التــــربص بالجزائـــــر رسالـــــة واضحــــــة المضمـــــــــون
أشاد رئيس المجلس الأعلى للرياضة الفلسطيني، الفريق جبريل الرجوب، بموقف الجزائر حكومة وشعبا إزاء القضية الفلسطينية، وأكد بأن هذا الموقف مبني على قناعة راسخة للجزائريين بعدالة هذه القضية، التي أصبحت عبارة عن مشروع تحرر للشعب الجزائري بكل مكوناته، والتربص المقام حاليا بمدينة عنابة لمنتخب فلسطين لكرة القدم، يبقى ـ كما قال ـ « بمثابة رسالة واضحة المضمون، لأننا اخترنا الجزائر لتكون محطتنا الأولى في التحضير لنهائيات كأس أمم آسيا».
الرجوب، وفي اللقاء الصحفي الذي نشطه على هامش المباراة الودية التي أجراها منتخب «الفدائي» مساء أول أمس أمام اتحاد عنابة صرح في هذا الشأن قائلا : « الحاضنة الشعبية الجزائرية، والحاضنة بطابعها الرياضي، جاءت تجسيدا للحاضنة الرسمية الجزائرية، خاصة وأن الرئيس عبد المجيد تبون كان قد أبلغ الفيفا بقرار احتضان الجزائر لمباريات المنتخب الفلسطيني في إطار التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، مع منحنا الضوء الأخضر حتى لتنظيم منافسات رسمية، إلا أن الاتحاد الأسيوي والفيفا رفضا هذا الاقتراح، الأمر الذي جعلنا نصر على اختيار الجزائر كمحطة أولى في برنامج تحضيراتنا للمشاركة في النهائيات الأسيوية المقررة بعد أقل من شهر، تعبيرا منا عن كامل الشكر والامتنان للجزائر حكومة وشعبا على الدعم المطلق في مساندة القضية الفلسطينية، ونضالها ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم».
إلى ذلك أكد رئيس المجلس الأعلى الفلسطيني للرياضة بأن حفاوة الاستقبال التي حظي بها الوفد الفلسطيني بالجزائر تجسد كل صور التآخي والتآزر بين الشعبين، وأردف بالقول: « الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في مواجهة الإرهاب الصهيوني دفعتنا إلى استعمال النشاط الرياضي كواحد من الأسلحة التي نسعى من خلالها إلى إيصال صوتنا إلى كل شبر من العالم، ولو بطريقة مغايرة، لأن الوضعية الراهنة تفتح باب النضال على مصراعيه، باستعمال كل الوسائل والأساليب، ومنذ وصولنا إلى الجزائر حظينا باستقبال مميز، ولم نحس ولو لحظة واحدة أننا غرباء، لأن الدولة الجزائرية وفرت لنا كل الامكانيات، وهذا ليس بالغريب على شعب احتضن القضية الفلسطينية منذ الوهلة الأولى، كما أن ظروف تحضيرات المنتخب بمدينة عنابة تسير على أحسن ما يرام، والالتقاء ببعض رموز النضال الرياضي الجزائري من لاعبي منتخب جبهة التحرير الوطني كان كافيا لإعطاء اللاعبين الفلسطينيين نماذج حية من الكفاح الرياضي، وهي عينات ستكون بالتأكيد مصدر إلهام لعناصرنا، لأن اللاعب الفلسطيني يحمل في هذه الفترة كل مآسي الإنسانية، بسبب الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي، لكن بكبرياء وشموخ وصمود تجري استعداداتنا تحضيرا للمشاركة في كأس أمم آسيا، حيث وجدنا في عنابة صورا تكفي للتأكيد على أن الأمر يتعلق أساسا بتوفير المصادر التي نستمد منها الإلهام بالقوة، الإرادة، الصمود، النضال، المقاومة والتحدي، وهذا أهم مكسب نراهن عليه في هذا المعسكر الإعدادي، لأن الجزائر كانت وستظل مصدر إلهام بالنسبة للفلسطينيين».
وختم جبريل الرجوب خرجته الإعلامية بعنابة بالتأكيد على أن الوضعية النفسية للوفد الفلسطيني في هذه المرحلة من الصعب تجاوزها، بسبب بشاعة الجرائم التي يقترفها العدو الصهيوني بكل وحشية، لكننا ـ كما قال ـ « لا بد أن نصمد، وقد ضبطنا كل حساباتنا على معسكر الجزائر لشحن البطاريات بمزيد من الإرادة والإلهام، لأننا نتطلع أن تكون مشاركتنا في نهائيات كاس أمم آسيا معبرة، ويجب أن تدل على عظمة وقوة وإرادة وقيم المواطن الفلسطيني، موازاة مع مراعاة مصلحة القضية الفلسطينية، وذلك باستغلال هذه الفرصة لإيصال الرسالة الوطنية عبر بوابة الرياضة، والتي تعتبر من منابر النضال، بعيدا عن الظروف القاسية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، لأن الفرصة ستكون مواتية للتنديد ببشاعة الجرائم التي يقترفها العدو الصهيوني».
ص / فرطاس