تربّع منتخب كوت ديفوار على عرش الكرة الإفريقية، بعد النجاح في التتويج بلقب النسخة 34 من نهائيات كأس الأمم الإفريقية، على حساب منتخب نيجيريا الذي أطاح به في النهائي بهدفين لهدف واحد، ليكمل "الأفيال" بذلك آخر حلقات مسلسلهم الدرامي خلال هذه النهائيات التي كانوا قاب قوسين من مغادرتها في الدور الأول، قبل أن يتأهلوا بمعجزة ضمن أفضل أصحاب المركز الثالث.
وتُوّج منتخب كوت ديفوار بلقبه الثالث في التاريخ، بعد تخطي عقبة منتخب نيجيريا سهرة أمس الأول، بملعب الحسن واتارا، في لقاء كانت فيه "النسور الممتازة" السباقة للتسجيل، قبل أن تعود "الأفيال" كعادتها خلال هذه الدورة في الشوط الثاني الذي قلبت فيه الطاولة على أشبال جوزي بيسيرو بفضل هدفي كيسي وهالر، الأخير الذي نصب نفسه نجما لمباراتي المربع الذهبي والنهائي، وهو الذي غيّبته الإصابة عن لقاءات الأدوار السابقة، غير أن عودته جاءت في الوقت المناسب، ليقود بذلك كوت ديفوار من مربع الموت إلى منصة التتويج.
وأصبح منتخب كوت ديفوار أول مستضيف للبطولة ينجح في الوصول إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية منذ المنتخب المصري خلال نسخة 2006، والتي توّج بها منتخب الفراعنة على حساب منتخب "الأفيال" بركلات الترجيح.
وتخطى منتخب كوت ديفوار دور المجموعات بسيناريو درامي ومجنون، بعد انتظار هدية من باقي المجموعات، وهو ما عجل برحيل المدرب الفرنسي جون لوي غاسي الذي خلفه الشاب إيميرسي فايي الذي استلم المهمة في ظرف صعب جدا، غير أنه كان عند مستوى الثقة التي وضعت في شخصه، حيث أحدث ثورة في التشكيلة، وهو ما سمح للايفواريين بالظهور بوجه مغاير في قادم المباريات، بدليل أن "الأفيال" قد أقصت بطل النسخة الماضية بالأداء والنتيجة في الدور ثمن النهائي، قبل أن تقلب الطاولة على منتخب مالي في الدور ربع النهائي، رغم خوضها أكثر من ساعة ونصف بتعداد منقوص، لينجح منتخب كوت ديفوار بعدها في تخطي عقبة منتخب الكونغو الديمقراطية بهدف نظيف في المربع الذهبي من تسجيل العائد هالر، ليقتطع البلد المستضيف تأشيرة التأهل للمقابلة النهائية التي كان الطرف الأفضل فيها، رغم التأخر في النتيجة في المرحلة الأولى، إذ واصل الإيفواريون ملحمتهم في هذه الدورة، بعد البصم على "ريمونتادا" جديدة أبهرت المتتبعين، وجعلت الجميع يرفع قبعة الاحترام لهذا المنتخب.
والتحق منتخب كوت ديفوار بهذا التتويج بنظيره الغاني بثلاثة ألقاب قارية، بعد كل من مصر ( 7 كؤوس ) والكاميرون ( 5 ).
جدير ذكره، أن قائد منتخب نيجيريا ويليام تروسي إيكونغ قد حصد جائزة أفضل لاعب في النسخة 34، بفضل أهدافه الثلاث رغم منصبه كقلب دفاع، بينما فاز جناح كوت ديفوار سيمون أدينغرا بلقب أفضل لاعب صاعد، فيما نال حامي عرين منتخب جنوب إفريقيا رونيون ويليامز جائزة أفضل حارس في الدورة، بعد تصديه لست ركلات ترجيحية، بالمقابل كان الحذاء الذهبي من نصيب مهاجم منتخب غينيا الاستوائية إيميليو نسوي الذي وقع على خمسة أهداف. سمير. ك
