اعتبر مدرب اتحاد عنابة نذير لكناوي، بقاء الفريق في الرابطة الثانية بمثابة أغلى هدية يمكن تقديمها للأنصار، بالنظر إلى الوضعية العسيرة التي عاشها الاتحاد في بداية الموسم، والتي جعلت ـ كما قال ـ " كل المتتبعين يسارعون إلى الجزم بأن السقوط سيكون المصير الحتمي للفريق العنابي، في الوقت الذي فقد فيه المناصرون الأمل في القدرة على مواصلة المغامرة في الوطني الثاني لموسم آخر، لكننا وافقنا على تحمل المسؤولية في فترة جد حرجة، ووعدنا خلالها الأنصار، فكانت نهاية المشوار بتجسيد الوعود المقدمة".
وأشار لكناوي في دردشة مع النصر، إلى أن المسؤولية كانت ثقيلة جدا، إلا أننا ـ على حد تعبيره ـ " قررنا وضع خبرتنا الميدانية في خدمة الفريق، والمساهمة في مخطط الإنقاذ الذي رسمته اللجنة المسيرة الجديدة بقيادة قوادرية، ولو أن كل المعطيات كانت توحي بأن المهمة في غاية التعقيد، خاصة وأن حصاد الاتحاد في الثلث الأول من الموسم لم يتجاوز 4 نقاط".
إلى ذلك، أوضح مدرب اتحاد عنابة بأن تدعيم التعداد بخماسي من أصحاب الخبرة في فترة "الميركاتو" الشتوي، كان من أبرز العوامل التي ساهمت في تحسن وضعية الفريق، دون أن ننقص ـ كما استطرد ـ " من قيمة وإمكانيات باقي اللاعبين، لكن الحقيقة أننا عمدنا إلى المراهنة على عناصر مخضرمة لتغطية النقائص الكثيرة التي كانت مسجلة، وبالمرة تأطير المجموعة، مع التركيز على العمل الجماعي، لخلق جو ساعد كثيرا من الناحية المعنوية، بدليل أن النتائج تحسنت بشكل ملحوظ، والأنصار استعادوا تدريجيا أمل النجاة، ووضعوا ثقة كبيرة في اللاعبين".
وختم لكناوي حديثه، بالتأكيد على أن الخروج بالفريق من عنق الزجاجة إلى بر الأمان لم يكن هدية تلقيناها، بل أننا ـ حسب تصريحه ـ " قمنا بعمل جبار على مدار 4 أشهر، وتحدينا الضغوطات النفسية الرهيبة التي عشناها، خاصة وأن مصير الفريق ظل لفترة طويلة مرهون بنتائج أطراف أخرى، وهذه الورقة تعد "مفصلية" في معادلة السقوط، غير أننا نجحنا في كسب الرهان في آخر منعرج، بفضل التعادل الذي عدنا به من عين مليلة، والذي جسد التوازن الكبير للفريق في تنقلاته، على اعتبار أننا لم نتلق سوى هزيمتين خارج الديار في مرحلة الإياب، وكانت بباتنة، في حين أننا فرضنا التعادل في 6 لقاءات أخرى، وهذا ما ساعدنا على تحقيق المبتغى، بعد كسب الكثير من الثقة في النفس والامكانيات، لتكون النتيجة فرحة عارمة في أوساط الأنصار، لأننا وعدنا فوفينا، وما على الأطراف المعنية، سوى الشروع في التفكير بجدية في المستقبل، وهذا بالاستثمار في هذه المغامرة، على أمل النجاح في تجسيد حلم عودة الفريق إلى الرابطة المحترفة، وهو طموح جد مشروع، في ظل توفر كل مقومات النجاح بعنابة".
ص / فرطــاس