الأربعاء 3 جويلية 2024 الموافق لـ 26 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

عقد ونصف "احتراف" لم يكف لكسب ثقافات جديدة: ظاهــــرة تغييـــر المدربيــــن..قاســـم مشتــــرك بيــــن أنديـــــة النخبـــــة !

باتت ظاهرة تغيير المدربين مع نهاية كل موسم كروي، القاسم المشترك بين أندية النخبة في الجزائر، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الاستراتيجيات المنتهجة من قبل القائمين على شؤون هذه الفرق المحترفة، التي عوض أن تبني مشاريعها الرياضية على أسس صحيحة ومتينة، إذا ما أرادت المنافسة على المستويين المحلي والخارجي، تجدها تواصل ذات الممارسات خلال كل ميركاتو صيفي، من خلال البحث عن طواقم جديدة، حتى وإن نجحت السابقة في تحقيق الأهداف المسطرة، مثلما حصل مؤخرا مع الثلاثي عبد القادر عمراني وكارلوس غاريدو وعمار السويح، غير الناجين من مقصلة الرؤساء، وتم التخلي عن خدماتهم بشكل أو بآخر، رغم قيادتهم السنافر وسوسطارة والوفاق إلى نتائج جد مقبولة، مقارنة بالظروف وقلة الإمكانيات، لا لشيء سوى لإجراء «التبديل» الذي قد لا يعود بالفائدة المستقبلية، بل على العكس قد يقود نحو مستقبل مجهول، والأمثلة كثيرة ومتعددة، في صورة ما حدث مع شباب بلوزداد بعد تخليه عن نبيل الكوكي، إذ وجد نفسه يفقد لقب البطولة الفائز به في أربع مناسبات متتالية، دون الحديث عن المتاعب التي صادفها اتحاد الجزائر، عقب إنهاء ارتباطاته مع عبد الحق بن شيخة الذي قاده لتتويج تاريخي بثنائية كأس الكاف وكأس السوبر الإفريقي، وكل هذا وذاك يجعل من عدم الاستقرار في بطولتنا «علامة مسجلة»، رغم أهمية هذا العامل، الذي يعد أكثر من ضروري من أجل المنافسة على الألقاب والتتويجات.
12 ناديا في رحلة البحث عن مدرب جديد
والمتتبع لأخبار سوق الانتقالات الصيفية ببطولتنا المحلية، يجد أن أكثر من 12 ناديا محترفا، قد تخلوا رسميا عن طواقمهم الفنية السابقة، ويستعدون للتعاقد مع مدربين جدد، بداية بفرق النخبة التي حققت المطلوب بتأهلها إلى مختلف المسابقات القارية، على غرار شباب قسنطينة واتحاد الجزائر، اللذين أنهيا ارتباطاتهما مع عبد القادر عمراني وكارلوس غاريدو على التوالي، في انتظار تخلي شباب بلوزداد عن البرازيلي ماركوس باكيتا، بعد مقابلة نهائي كأس الجمهورية أمام مولودية الجزائر، بدليل أن إدارة رابحي قد جست نبض العديد من التقنيين البارزين، من بينهم عبد الحق بن شيخة الذي يبدو الأقرب لتولي زمام العارضة الفنية لشبيبة القبائل، الحاسمة لأمرها بخصوص هوية المدرب الجديد رفقة نواد أخرى، على غرار وفاق سطيف المتخلي عن خدمات التونسي عمار السويح، من أجل عيون ابن المدينة رضا بن دريس المنتهية ارتباطاته مع الصاعد الجديد ترجي مستغانم، المستعين بمدرب الشلفاوة الشريف حجار، كما اقترب نادي بارادو من جلب التونسي رضا الجعايدي الذي سيحل مكان عاطف بتيرة، بينما تمني إدارة مولودية وهران النفس، في تعيين تقني كفء لخلافة يوسف بوزيدي الذي لم يشفع له نجاحه في إنقاذ الحمراوة من سقوط كان شبه مؤكد من أجل البقاء، فيما تواصل فرق اتحاد خنشلة وجمعية الشلف ونجم بن عكنون ومولودية البيض، رحلة البحث عن طواقم فنية جديدة تتماشى والأهداف المسطرة.
تحقيق الأهداف لا يٌنجي من مقصلة المسيرين !
ومما لا شك فيه، هو أن غياب وانعدام الاستقرار على مستوى الطواقم الفنية أصبح «علامة مسجلة» لدى أنديتنا المحلية، التي لا يكترث مسؤولوها لتحقيق الأهداف المسطرة، بدليل التخلي كل صائفة عن أكثر من ثلاثة أرباع مدربي البطولة الوطنية، وإذا ما استثنينا البطل مولودية الجزائر، فإن أكثر من 75 بالمئة من أندية المحترف الأول ستصيبها رياح التغيير على مستوى العارضة الفنية.
والأدهى والأمر، أن غالبية رؤساء أنديتنا المحلية يواصلون ذات الممارسات السلبية، فيما يتعلق بمسألة الاستغناء عن المدربين مع نهاية كل موسم كروي، رغم مرور 14 موسما منذ ولوج عالم الاحتراف، الذي يبقى مجرد حبر على ورق.
تغيير التعداد تحصيل حاصل
ويبدو أن التأثيرات السلبية لمثل هذه القرارات العشوائية لا تعد ولا تحصى، ومن أهمها تغيير التعداد بشكل كلي، فمجرد الاستعانة بمدرب جديد، يشرع الأخير رفقة المسؤولين في تشكيل فريق من قوام مغاير، وهي التبديلات التي قد تصيب فرقنا في مقتل، كونها ستكون بحاجة إلى الوقت، من أجل الانسجام والتأقلم، وكلها أمور ستعيقها من أجل التألق والبروز، في صورة ما حصل مع شباب بلوزداد الذي قام بثورة في التعداد الصائفة الماضية بعد رحيل نبيل الكوكي، وقدوم ماركوس باكيتا، ليجد نفسه ينهي الموسم بصعوبة كبيرة في الوصافة، وإن كان التأهل لنهائي كأس الجمهورية قد ينقذ موسم «أبناء العقيبة» الذين خيبوا الآمال في مسابقة دوري الأبطال التي غادروها في وقت مبكر، رغم إنفاق أموال كبيرة على عدد من التعاقدات المهمة ( مبولحي وقديورة وبن عيادة ودرفلو وخاسف ).
وتتواجد أنديتنا دون استثناء في رحلة البحث عن لاعبين جدد، وهذا أمر عادي وروتيني، غير أن الشيء المؤسف هو أن تعاقدات هذه الفرق لا تقتصر على خمسة إلى ستة أسماء فقط، بل تصل لدى البعض إلى تغيير أزيد من 15 لاعبا، في سيناريو لا نراه على الإطلاق في كل البطولات العربية والإفريقية والعالمية.
لا تبديل في الذهنيات رغم 14 موسم احتراف
وبالمختصر المفيد، ستظل هذه الظواهر والممارسات السلبية المتعلقة بتغيير الطواقم الفنية، تتصدر المشهد خلال كل فترة انتقالات صيفية، في غياب ثقافة الاحتراف الحقيقي لدى مسؤولي فرقنا، الذين باتوا مطالبين بتغيير أفكارهم وذهنياتهم السابقة، من أجل التماشي مع التطور الحاصل في عالم كرة القدم الذي لا يعترف بالصدفة والحظ، بل هو قائم على التخطيط الصائب، الذي يرتكز بالدرجة الأولى على عامل الاستقرار الذي كان وراء العودة القوية لمولودية الجزائر، بعد احتفاظها بخدمات التقني الفرنسي باتريس بوميل، حيث قادها للتتويج بلقب البطولة، ويتجه للظفر بالثنائية في حال الفوز بكأس الجمهورية.
جدير ذكره، أن باتريس بوميل ومنير زغدود المدربان الوحيدان اللذان ظلا بمنصبهما مع مولودية الجزائر واتحاد بسكرة، منذ انطلاق الموسم، فيما تفننت بقية الفرق في تغيير المدربين، وهنالك رؤساء عملوا مع أربعة طواقم في صورة اتحاد خنشلة، التي عينت وأقالت كلا من العقبي ولكناوي والزلفاني وشردود.
سمير. ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com