أوغندا (1) - الجزائر (2)
نجح أمس، المنتخب الوطني في العودة بانتصار من العاصمة الأوغندية كامبالا، أين تجاوز "الرافعات"، في إطار الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة إلى النسخة 23 من نهائيات كأس العالم، بعد مباراة سارت على وقع "سيناريو" مثير، كان من خلاله "الخضر" خارج الإطار في الشوط الأول، لكنهم انتفضوا في المرحلة الثانية، وقلبوا الطاولة على الأوغنديين، فكانت ثمرة هذه الانتفاضة انتصارا ثمينا جدا، مرر الاسفنجة على التعثر الأخير أمام غينيا، وبالتالي استعادة كامل الحظوظ للكرة الجزائرية من أجل ضمان المشاركة الخامسة في المونديال، لأن انجاز كامبالا عبد الطريق أكثر نحو القارة "الأمريكية" في صائفة 2026، لأنه كان بوزن الإطمئنان على صدارة الفوج السابع، مع كسب شحنة معنوية كبيرة، في ظل ركون التصفيات إلى الراحة لمدة 9 أشهر.
المقابلة والتي كانت أول اختبار للناخب الوطني الجديد بيتكوفيتش في أدغال القارة السمراء، عرفت قيامه بخمسة تغييرات على التشكيلة الأساسية مقارنة بلقاءي الخميس الفارط أمام غينيا، حيث راهن على خدمات المدافع مداني في المحور، وكذا بن ناصر في الارتكاز والاسترجاع، إضافة إلى الثلاثي بونجاح، عوار وعمورة في البناء والتنشيط الهجومي، وهي خيارات سعى من ورائها بيتكوفيتش إلى إعادة النظر في طريقة لعبه، لكن تشكيلة "الخضر" لم تدخل جيدا في صلب الموضوع، لأن المساحات الشاغرة في منطقة وسط الميدان مكنت المنتخب الأوغندي من التحكم في زمام الأمور، في ظل غياب التغطية الدفاعية من الجانب الجزائري.
طريقة لعب "الرافعات" كانت مبنية بالأساس على الرقابة اللصيقة على حامل الكرة، مع السرعة في الانتقال إلى البناء الهجومي عند الاسترجاع، ولو أن الخطورة كانت بالاعتماد على الرواقين الأيمن والأيسر، وقد كان الخطأ الفردي الذي ارتكبه مداني في الدقيقة العاشرة كافيا لصنع هدف السبق للأوغنديين، عن طريق ماتيوبا بتسديدة من على مشارف منطقة العمليات، لم يتمكن الحارس ماندريا من القراءة الجيدة لمسارها، فاستقرت في الركن السفلي الأيسر لمرماه.
هذا الهدف المبكر ألقى بظلاله على الجانب المعنوي للعناصر الوطنية، لأن "الخضر" فقدوا التوازن، ولم يكن لهم أي رد فعل جدي، بل أن المنتخب الأوغندي تحكم في منطقة الميدان، باستغلال المساحة الناتجة عن غياب التواصل بين خطي الدفاع والهجوم من الجانب الجزائري، كما أن طريقة لعب بيتكوفيتش بنيت على الرواقين، بتوجه عطال وآيت نوري نحو العمل الهجومي، خلف كل من بن رحمة وعمورة، مع بقاء بونجاح معزولا وسط دفاع أوغندي ثابت، في الوقت الذي غابت فيه الحلول الفردية عن العناصر الوطنية، الأمر الذي فسح المجال لأهل الدار من أجل تسيير "فيزيونومية" اللعب بالاستحواذ على الكرة، والتحكم في منطقة وسط الميدان، لكن دون تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحارس ماندريا، الذي كان له تدخل فعال في الدقيقة 30، بتصديه لمحاولة موكوالا.
أول فرصة جادة للمنتخب الوطني كانت في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول، بتسديدة من بن رحمة اصطدمت بالقائم الأيسر لمرمى الحارس واتانغا، قبل أن تعود الكرة إلى أحضانه، كما كاد مداني أن يعدل النتيجة بضربة رأسية.
انطلاق المرحلة الثانية كان على وقع "سيناريو" مغاير، وكأن العناصر الوطنية استغلت فترة الراحة لشحن البطاريات، بدليل الدخول بوجه مغاير، وقد تجلى ذلك بالنزعة الهجومية التي كللت بهدف التعادل في الدقيقة 46، أمضاه عوار، بعد عمل هجومي على الجهة اليسرى، ختمه بتسديدة قوية في عمق الشباك، وهو الهدف الذي خلص "الخضر" من ضغط نفسي رهيب، وأعاد التوازن للتشكيلة، مع كسب بن ناصر ورفاقه المزيد من الثقة في النفس والامكانيات.
انقلاب موازين القوى رأسا على عقب في الشوط الثاني جعل المنتخب الجزائري يتحكم أكثر في زمام الأمور، مع إظهار نجاعة كبيرة في العمل الهجومي، وقد كان عمورة صانع الهدف الثاني بمجهود فردي ممتاز، بمرتدة سريعة على مسافة طويلة، أنهاها بتمريرة على طبق إلى زميله بن رحمة، الذي كان متحررا من المراقبة على مستوى القائم الثاني، فأسكن الكرة بذكاء في الشباك، وكان ذلك في الدقيقة 58.
تغيير الكلي في "فيزيونومية" اللعب أعطى النخبة الوطنية الكثير من التوازن على مستوى خطي الدفاع ووسط الميدان، مع المراهنة على المرتدات السريعة في البناء الهجومي، وقد كان بونجاح قريبا من توقيع هدف الاطمئنان في الدقيقة 69، إلا أنه فضل التسديد من زاوية مغلقة.
مع مرور الدقائق توجه منتخب أوغندا أكثر نحو الهجوم، لكن تكتل الدفاع الجزائري أبطل مفعول المحاولات التي قام بها كل من رودجيرز والبديل محمد شعبان، في حين كاد "الجوكير" بقرار أن يسجل الهدف الثالث للمنتخب الوطني في الدقيقة 80، إثر تخلصه من المراقبة، وانفلاته من وسط الميدان، غير أن الحارس موكوالا اضطر إلى لعب دور مدافع محوري خارج منطقته لانقاذ مرماه، قبل أن يعمد بيتكوفيتش إلى تحصين الخط الخلفي بإقحام بلعيد كمدافع ثالث في المحور، وهو خيار تزامن مع تغييرات تكتيكية أخرى على مستوى وسط الميدان، كان المغزى منها المحافظة على التفوق، وهو ما نجح فيه "الخضر" بالإبقاء على نفس النتيجة إلى غاية إطلاق الحكم البنيني ليغالي صافرة النهاية.
ص / فرطـاس
فلاديمير بيتكوفيتش يؤكد
أهنئ اللاعبين على المستوى الرائع في الشوط الثاني
كال الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش المديح للاعبيه، بعد الشوط الثاني المثالي المقدم أمام منتخب أوغندا، واصفا الفوز بالرائع، كونه قد مكنهم من الحفاظ على صدارة المجموعة السابعة، وفي هذا الخصوص قال التقني البوسني، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بملعب مانديلا الوطني:» أهم شيء حققناه هو الفوز أمام فريق يمتلك مثلنا ست نقاط، وهو ما سمح لنا بالحفاظ على صدارة المجموعة، لقد كنا مطالبين بردة فعل، عقب الخسارة أمام غينيا، ولقد كان لنا ذلك، رغم بدايتنا المتعثرة في الشوط الأول أمام أوغندا، وهنا أهنئ اللاعبين على الروح التي أظهروها في المرحلة الثانية التي بصموا خلالها على أداء رائع».
سمير. ك
المدرب المساعد نغيز يصرح
علينا الاستثمار في مردود الشوط الثاني
أكد المدرب المساعد في المنتخب الوطني نبيل نغيز، أن الفوز المحقق أمام أوغندا مفيد من عديد النواحي، ووجب الاستثمار فيه ، وقال:" في مثل هكذا مواعيد الفوز أهم من الأداء، لقد كنا نبحث عن الخروج من هذه المواجهة بالنقاط الثلاث لا غير، للبقاء في سباق التنافس على تأشيرة العبور إلى المونديال، أعتقد بأن المردود المقدم في الشوط الثاني وجب علينا الاستثمار فيه لبناء منتخب قوي، من أجل تحقيق الهدف المنشود والمتمثل في التأهل إلى المونديال، رغم أن المشوار لا يزال طويلا، وستكون هناك مفاجآت أخرى".
واستهل نغيز تصريحاته للتلفزيون العمومي، بالقول:" مخلفات الخسارة أمام غينيا كانت واضحة في الشوط الأول، وهو ما استغله المنافس الذي سجل الهدف الأول، لكن الأمور تغيرت في الشوط الثاني، خاصة بعد التعليمات المقدمة من طرف الناخب الوطني في غرف تغيير الملابس، أين تمكنا من تسجيل هدف التعديل في توقيت مناسب، ثم أضفنا الهدف الثاني، كما أننا كنا قادرين على إضافة هدف آخر وقتل اللقاء، وهو ما لم يحدث وعلينا تحسين هذا الجانب، لأن الأهداف قد تكون حاسمة لتحديد المتأهل، لكن على العموم نحن راضون عن النتيجة المحققة، ولدينا الآن متسع من الوقت لتدارك وتصحيح الأخطاء".
وختم مساعد بيتكوفيتش كلامه بالقول:" لا نهتم بما يقال هنا وهناك، لدينا ناخب وطني هو من يختار اللاعبين ويضبط القائمة ونحن نقوم بمساعدته وإبداء رأينا، لكن الكلام الأول والأخير يعود له".
حمزة.س
ساهما في فوز كامبالا
عوار وبن رحمة استفاقا في الوقت المناسب
كان الموعد أمس، مع استفاقة بعض العناصر في الوقت المناسب، بعد المساهمة بشكل كبير في الفوز المحقق أمام منتخب أوغندا، وفي مقدمتهم متوسط الميدان حسام عوار والمهاجم سعيد بن رحمة، ليس لكونهما كانا وراء تسجيل هدفي الفوز، بل لأنهما سمحا لزملائهما بالبقاء في أجواء المباراة، رغم العودة إلى غرف تغيير الملابس بتأخر في النتيجة بهدف دون رد، بفضل الهجمة المعاكسة التي قاداها في (د42)، والتي أنهاها بن رحمة بتسديدة اصطدمت بالقائم الأيسر للحارس، وهي المحاولة التي أدخلت الشك إلى المنافس، وأظهرت قدرة الخضر على اختراق دفاع منتخب "الرافعات"، في حال الاعتماد على الهجمات المعاكسة السريعة.
ورفع عوار رصيده التهديفي إلى ثلاثة أهداف، بعد ثنائيته في ودية الرأس الأخضر، قبل أن يوقع أمس أول أهدافه الرسمية مع المنتخب الوطني، مستغلا الثقة التي وضعه فيه المدرب بيتكوفيتش، بعدما غاب عن المواجهة الأولى أمام غينيا، بسبب مشاركاته المتذبذبة مع فريقه روما، إضافة إلى عودته المتأخرة من سفرية طويلة قادته إلى أستراليا للتباري وديا مع "ميلان"، ليؤكد عوار بفضل المستوى المقدم في الشوط الثاني، قدرته على منح الإضافة لوسط الميدان، الذي يعتبر الحلقة الأهم لبناء أي فريق.
وأما بالنسبة لبن رحمة، فقد بدأ في استعادة إمكاناته، بعدما منحه المدرب بيتكوفيتش الثقة اللازمة، بدليل الاعتماد عليه في المباراتين، ما سمح له بالمساهمة في تسجيل الهدف الوحيد في لقاء غينيا، قبل أن يفتح عداده التهديفي من كامبالا، على أمل المواصلة بنفس الأداء في المستقبل.
من جهته، المدافع مداني، رغم تحمله رفقة ماندي وبن طالب وماندريا مسؤولية الهدف الوحيد لمنتخب الرافعات، إلا أنه قدم مباراة مقبولة على العموم، خاصة وأنه يفتقد إلى الخبرة في الملاعب الإفريقية، إضافة إلى أنه لم يكن مرشحا لبدء اللقاء، لولا الإصابة التي تعرض لها المدافع المحوري توقاي، ورغم كل هذا إلا أنه لعب بطريقة جيدة، دون أن ننسى معاناة ماندي من الناحية البدنية، والتي ظهرت في الشوط الثاني.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن استفاقة بعض العناصر في صورة بن رحمة وعوار وعمورة، تعتبر أسلحة مهمة في يد الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي سيجد صعوبات كبيرة مستقبلا، لضبط القائمة النهائية، في ظل إمكانية عودة بعض الركائز، في صورة محرز وسليماني بلايلي، مثلما أكده مدرب الخضر، عندما صرح أن الأبواب تبقى مفتوحة أمامهم، دون أن ننسى شايبي الذي يعتبر من بين اللاعبين القادرين على قول كلمتهم في الخضر.
حمزة.س
بيتكوفيتش سيبني على الشوط الثاني
تدخل قلب الموازين !
نجحت أمس، العناصر الوطنية في قلب تأخرها إلى انتصار رائع وثمين، وهذا بعد التدخل الموفق للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش مع اقتراب نهاية الشوط الأول، عندما غيّر منصبي بن رحمة وعمورة، وهو الثنائي الذي كان وراء هدفي الفوز، سواء الأول الذي وقعه حسام عوار، وهذا بعد عمل رائع من لاعب ليون (بن رحمة)، أو الهدف الثاني الذي كان الفضل الأكبر فيه لمهاجم سانت جيلواز (عمورة)، وإن كان يحسب لبن رحمة أيضا تعامله الرائع مع الكرة، التي وضعها في الشباك ببرودة أعصاب، بعد لقطة فنية راوغ خلالها الحارس والمدافع في آن واحد.
وكان المنتخب الوطني قد مر في المرحلة الأولى جانبا، في شاكلة ما حصل أمام منتخب غينيا، غير أن التقني البوسني سرعان ما تدارك الأمر، عندما قام بتدخل صائب في حدود الدقيقة 40، بعد أن طلب من عمورة وبن رحمة تبديل المناصب، وهو ما أتى أكله سريعا، بدليل الفرصة الخطيرة التي صنعها لاعب ليون دقيقتين بعد ذلك، عندما سدد كرة أرضية زاحفة، ردها القائم الأيسر للحارس المنافس، قبل أن يعود ذات اللاعب مع انطلاق المرحلة الثانية، عندما قام بعمل فردي رائع، أنهاه بتمريرة ناحية المهاجمين، غير أن افتقاد بونجاح للتركيز حال دون تعديل النتيجة، وإن كانت تلك الكرة قد أتت في آخر المطاف بهدف التعديل، بعد أخذ ورد داخل منطقة العمليات، لتنتهي الكرة بين أقدام عوار الذي وضعها في الشباك بطريقة ذكية، وهو الهدف الذي حرر لاعبي المنتخب الوطني، الذين سرعان ما عادوا لصنع الخطر عن طريق ذات الأسماء، ويتعلق الأمر بالسريع عمورة الذي قاد هجمة مرتدة، قبل أن يضع الكرة على طبق لبن رحمة، الذي صنع الفارق بمهارته العالية، عندما راوغ الحارس والمدافع في آن واحد.
ورغم أن الأداء لم يرق إلى المستوى المطلوب، مقارنة بطموحات الجماهير التي تود حسم تأشيرة التأهل المبكر، إلا أن الحقيقة تقال إن لمسة المدرب، كانت حاضرة في المقابلة الثانية، خصوصا في مرحلتها الثانية، بدليل أن العناصر الوطنية قد استعادت زمام السيطرة على وسط الميدان، ونجحت في خلق بعض الفرص الخطيرة، دون الحديث عن تسجيلها لهدفين في 45 دقيقة، وهو ما على التقني البوسني أن يبني عليه، خلال تحضيراته للاستحقاقات المقبلة، إذا ما أراد تحقيق النجاح في مهمته على رأس الخضر، وهو الذي تعهد عند قدومه بالتأهل للمونديال، والمنافسة بقوة على اللقب القاري، خلال الطبعة المقبلة، في انتظار تجسيد هذه الوعود التي لا تبدو سهلة، جراء التراجع الملحوظ للتشكيلة الوطنية التي لا تزال تفتقر للكثير من الأمر من أجل العودة للسيطرة على إفريقيا مجددا.
سمير. ك