أوقعت قرعة التصفيات المؤهلة إلى النسخة 35 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، المنتخب الوطني في مجموعة متوازنة، تضع الخضر في طريق مفتوح لضمان المشاركة رقم 21 في العرس القاري، ولو أن توخي الحيطة والحذر يبقى ضروريا، رغم أن التواجد إلى جانب منتخبات غينيا الاستوائية، الطوغو وليبيريا يرجح كفة النخبة الوطنية لكسب الرهان، والظفر بواحدة من التأشيرتين عن الفوج الخامس.
قراءة: صالح فرطاس
وتصنف القراءة الأولية في نتائج عملية القرعة منتخب غينيا الاستوائية في خانة أبرز منافس للمنتخب، بمراعاة تصنيف المنتخبات وكذا سجل المشاركات في الدورات الأخيرة من "الكان"، لأن المنتخب الطوغولي يبقى الثاني في اللائحة من حيث عدد المشاركات في النهائيات الإفريقية، إلا أن غيابه عن آخر 3 نسخ يؤكد التراجع الكبير لهذا المنتخب، على العكس من منتخب غينيا الإستوائية، الذي حجز مقعدا ضمن قائمة منشطي فعاليات أكبر تظاهرة كروية في القارة السمراء، من خلال ظهوره القوي في آخر طبعتين، ولو أن سجله يقتصر على 4 مشاركات فقط في "الكان"، غير أن أفضل انجاز له يبقى الصف الرابع في طبعة 2015، لما استضافت غينيا الإستوائية المنافسة.
إلى ذلك، فإن منتخب "الرعد الوطني" تعرض إلى هزة عنيفة في ماي الفارط، بعد العقوبة التي سلطتها عليه لجنة الانضباط التابعة للفيفا، والقاضية باعتماد خسارته مقابلتين من تصفيات المونديال 2026، على خلفية اكتشاف حالة "تزوير" في ملف تأهيل نجمه إيميليو نسوي، بسبب عدم إكمال وثائق حصوله على الجنسية الرياضية، ما رهن حظوظ "الرعد الوطني" في التأهل إلى المونديال، مع منع الهداف التاريخي لهذا المنتخب من المشاركة دوليا مع أي منتخب لمدة 6 أشهر.
واللافت للانتباه أن منتخب غينيا الاستوائية، بصم على حضور مميز في 4 مشاركات له في تاريخ نهائيات كأس أمم إفريقيا، الأخيرة كانت في نسخة كوت ديفوار، عندما أهان منتخب البلد المضيف برباعية في الدور الأول، لكن مغامرته توقفت مرة أخرى في ربع النهائي، ولو أن الفضل الكبير في هذا الانجاز يعود للهداف التاريخي إيميليو نسوي، الذي تعرض مؤخرا لعقوبة من الفيفا.
على صعيد آخر، فإن منتخب غينيا الاستوائية صاحب الصف 89 في لائحة الفيفا، يشهد استقرارا كبيرا على مستوى تركيبته، لأن المدرب خوان ميتشا يواصل مهامه على رأس العارضة الفنية منذ 2021، وبتعداد يقوده المخضرم فيديريكو بيكورو، لاعب النادي الإفريقي التونسي، في وجود بعض الركائز المحترفة في أوروبا، في صورة بيدرو أوبيانغ، لاعب نادي ساسولو الإيطالي، وسول كوكو، مدافع نادي لاس بالماس الإسباني.
بالموازاة مع ذلك، فإن منتخب الطوغو يبقى ثاني أفضل منتخب من حيث السجل في تركيبة المجموعة الخامسة خلف الجزائر، لأنه يعد من المنتخبات التي نالت شرف تمثيل القارة السمراء في المونديال، وكان ذلك في سنة 2006، كما أن المنتخب الطوغولي يعتبر ثاني أكبر منتخب في الفوج الخامس حضورا في نهائيات "الكان"، مقارنة بغينيا الاستوائية وليبيريا، لكن تراجعه الكبير في السنوات الأخيرة، دحرجه إلى المستوى الثالث في التصنيف، كما أنه وقبل شهرين عن التصفيات، يشهد فراغا على مستوى العارضة الفنية بعد استقالة البرتغالي باولو دوارتي.
إلى ذلك، فإن منتخب ليبيريا يبقى بمثابة الحلقة الأضعف في المجموعة لأنه اضطر إلى خوض دور تمهيدي، كسب فيه الرهان على حساب منتخب جيبوتي، كما أنه الأقل حضورا في النهائيات القارية، إذا لم يسبق له وأن شارك سوى في نسختين من العرس الكروي الإفريقي، وكان ذلك في فترة النجم العالمي جورج ويا، في دورتي 1996 و2002.
ص / ف