تعتبر «فراشة» الجمباز كيليا نمور، أحد أبرز آمال الجزائر، خلال دورة الألعاب الأولمبية المقررة بباريس بعد أيام، حيث تستهدف أكثر من ميدالية، جراء مشاركتها في أربعة اختصاصات، ولو أن صاحبة 17 عاما تبقى مطالبة بالابتعاد عن الضغط، وتسيير المنافسات بذكاء، إذا ما أرادت اعتلاء منصة التتويج.
ما تحققه أصغر مشاركة جزائرية في أولمبياد 2024، من نتائج وأرقام خيالية في المنافسات الدولية الأخيرة، جعل الأحلام تكبر في حصدها لذهبية على الأقل، خصوصا وأنه لا يوجد حاليا من يضاهي مستواها الفني، وموهبتها الفذة، رغم المنافسة الشرسة المرتقبة من البطلات الأمريكيات واليابانيات.
وسبق للجزائر أن فازت ب17 ميدالية، خلال تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد، من بينها 5 ذهبيات ( مرسلي ومخلوفي وبولمرقة ونورية مراح وسلطاني)، وهو ما قد يدخل نمور التاريخ من أوسع الأبواب في حال حصدها لأكثر من ذهبية، حيث ستكون السباقة لهذا الإنجاز الفريد من نوعه.
وستكون نمور على موعد مع أول مشاركة أولمبية، حيث تسعى لتأكيد تفوقها على الصعيد العالمي، وهي التي حازت على ميداليات بالجملة في كبرى التظاهرات، على غرار تتويجها في 2024 ب4 ذهبيات في كؤوس العالم بجولات كوتبس الألمانية ( جهاز المتوازي )، وباكو الأذرية ( جهاز المتوازي)، والدوحة القطرية ( جهاز المتوازي والحركات الأرضية )، كما نالت 4 ذهبيات في دورة رومانيا الدولية (بوخارست) ( الفردي العام والمتوازي والحركات الأرضية وعارضة التوازن)، دون الحديث عن ألقابها في موسم 2013، عندما حصدت الميدالية الفضية في بطولة العالم للجمباز في جهاز المتوازي مختلف الارتفاعات كأول إفريقية تنال ذلك، كما توّجت بطلة لإفريقيا في الفردي العام.
واختيرت نمور أفضل رياضية في الجزائر لعام 2023، تكريما لها بعد الإنجازات المتعددة التي حققتها، كما أصبحت أول جزائرية تدخل قائمة المبدعين 30 الأقل من 30 عاما لمجلة فوربس في إصدارها الخاص بإفريقيا.
وتدخل نمور الألعاب الأولمبية بقميص المنتخب الوطني، وهذا بعد أن ربحت قضيتها ضد الاتحادية الفرنسية للجمباز التي حاولت إرغامها لتمثيل فرنسا، غير أنها ظلت متمسكة بموقفها القاضي بالدفاع عن ألوان الجزائر.
وتحصلت البطلة الشابة على الضوء الأخضر من قبل الاتحاد الدولي للجمباز لحمل قميص الجزائر خلال عام 2022، غير أن فرنسا اعترضت على هذا القرار، ما اضطرها للابتعاد عن أجواء المنافسات لفترة سنة كاملة، كون اللوائح تفرض على لاعب الجمباز عدم تمثيل أي منتخب ل12 شهرا عند تغيير الجنسية الرياضية.
وتحدث خير الدين برباري رئيس الوفد الأولمبي الجزائري عن حظوظ كيليا نمور خلال أولمبياد باريس:«إنها في نسق تصاعدي، ولقد أظهرت عدة مؤشرات إيجابية، تجعلنا نطمح أن تهدينا ميدالية ذهبية وتسمع نشيد قسما في سماء باريس».
وتدخل نمور المنافسة يوم 28 جويلية، وكلها أمل في كتابة التاريخ، ولئن كانت مطالبة بالحذر، وهي التي ستخوض هذه التظاهرة الكبرى لأول مرة في مشوارها.
جدير ذكره، أن كيليا نمور البالغة من العمر 17 سنة ( 30 ديسمبر 2006)، من مواليد فرنسا (مدينة سانت بونوا لافوري) من أب جزائري ( أصوله من قسنطينة)، وأم فرنسية، وبدأت ممارسة الجمباز الفني منذ سن الرابعة، مُظهرة موهبة فذة، قبل الشروع في تحقيق الإنجازات، انطلاقا من فئة الناشئين.
سمير.ك