بيتكوفيتش مدربا للخضر ونغيز مساعدا
كشفت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عشية الخميس، عبر موقعها الرسمي على شبكة الأنترنيت، عن تعيين البوسني فلاديمير بيتكوفيتش مدربا جديدا للمنتخب الوطني، خلفا لجمال بلماضي المنتهي ارتباطه مع الخضر، بعد كأس أمم إفريقيا الأخيرة بكوت ديفوار، التي غادرها رفقاء القائد رياض محرز من الدور الأول.
ووقع الاختيار على المدرب صاحب60 عاما من بين الأسماء الخمسة التي أدرجتها اللجنة المختصة بدراسة ملفات المدربين المرشحين لخلافة بلماضي (كيروش وبيسيرو وبروس وسيسي وبيتكوفيتش)، ويمتلك التقني البوسني مسيرة تدريبية مميزة، بعد نجاحه في قيادة المنتخب السويسري لسبع سنوات كاملة، مع تجاربه الرائعة مع بعض النوادي الأوروبية المعروفة، في صورة نادي لازيو الذي قاده للتتويج بكأس إيطاليا.
وحسب البيان الذي نشرته «الفاف» عبر موقعها ومختلف صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، فإن المدرب السابق لمنتخب سويسرا سيحل بالجزائر العاصمة غدا، من أجل إتمام كل الإجراءات الإدارية الخاصة بتوقيع العقد، على أن ينشط في اليوم الموالي ندوة صحفية بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، للإجابة على كل الاستفسارات الخاصة بمهمته الجديدة على رأس الخضر.
إلى ذلك، لم يُشر ذات البيان إلى أي تفاصيل تخص حيثيات العقد الذي سيربط بيتكوفيتش بالاتحاد الجزائري، وإن كانت مصادر النصر قد تحصلت على معلومات، تخص مدة العقد الممتد إلى غاية صيف 2026، ، مع الاتفاق على جلب مدرب مساعد ومحضر بدني، بينما سيضم طاقمه الفني الموسع بعض الكفاءات الجزائرية، في صورة نبيل نغيز الذي سيعمل مساعدا ثانيا، فيما سيواصل مدرب حراس المرمى مروان مسعي رفقة الكتيبة الوطنية.
كما يتضمن العقد استنادا لذات المصادر دوما بعض البنود المهمة، التي أصر رئيس الفاف وليد صادي عليها، على غرار الإقامة بالجزائر لمدة 21 يوما من كل شهر، مع ضرورة متابعة بعض مباريات البطولة المحلية، لعّل وعسى ينجح خليفة بلماضي في اصطياد بعض العصافير النادرة التي بإمكانها التواجد مع المنتخب الأول، ولو أن بيتكوفيتش معني أيضا ببعض الجولات الأوروبية، من أجل معاينة بعض الأسماء المحترفة، والعمل على إقناع البعض الآخر بارتداء زي الخضر، بداية بلاعبه السابق في نادي بوردو ياسين عدلي، الذي تجمعه به علاقة مميزة، وهو الذي أشرف عليه في آخر تجربة تدريبية رفقة جزائريين آخرين، ويتعلق الأمر بالمدافع عبد الجليل مذيوب ومتوسط الميدان مهدي زرقان، ما يؤكد أن هذا المدرب يمتلك فكرة عن عقلية اللاعب الجزائري.
ولن ينتظر بيتكوفيتش كثيرا، من أجل مباشرة العمل، فهو على موعد غدا، مع رئيس الفاف، بغية ضبط البرنامج الخاص بالمعسكر المقبل، الذي سيخوض خلاله الخضر دورة ودية بمواجهة منتخبي بوليفيا وجنوب إفريقيا، حيث ستكون الفرصة سانحة أمام هذا المدرب، من أجل الوقوف على إمكانيات لاعبيه الجدد عن قرب، وإن كان بيتكوفيتش يستعد لإحداث ثورة في التعداد، حتى وإن كانت تنتظره استحقاقات مهمة، على غرار كأس أمم إفريقيا 2025، والتي اتفق مع الفاف على ضرورة بلوغ دورها الربع نهائي على الأقل، مع إلزامية التأهل إلى مونديال 2026، خاصة وأنه يمتلك الأفضلية، في ظل احتلال الخضر ريادة المجموعة بـ6 نقاط، بفارق ثلاث نقاط عن أكبر المزاحمين منتخب غينيا.
علما، وأن الفاف رصدت بعض المكافآت للمدرب في حال تحقيق بعض الإنجازات.
الأجنبي رقم 13 في تاريخ الخضر
اختارت الفاف أن يكون الناخب الجديد أجنبيا، وهي التي فاضلت بين أربعة أسماء أوروبية (بيتكوفيتش وكيروش وبروس وبيسيرو) وسنغالي (سيسي)، ووقع الاختيار على فلاديمير بيتكوفيتش ليكون المدرب الأجنبي رقم 13 في تاريخ المنتخب الوطني، بعد كل من لوسيان لوديك (فرنسا) وديميترو ماكري (رومانيا) وزدرافكو رايكوف (يوغوسلافيا) وإيفغيني روغوف (الاتحاد الوسوفياتي) ومارسال بيغوليا (رومانيا) وجورج ليكنس (بلجيكا) ووروبيرت واسيج (بلجيكا) وميشال كفالي (فرنسا) ووحيد حاليلوزيتش (البوسنة) وكريستيان غوركوف (فرنسا) وميلوفان رايفاتس (صربيا) ولوكاس ألكاراز (إسبانيا)، كما يعد خليفة بلماضي، المدرب رقم 41 في تاريخ الخضر، إضافة إلى التقني نبيل نغيز، الذي قاد الكتيبة الوطنية في مباراة وحيدة أمام منتخب السيشل.
ويعتبر وحيد حليلوزيتش صاحب إنجاز مونديال البرازيل، أكثر مدرب أجنبي استقرارا مع المنتخب الوطني بـ36 شهرا (جويلية 2011 إلى جويلية 2014)، بينما يعد بلماضي أكثر مدرب إشرافا على الخضر، وهو الذي استمرت مسيرته لما يقارب 65 شهرا (2018 إلى 2024) بفارق 19 شهرا على رشيد مخلوفي الذي ظل في منصبه لمدة 46 شهرا ( 1975 إلى 1979)، علما وأن الصربي راييفاتس هو أقل مدرب أجنبي استقرارا مع المنتخب بثلاثة أشهر و11 يوما.
صادي: بيتكوفيتش الخيار الأفضل
اعتبر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي التقني فلاديمير بيتكوفيتش، الخيار الأنسب للخضر في المرحلة المقبلة لعديد الاعتبارات، مشيرا في تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية صبيحة أمس، أن هيئته فضلته على أسماء أخرى، في صورة كارلوس كيروش وجوزي بيسيرو، وفي هذا الصدد قال: « بيتكوفيتش هو الأفضل للمنتخب الوطني، فبعد قائمة مختصرة ضمت ثلاثة مدربين أعدتها لجنة مختصة، والتي ضمت أيضا البرتغالي كارلوس كيروش (الذي اعتذر) وجوزي بيسيرو، وقع اختيارنا على بيتكوفيتش على أساس عدة معايير، منها على الخصوص خبرته ومسيرته مع المنتخب السويسري».
سمير. ك
بيتكوفيتش في سطور
يحوز المدرب الجديد للخضر فلاديمير بيتكوفيتش المولود بتاريخ 15 أوت 1963 بسراييفو عاصمة البوسنة والهرسك على ثلاث جنسيات، وهي البوسنية والكرواتية والسويسرية، كما يمتلك مستوى تعليمي ممتاز، وهو الذي يتقن العديد من اللغات، وهذا يعود إلى البلدان الكثيرة التي عاش فيها وعمل بها، فهو يتحدث الإنجليزية والألمانية والإيطالية والكرواتية والبوسنية وأخيرا الفرنسية، التي تعلم أبجدياتها، خلال تجربته الأخيرة مع نادي بوردو، وهو ما جعل الإعلام الأوروبي والسويسري بالتحديد يلقبه بـ«الدكتور»، وهو المعروف عنه أيضا صرامته في التعامل، خاصة بعدما استطاع التحكم في تركيبة المنتخب السويسري المليئة بالنجوم، إلى جانب بسط هيمنته على المجموعة التي كان يمتلكها مع فريق لازيو، الذي يعد من نوادي الصفوة في «الكالتشيو».
الناخب الوطني الجديد لم يكن لاعبا معروفا، فقد بدأ مشواره مع نادي سراييفو عام 1981 بالدوري اليوغسلافي، وأنهاه سنة 1999 مع بوش السويسري، غير أن مسيرته كمدرب كانت مغايرة تماما، حيث ترك بصمته مع كل الفرق التي أشرف عليها، باستثناء تجربته الأخيرة مع نادي بوردو، وسبق لبيتكوفيتش أن تولى العارضة الفنية لنادي لازيو، خلال موسم 2012-2013، حيث توّج معه بكأس إيطاليا لموسم 2013 على حساب غريمه التقليدي روما (1-0)، مع إقصائه لنادي جوفنتوس خلال الدور نصف النهائي، وصنع المدرب البوسني اسما له مع المنتخب السويسري، الذي أشرف عليه خلال فترة دامت 7 سنوات كاملة، ومع منتخب «الشيكولاتة» كما يلقب، شارك المدرب الجديد للخضر في مرحلتين نهائيتين لكأس أمم أوروبا في 2016 ( الدور 16) و2020 (ربع النهائي).
واستطاع المنتخب السويسري تحت إشراف بيتكوفيتش التأهل للدور الثاني من كأس العالم 2018، بعد احتلاله المركز الثاني خلف البرازيل في المجموعة الخامسة، حيث تعادل بهدف لمثله أمام منتخب «السامبا»، ثم الفوز على صربيا (2-1)، وتعادل (2-2) أمام كوستاريكا، قبل توديع المسابقة من الدور الثاني أمام منتخب السويد بهدف نظيف، وقاد بيتكوفيتش المنتخب السويسري بين أعوام 2014 إلى 2021 في 78 مباراة، حيث فاز في 41 وتعادل في 18 وخسر 19 .
سمير.ك
الهندسة الأجنبية رهان صادي لإعادة التموقع
أعاد قرار تعيين فلاديمير بيتكوفيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني ورقة التقني «الأجنبي» للإشراف على «الخضر» من جديد، بعد الاحتكام إلى خيار «المحلي» في آخر تعاقدين لمسؤولي الفاف بخصوص هذا المنصب، لفترة دامت قرابة 7 سنوات، على اعتبار أن الإسباني لوكاس ألكاراز كان آخر أجنبي قاد المنتخب الجزائري، وتجربته القصيرة التي لم تدم سوى 6 أشهر توقفت في أكتوبر 2017، ومنذ ذلك الحين أسندت مهمة قيادة المنتخب لتقنيين «جزائريين»، وهما ماجر وبلماضي، لتكون عودة «الأجانب» بتجربة جديدة مع بيتكوفيتش، بداية من مارس 2024.
هذا الخيار يضع الكرة الجزائرية وبيتكوفيتش على حد سواء أمام الكثير من التحديات، بالنظر إلى الفترة التي تم فيها الاحتكام إلى ورقة التقني «الأجنبي»، لأن رحلة البحث عن استعادة المنتخب الوطني عن مكانته المعهودة في الساحة الكروية الإفريقية، تنطلق من أول محطة ميدانية لهذا التقني وطاقمه، وبالتالي تمرير الإسفنجة على «نكسة» المشاركة المخيبة للآمال في النسخة الأخيرة من «الكان»، والبداية ستكون من تصفيات كأس العالم، والتي استهلها «الخضر» بانتصارين كان وزنهما تصدر الفوج، في انتظار منعرجات «حاسمة» في بداية المشوار، لأن التأهل إلى مونديال 2026 يبقى في صدارة الأهداف التي تم تسطيرها، دون تجاهل الطبعة القادمة من نهائيات كاس أمم أفريقيا، بمرحلتي التصفيات والنهائيات.
إلى ذلك، فإن التعاقد مع تقني أجنبي يمكن اعتباره من الأوراق التي ارتأى وليد صادي المراهنة عليها في أول «خطوة» ميدانية يقطعها منذ توليه رئاسة الفاف في سبتمبر 2023، وتكون مقترنة بالتعيينات «التقنية»، وبصرف النظر عن بنود العقد فإن رحلة بحث المنتخب عن مكانته «المفقودة» في الخارطة الكروية الإفريقية ستكون تحت إشراف تقني «متعدد» الجنسيات، سيخوض بدوره أول مغامرة له في إفريقيا، ولو أن هذا العامل ليس بجديد على التقنيين المنحدرين من قارة أوروبا، والذين يتخذ الكثيرون منهم إفريقيا كمحطة بارزة لمزاولة مشوارهم التدريبي، فضلا عن التجارب السابقة التي كانت للكرة الجزائرية مع مدربين «أجانب» سابقين، اكتشفوا أجواء وظروف القارة من خلال مغامراتهم مع «الخضر»، في صورة رايكوف وروغوف في ثمانينيات القرن الماضي، كريستيان غوركوف ولوكاس ألكاراز.
من هذا المنطلق، فإن فلاديمير بيتكوفيتش، الحامل لجنسيات دول البوسنة، كرواتيا وسويسرا، سيكون أمام تحد جديد مع الكرة الجزائرية، هي الأولى له خارج القارة الأوروبية، لكن الاستقرار الذي ميز تجربته الأولى والوحيدة مع «المنتخبات»، والتي كانت مع المنتخب السويسري يمكن أن تكون بمثابة مؤشر أولي يكفي لتوفير الجو الكفيل بضمان الاستمرارية في العمل، لأن مغامرة بيتكوفيتش مع منتخب سويسرا دامت 7 سنوات، ولو أن المعطيات تختلف، إلا أن الإصرار على رفع التحدي، والعودة إلى الواجهة يبقى القاسم المشترك بين طرفي هذا التعاقد.
ص / فرطــاس