وصل أمس، النجم كريم بن زيمة إلى الجزائر في زيارة عائلية، تتضمن عديد المحطات، منها ولاية بجاية التي ينحدر منها والده، واختارها النجم السابق لريال مدريد، لتكون نقطة بداية فترة إقامته ببلده الأصلي قبل التنقل إلى مدينة وهران مقر إقامة عائلة والدته ثم التحول إلى الجزائر العاصمة، أين سيحضر خريج مدرسة أولمبيك ليون، مواجهة المنتخب الوطني ونظيره الغيني، لحساب تصفيات مونديال 2026، وهو اللقاء المبرمج سهرة الخميس، بملعب «نيلسون مانديلا» ببراقي.
وحطت منتصف أمس، طائرة بن زيمة الخاصة بمطار «عبان رمضان» ببجاية، في أول زيارة للمتوج بالكرة الذهبية لعام 2022 إلى بلده الأصلي الجزائر، حيث حظي لاعب الاتحاد السعودي الذي كان مرفقا بعدد من مقربيه، باستقبال رسمي وشعبي، كما تم تسطير برنامج خاص لبن زيمة طيلة مدة إقامته بالجزائر، يزور فيها عدة مناطق سياحية وأثرية.
وبدا النجم كريم بن زيمة، جد سعيد عندما وطأت قدماه للمرة الأولى أرض أجداده، وهو ما عكسته تقاسيم وجهه وابتسامته العريضة، التي أطل بها على مستقبليه، وفي مقدمتهم ممثلو السلطات المحلية لمدينة «يماقورايا»، في حين قال في أول تصريح:« سعيد جدا بزيارتي الأولى إلى الجزائر ومدينة بجاية، شكرا للجميع على هذا الاستقبال الرائع، لقد قدمت لزيارة عائلتي، ومن الرائع أن أقاسم هذا الظرف السعيد والفرحة مع الجزائريين»، أما بخصوص المنتخب الوطني، فقد قال ضيف الجزائر المنتظر أن يسجل حضوره في القاعة الشرفية لملعب نيلسون مانديلا سهرة الخميس:«إنها أول مباراة للمنتخب أشاهدها مباشرة من الملعب، طبعا أتمنى أن يقدم المنتخب مباراة قوية ويحقق الفوز».
وختم نجم ريال مدريد السابق تصريحاته، بالتطرق لإنجاز ممثل الكرة البجاوية في بطولة وطني الهواة أولمبيك أقبو، وأكد بأنه على علم بإنجازات النادي، وتمكنه من تحقيق الصعود إلى بطولة الرابطة المحترفة، حيث تمنى المزيد من النجاحات للنادي.
ويحظى بن زيمة حتى وإن لم يرتد قميص المنتخب الوطني، بحب واحترام متتبعي الكرة المستديرة في بلدنا، وهو الذي لطالما جاهر باعتزازه بأصوله الجزائرية، رغم أنه يحمل صفة اللاعب الدولي الفرنسي، حتى أنه قال ذات يوم وقبل بزوغ نجوميته، في رد على سؤال متعلق بالجزائر:«إنها بلد والدي، إنها في قلبي، صحيح أنني سألعب في منتخب فرنسا لكن الأمر يتعلق بالجانب الرياضي فقط».
وعرف مشوار بن زيمة الدولي، عدة تقلبات وصراعات أكثرها كان يحمل طابعا سياسيا ثقافيا، وهو ما كلفه الإبعاد لسنوات عن منتخب «الديكة»، قبل أن يعود عام 2021 بمناسبة كأس أوروبا، غير أن تطلعه للمشاركة في مونديال قطر 2022، تلاشى بسبب إصابة، قيل إنها غلافا فقط، لمؤامرة حرمت نجم ريال مدريد آنذاك من حضور العرس العالمي، وهو ما عجل بإعلان كريم الاعتزال الدولي.
ورغم ابتعاد بن زيمة عن منتخب فرنسا واللعب في أوروبا بعد اختياره البطولة السعودية وفريق اتحاد جدة محطة جديدة، غير أن متاعب كريم بسبب تمسكه بأصوله مع الفرنسيين، وخاصة المتخندقين في صف اليمين المتطرف لم تتوقف، وهم الذين لطالما سعوا لإبعاده من صفوف المنتخب لأسباب عديدة، منها تحاملهم على اللاعب لرفضه تأدية النشيد الوطني الفرنسي قبل كل مباراة دولية، حيث تم العام الماضي وغداة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، اتهام النجم السابق للريال من قبل الوزير الفرنسي جيرالد دارميان وعدد من المسؤولين السياسيين بالإرهاب والارتباط بجماعة «الإخوان المسلمين»، في حين كانت خطوة النائبة في مجلس الشيوخ الفرنسي فاليري بوايي، الأكثر تطرفا بعدما طالبت بسحب الجنسية الفرنسية وسحب الكرة الذهبية من بن زيمة، وكل هذا كان بسبب رسالة نشرها النجم العالمي على حسابه بموقع «إكس»، دعما لسكان قطاع غزة الذي تعرض ولا يزال، لعملية إبادة من قبل الكيان الصهيوني وآلته العسكرية.
كريم - ك