تتواصل زوال اليوم، فعاليات الدور 32 لمنافسة كأس الجزائر بإجراء 12 مباراة، تمثل الشطر الثاني من هذه المحطة، والتي سيدخل من خلالها رباعي من الرابطة المحترفة غمار التصفيات، بمواجهة منافسين من الهواة، ومع ذلك فإن باب المفاجآت يبقى مفتوحا على مصراعيه، بينما سيكون طابع «الديربي» حاضرا في العديد من اللقاءات، من بينها القمة المحلية «المصغرة» لعاصمة الأوراس، والتي ستجدد اللقاء بين شباب باتنة ونجم بوعقال.
والملفت للانتباه في مباريات اليوم (الثاني)، أن ثلاثي من الرابطة المحترفة سيستفيد من عاملي الأرض والجمهور، الأمر الذي يمنحه الأفضلية على الورق لكسب الرهان، والخروج من هذا الدور بتأشيرات التأهل، ولو أن اتحاد خنشلة سيلاقي منافسا من الرابطة الثانية، ويتعلق الأمر بوداد بوفاريك، وهي مواجهة بذكريات الماضي «البعيد» بين الفريقين، لكنها تضع أهل الدار أمام حتمية توخي الحيطة والحذر، لاسيما بعد الهزيمة الأخيرة التي تلقوها بملعبهم في البطولة على يد نادي بارادو، فضلا عن سعي الزوار لنفض الغبار عن أمجادهم مع «الكبار» عبر بوابة «السيدة المدللة»، لأن «الواب» يتوسط ترتيب المجموعة الغربية لبطولة الرابطة الثانية، والتركيز يبقى منصبا على هذه المنافسة لإنقاذ موسمه.
إلى ذلك، فإن ثلاثي آخر من الرابطة المحترفة سيستهل مغامرته في هذه الطبعة من كأس الجزائر، بمواجهة منافسين من قسم ما بين الجهات، لكن في مهمات متباينة، لأن شبيبة الساورة ستكون على موعد مع «ديربي» القاعدة الجنوبية، والذي ستلاقي فيه شباب بوقطب، متصدر ترتيب فوج الجنوب الغربي لبطولة ما بين الجهات، مع استفادة الشباب من ورقتي الأرض والجمهور، بحثا عن إنجاز تاريخي، لأن استضافة أفضل سفير «كروي» للجهة الجنوبية على الصعيد الوطني، يرفع من عارضة الطموحات، مما يستوجب على شبيبة الساورة توظيف الخبرة، على أمل النجاح في الخروج من هذا المنعرج بسلام، وتفادي أي مفاجأة غير سارة.
من جهة أخرى، ستكون مولودية وهران أمام امتحان عسير، رغم أنها ستستقبل شباب بني ثور، الناشط في بطولة ما بين الجهات، غير أن معاناة «الحمراوة» منذ بداية الموسم الجاري، تفتح شهية «غزلان الجنوب» للبحث عن مفاجأة، تعيد ذكريات الإنجاز التاريخي المحقق قبل عشريتين من الزمن، لأن الشباب سبق له التتويج بالكأس، وهذا العامل يضعه دوما في خانة «الاختصاصي» في هذه المنافسة، بصرف النظر عن تواجده ضمن كوكبة المتنافسين على تأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية عبر فوج الجنوب الشرقي، ولو أن موازين القوى ترجح كفة أبناء «الباهية» الذين سيعملون على قطع الطريق أمام عنصر المفاجأة، وتحقيق تأهل من شأنه أن يساهم في شحن البطاريات، تحسبا لمرحلة الإياب من البطولة، والتي ستكون بهدف تفادي شبح السقوط من قسم الاحتراف.
وفي ذات السياق، فإن اتحاد بسكرة سيدشن مغامرته في الكأس هذا الموسم بمواجهة سريع برج غدير، في «ديربي» مصغر لإقليم رابطة باتنة الجهوية، لكنه سيكون بموازين غير متكافئة، على اعتبار أن «خضراء الزيبان» تتواجد في «فورمة» منذ بداية الموسم الجاري، مما يضعها في رواق جيد، لكبح جماح «الغدير».
باقي المواجهات، ستكون من تنشيط فرق من الهواة على اختلاف مستوى نشاطها، والأفضلية فيها تبقى لأندية الرابطة الثانية، كما هو الحال بالنسبة لمولودية قسنطينة، التي ستستقبل اتحاد بوهني تيارت، الناشط في قسم ما بين الجهات، ويتوسط ترتيب مجموعة «وسط - غرب»، لكن أوراق الأرض والجمهور وكذا الخبرة، ترجح كفة الموك لمواصلة المغامرة مع «السيدة المدللة»، والمعطيات ذاتها تنطبق على «ديربي الأوراس»، الذي سيجمع شباب باتنة والجار نجم بوعقال، في مقابلة تكتسي الطابع «الثأري»، بعدما كان النجم قد كسب الرهان في مواجهة سابقة تندرج في نفس الإطار، ولو أن التباين الصارخ في مشوار الفريقين منذ بداية الموسم الجاري، يضع «الكاب» في أفضل خانة للتأهل، لاسيما وأنه لم ينهزم إلى حد الآن، في حين أن أبناء «بوعقال» يعانون في مؤخرة ترتيب بطولة ما بين الجهات، ومع ذلك فإن نكهة «الديربي»، تبقى كفيلة بإسقاط كل حسابات الورق في الماء.
ص / فرطـاس