سيُمثل الرياضيان الموهوبان سيد علي بودينة وناهد بن شادلي التجديف الجزائري، خلال النسخة 33 من الألعاب الأولمبية، وكلهما أمل في البصم على مشوار جيد، خلال هذا الاختصاص الذي لا تمتلك فيه الجزائر أي تقاليد، مقارنة بالبلدان المتعودة على اعتلاء منصات التتويج، في صورة الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وإنجلترا. ويبدو أن الأداء الرائع للمتألقان بودينة وبن شادلي على المستوى القاري، قد سمح لهما بالتطلع إلى تشريف الجزائر على «مياه باريس»، بداية بسيد علي بودينة المعني بالمشاركة الثالثة على التوالي في منافسات التجديف الأولمبية، وهو الذي يواصل بسط هيمنته الإفريقية في سباق التجديف اختصاص الفردي الخفيف، بدليل تتويجه بلقب قاري جديد في آخر بطولة إفريقية 2023 في تونس.
وسيحاول المتمرس بودينة الاستفادة من سجله الإفريقي العملاق، مع ما لا يقل عن 9 ميداليات ذهبية، بهدف تحقيق نتيجة أفضل من مشاركتيه السابقتين، على التوالي في ريو دي جانيرو في عام 2016، وطوكيو في عام 2021. ويمكن للرياضي البالغ من العمر 34 عاما أن يصل إلى مبتغاه في باريس، رغم صعوبة المهمة، وهو المنتشي بإنجازه الرائع على المستوى العالمي، باعتباره الوصيف في بطولة العالم الافتراضية للتجديف داخل القاعة في عام 2022.
وسيبدأ حامل الرقم القياسي الإفريقي في التجديف داخل القاعات، المنافسة الأولمبية في سباق التجديف الفردي الخفيف الوزن في 27 جويلية في فايرس سور مار.
وصرح سيد علي بودينة للنصر عن استعداداته لأولمبياد باريس، وطموحاته خلال هذا الحدث العالمي:« أسعى لترك بصمتي في ثالث مشاركة أولمبية، وعن حظوظي، خلال هذه التظاهرة، فمنذ ثلاث سنوات، وأنا أتواجد ما بين المرتبتين السابعة والثامنة عالميا، وحان الوقت لأظفر بإحدى الميداليات في هذه البطولة الكبرى، وإن كان ذلك يتطلب تحضيرات أقوى وأفضل، كما يستوجب العمل المضني والمتواصل، لأن مقارعة كبار هذه اللعبة، يختلف بكثير عن منافسة الأفارقة مع احترامي لهم، كونهم لازالوا بعيدين عن المستوى العالي والعالمي».
وتابع بودينة:« الجزائر ليس لها تقاليد في هذه الرياضة، مقارنة بدول أخرى مثل إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، ولكن هذا لن يمنعني من بذل قصارى مجهوداتي في سبيل صنع المفاجأة، واعتلاء منصة التتويج».
من جهتها، ستشارك لاعبة التجديف نهاد بن شادلي في الألعاب الأولمبية لأول مرة في مشوارها. وتمتلك ابنة وهران مسيرة حافلة على المستوى القاري، مع هيمنة غير مسبوقة، إذ توّجت بالذهب في بطولة إفريقيا للتجديف 2022 في القاهرة، والألعاب الإفريقية الشاطئية في الحمامات، وبطولة إفريقيا للتجديف 2023.
هذه النجاحات الرائعة لهذه البطلة المتميزة، تضاف إلى خزانة الألقاب المملوءة في صنف الناشئين، ولو أن الشابة البالغة من العمر 22 عاما تسعى جاهدة، من أجل ترك انطباع جيد في هذا الحدث العالمي وتشريف ألوان الجزائر.
صاحبة المركز الثاني عشر في بطولة العالم لأقل من 23 عاما، المنحدرة من عائلة رياضية، كونها ابنة جمال بن شادلي، المدرب السابق لمولودية وهران، بينما تعد والدتها لاعبة كرة يد سابقة رفيعة المستوى، تدخل سباق التجديف الفردي للوزن الثقيل، في 27 جويلية، وكلها أمل للوصول إلى أبعد محطة ممكنة.
سمير. ك
