مسرحية نهضة بركان تتواصل والملف على طاولة - الطاس -
لم تجر المباراة التي كانت من المقرر أن تجمع سهرة أمس اتحاد الجزائر بمستضيفه نهضة بركان المغربي، في إطار إياب الدور نصف النهائي لكأس الإتحاد الإفريقي، وذلك بعد تجسيد نظام "المخزن" للمشهد الثاني من مسرحية "الخريطة المزورة" بالملعب البلدي ببركان، بعدما كان المشهد الأول قبل أسبوع بملعب 5 جويلية الأولمبي بالجزائر، الأمر الذي يلقي بملف "ثقيل" على طاولة المحكمة الرياضية الدولية، مادامت "الكاف" قد كشفت مسبقا عن تواطؤها في هذه الفضيحة، وذلك من خلال القرارات غير المؤسسة "قانونيا" التي كانت لجنة المسابقات على مستوى الهيئة الكروية القارية قد أصدرتها عند دراسة ملف موقعة الذهاب، مما استوجب لجوء الفاف واتحاد الجزائر إلى "تاس" لوزان. عدم إجراء لقاء الأمس بالأراضي المغربية كان منتظرا، في ظل إصرار فريق نهضة بركان على مواصلة "التهريج" سعيا لضرب السيادة الجزائرية، في مخطط نسجه نظام "المخزن" بإقحام السياسة في الشأن الرياضي، وهذا بحمل فريق "النهضة" أقمصة عليها "خريطة مزورة"، وهي نفس المعطيات التي كانت وراء عدم خوض مباراة الذهاب بالجزائر، وقد أثيرت هذه القضية مجددا خلال الاجتماع التقني الخاص بهذه المواجهة، حيث سجلت إدارة "سوسطارة" تحفظها على "الخريطة" التي تحملها قمصان فريق نهضة بركان.
من هذا المنطلق فإن فريق اتحاد الجزائر سجل حضوره سهرة أمس بملعب بركان البلدي، حيث التحق بغرف الملابس، إلا أنه رفض خوض المباراة، بعد التأكد من ارتداء المنافس للقمصان التي تبقى محل "تحفظ"، بسبب إقحام "السياسة" في الرياضة، وعليه فإن وفد "سوسطارة" لازم حجرات الملابس المخصصة له، دون نزول اللاعبين إلى أرضية الميدان للقيام بالتسخينات، قبل أن ينتظر المسيرون انقضاء المهلة القانونية (15 دقيقة) لترسيم قرار رفض إجراء المقابلة، لعدم تقيّد المنافس بقواعد اللعبة، وعليه فقد غادر لاعبو اتحاد الجزائر ملعب بركان بعد 25 دقيقة من الموعد الذي كان محددا لاعطاء إشارة انطلاق المباراة.
إلى ذلك فإن طاقم التحكيم بقيادة الكونغولي ندالا لم يدخل أرضية الميدان، واكتفى بمتابعة التطورات على مستوى حجرات الملابس، في موقف مستنسخ من ذلك الذي قام به الحكم الموريتاني بوح في لقاء الذهاب، لأن دخول الرسميين إلى ساحة اللعب يكون فقط بعد توفر كافة الظروف المواتية لاطلاق صافرة البداية، وهذه الإشكالية استوجبت اكتفاء الحكام ومندوب الكاف باستكمال الإجراءات الإدارية.
صالح فرطاس