وضعت حسابات السقوط في بطولة الرابطة المحترفة، عتبة النجاة عند حدود 37 نقطة، مع تواجد 5 فرق ضمن كوكبة المهددين، بمرافقة الاتحاد السوفي إلى وطني الهواة ولو بدرجات متفاوتة، لكن رزنامة الجولتين المتبقيتين من المنافسة، تتضمن مواجهات مباشرة بين الأطراف المعنية، خاصة مولودية البيض، الذي سيلعب مصيره بالتباري مع مولودية وهران ونجم بن عكنون، في واحد من أهم المنعرجات، والذي قد يكون كفيلا بتحديد هوية ثاني النازلين، في الوقت الذي يبقى فيه الثنائي جمعية الشلف ومولودية البيض على بعد «فوز» من ترسيم البقاء، بينما قد تضطر فيه باقي الأطراف إلى انتظار الجولة الختامية لتحديد مصيرها، لأن «البساكرة»، قد يجبرون على البحث عن نقطة «الأمان» في محطة إسدال الستار، مادام كسب الرهان داخل الديار لا يكفي في بعض الحالات، للاطمئنان على مكانتهم في الرابطة المحترفة الموسم القادم، في وجود بعض الاحتمالات المقترنة بحالات التساوي، على العكس من «الحمراوة»، الذين يكفيهم توظيف ورقة الأرض، في ظل اتخاذ قرار اللعب دون جمهور لتحقيق المبتغى، ونقاط وهران تكفي لترسيم البقاء، في معادلة تبقى معقدة، لأن الهزيمة داخل القواعد لا تمنح فرصة التدارك بنفس الحسابات، مادام وزن «الانتصار» مقترن باسم المنافس.
قراءة: صالح فرطاس
وانطلاقا من مخلفات الجولة 28، فإن مصير الموسم سيتم الحسم فيه 7 مباريات متبقية، تنشيطها سيكون من 5 أطراف مباشرة معنية بالسقوط، إضافة إلى «البطل» مولودية الجزائر، وكذا الثنائي المتنافس على ثاني تذكرة مشاركة في دوري أبطال إفريقيا، شباب بلوزداد وشباب قسنطينة، مع نجم بن عكنون في خانة أكبر مهدد بمرافقة الاتحاد السوفي في رحلة العودة إلى قسم الهواة، بعدما كان هذا الثنائي قد صعد سويا الموسم المنصرم إلى قسم النخبة، لأن النجم يحتل حاليا الصف ما قبل الأخير، لكن الرزنامة المتبقية تجعل مصيره بأرجل لاعبيه، انطلاقا من استقبال شباب قسنطينة، في مباراة لا يملك فيه أهل الدار أي خيار سوى الانتصار، للتمسك بأمل «النجاة»، مادام أنه سينهي المشوار بالنزول في ضيافة مولودية البيض، في لقاء قد يكتسي طابع «النهائي»، بالنظر إلى معطيات آخر منعرج من السباق، على أن اعتبار أن أبناء البيض، وفي ظل تراجعهم الرهيب وجدوا أنفسهم مرغمين على تنشيط نهاية موسم «نارية»، وذلك خوض سلسلة من المباريات «الحاسمة» و«المفصلية»، انطلقت بالفوز على اتحاد بسكرة، في انتظار حط الرحال بوهران لمواجهة «الحمراوة»، ثم استضافة بن عكنون في جولة إسدال الستار، و الحسابات تضع مولودية البيض أمام حتمية تفادي الهزيمة داخل الديار لترسيم البقاء، مهما كانت نتائج باقي الفرق، لأن تواجد نجم بن عكنون كطرف مباشر في حسابات حالات التساوي في الرصيد الإجمالي، يكفي لضمان مولودية البيض البقاء في كل الاحتمالات، في حين أن تحصيل نقطة من وهران، مع الانهزام في داخل القواعد، من شأنه أن ينصب «غزلان السهوب» في خانة ثاني زبون على متن قطار السقوط.
مولودية البيض تختتم الموسم بموعدين ناريين
الرزنامة «النارية» لمولودية البيض في نهاية الموسم تلقي بظلالها مباشرة على وضعية طرفين آخرين في معادلة السقوط، ويتعلق الأمر بمولودية وهران ونجم بن عكنون، لأن «الحمراوة» سيستقبلون هذا الثلاثاء تشكيلة البيض وأمامهم خيار وحيد، ينحصر في ضرورة الفوز، لأن ذلك سيكون بوزن ترسيم النجاة، دون انتظار الجولة الختامية، وهي الحالة التي تعفي أبناء «الباهية» نهائيا من كل الحسابات، عند تحصيل رصيد 36 نقطة، في حين أن بلوغ نفس الرصيد في حالات أخرى، قد لا يكفي لمواصلة المغامرة في الرابطة المحترفة، خاصة وأن الحسابات لا تخدم مصلحة مولودية وهران عند التساوي مع اتحاد بسكرة، جمعية الشلف وحتى نجم بن عكنون.
إلى ذلك، فإن النجم سيضطر لتنشيط مباراة «فاصلة» بالبيض، شريطة النجاح في حصد الزاد كاملا هذا الثلاثاء عند استقبال شباب قسنطينة، وحسابات التساوي تضع أبناء بن عكنون أمام حتمية البحث عن فوز، أو في أسوأ الحالات تفادي الهزيمة في آخر جولة، لأن إمكانية تمديد دائرة الحسابات إلى آخر لحظة من عمر البطولة يبقى واردا، والصراع من أجل تفادي السقوط قد يكون بين 4 أطراف، بملعبي البيض والشلف.
حصيلة مخيفة لاتحاد بسكرة في آخر 7 جولات
من جهة أخرى، فإن اتحاد بسكرة دخل المنطقة الحمراء، بسبب تراجعه الكبير في الثلث الأخير من المشوار، لأن الاكتفاء بتحصيل نقطتين في آخر 7 جولات وضع «خضراء الزيبان» على بعد نقطة واحدة من أول النازلين، والرزنامة المتبقية تبقي الاتحاد بحاجة إلى انتفاضة للمحافظة على مقعده في قسم النخبة لموسم آخر، لأنه سيستقبل «البطل» مولودية الجزائر وأمامه خيار وحيد، ينحصر في الاهتداء مجددا إلى سكة الانتصارات، غير أن ذلك لن يكون كافيا لترسيم النجاة، لأن «البساكرة» يخسرون الرهان في حالات التساوي، إما مع نجم بن عكنون أو مولودية البيض أو الفريقين معا، بينما تخدمهم الوضعية المقترنة بدخول مولودية وهران الحسابات كطرف مباشر، وعليه فإن أبناء الولاية السابعة، وموازاة مع شرط الفوز على البطل، قد يضطرون لانتظار بعض الحسابات الخاصة إما بقمة البيض وبن عكنون، أو نتيجة «الحمراوة» في الجولة الختامية، بينما تبقى جمعية الشلف في وضعية قريبة جدا من ضمان البقاء، لأن تجسيد الهدف المسطر يمر عبر تفادي الهزيمة داخل الديار، وهذا الشرط لا يعادل وضعية التواجد على بعد نقطة من ترسيم النجاة، لأن التعادل أمام شباب بلوزداد والهزيمة أمام بسكرة، تفتح المجال لحالة تقترن بتساوي 4 فرق في رصيد 36 نقطة، مع تجرع «الشلفاوة» مرارة السقوط.
ص/ ف
