يدخل منتخب السنغال هذه الطبعة في ثوب البطل، الذي سيدافع عن التاج الذي أحرزه قبل سنتين بالكاميرون، ولو اللقب القاري الوحيد الذي أحرزته «أسود التيرانغا»، لكن مهمة الاحتفاظ بالتاج تبدو في غاية الصعوبة، وهذا في وجود الكثير من الزبائن التقليديين، لأن دورة 2023 تشهد تواجد 12 منتخبا سبق لها اعتلاء منصة التتويج، انطلاقا من صاحب أعلى حصة من الألقاب، المنتخب المصري، صاحب 7 تتويجات، مرورا بوصيفه في اللائحة، منتخب الكاميرون، الذي يبقى سجله مرصعا باللقب الإفريقي 5 مرات، وكذا منتخب نيجيريا، الذي نال اللقب في 4 دورات، فضلا عن منتخب غانا، صاحب الثلاثة ألقاب، والمنتخب الوطني، الذي يسعى لاستعادة التاج الذي تنازل عنه في دورة الكاميرون، بعدما أحرزه في الأراضي المصرية في صائفة 2019، والكرة الجزائرية تبحث عن تتويجها الثالث باللقب الإفريقي، وتتقاسم هذا الطموح مع مستضيف الدورة المنتخب الإيفواري، الساعي لاستغلال عاملي الأرض والجمهور بحثا عن النجمة الثالثة، رغم أن «سيناريو» 1984 مازال راسخا في الأذهان، وعقدة الفشل في توظيف أفضلية العوامل الكلاسيكية، تبقى تلاحق أغلب البلدان المنظمة.
وفي سياق متصل، فإن نصف منشطي هذه الطبعة سبق لهم تمثيل القارة في فعاليات كأس العالم، ولو مرة واحدة، كما هو الحال بالنسبة لمنتخبات الكونغو الديمقراطية وأنغولا، لكن الزبائن التقليديين اعتادوا على ضمان التواجد في المونديال، على غرار الجزائر، الكاميرون، مصر، تونس، السنغال، نيجيريا، غانا، كوت ديفوار وبدرجة أقل جنوب إفريقيا، وهي معطيات تكفي للتأكيد على أن السباق نحو منصة التتويج سيكون ساخنا، انطلاقا من دور المجموعات، الذي يحتفظ بالكثير من المفاجآت، رغم أن نمط المنافسة الذي تم اعتماده يمنح الفرصة لكل المنتخبات بالتدارك، على اعتبار أن المرور إلى ربع النهائي سيكون من نصيب المتصدر ووصيفه في كل فوج، إضافة إلى 4 منتخبات أخرى من أصحاب الصف الثالث في المجموعات الستة، وهذا ما يعني بأن الإقصاء المبكر من الدور الأول، سيكون المصير الحتمي لثلث منشطي هذا الدورة، بينما سيواصل ثلثين المغامرة من وضعيات مختلفة، في أدوار خروج المغلوب، وعملية القرعة وضعت منتخبين من العيار الثقيل جنبا إلى جنب في كل فوج، وذلك بمراعاة مخلفات التصفيات. صالح - ف
