويل ضربة جزاء، استفادت منها المولودية بعد عرقلة حجيج (د16).
وهو ما حفز الضيوف الذين خرجوا من قوقعتهم وحملوا مشعل المبادرات والقيام بهجمات، أثمرت إحداها هدفا حمل توقيع بن معمر عند الدقيقة (19) وسط حيرة الجمهور الحاضر، ومع ذلك لم يفقد رفقاء قوميدي ثقتهم في النفس، فحاولوا الرفع من ريتم الأداء وإقلاق سكينة الحارس بولطيف، بالاعتماد على المرتدات التي كادت أن تثمر لولا تسرع شرارة(د22)، وأنانية حجيج (د26)، لتأتي الدقيقة 33، التي عرفت إعادة الأمور إلى نصابها من طرف شرارة.
بعدها انتعش اللعب أكثر، في ظل إصرار المحليين على ترجمة سيطرتهم، فيما فضل الضيوف التمركز في منطقتهم، مع تحصين مواقعهم الخلفية، والقيام بمحاولات قليلة لم تشكل خطرا على الحارس براهيمي، وكاد بيوض على إثر واحدة منها هز الشباك في الدقيقة (38). وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، عمد الباتنيون إلى فرض حصار على مرمى الخروبية، ما مكن غضبان من صنع الفارق وتسجيل هدف التقدم، بعد عمل جماعي (د45).
المرحلة الثانية، دخلها أشبال ترعي بكثير من العزم على مضاعفة مكسبهم في غياب التركيز، سيما بالنسبة لشرارة الذي خانته الفعالية (د51)، وكذا مزهود بقذفة قوية (د59).
وبمرور الوقت، حاول أبناء «لايسكا» بعد دخول بولحية التصعيد من حملاتهم، ما سمح لخلوفي بتوجيه تسديدة مرت جانبية (د64)، ليرد منافسهم بمرتدات كثيرا ما أربكت الدفاع، خاصة عن طريق البديل أمغشوش في مناسبتين (د64 و68)، إلى غاية الدقيقة(73)، التي ابتسمت لغضبان بعد توقيعه الهدف الثالث برأسية محكمة، إثر تمريرة من أمغشوش، لتنكسر شوكة الخروبية الذين استسلموا في العشر دقائق الأخيرة، رغم بعض المحاولات المحتشمة، لتنتهي المقابلة بفوز ثمين للبوبية.
م ـ مداني