يضبط العالم عقارب الساعة عشية غد الجمعة، بداية من السادسة والنصف (18 سا 30)، على لحظة إعطاء إشارة النسخة 30 من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، التي ستحتضنها العاصمة الفرنسية باريس على مدار أسبوعين، إلى غاية 11 أوت القادم، وهي أكبر تظاهرة رياضية عالمية، وستكون بمشاركة قرابة 10500 رياضي ورياضية، من 206 دولة معتمدة من طرف اللجنة الأولمبية الدولية.
ويعود “الأولمبياد” إلى باريس بعد قرن من الزمن، لأن فرنسا ستحتضن الألعاب الأولمبية لثالث مرة في تاريخها، بعد طبعتي 1900 و1924، لكنها انتظرت لمدة قرن لتستعيد شرف الاستضافة، والنسخة رقم 30 ستكون بحفل افتتاح “استثنائي”، لأنه “الأغرب” في تاريخ الألعاب، على اعتبار أن المنظمين فضلوا صنع “التميّز” بإقامة الحفل خارج أسوار الملعب، وذلك بالمراهنة على أكبر أنهار المنطقة كمكان لرفع الستار عن فعاليات هذه الطبعة، بدلا من ملعب فرنسا بضاحية سانت دوني، في إجراء هو الأول من نوعه، ستتحول خلاله باريس إلى مسرح يحتضن جملة من العروض التقليدية للرياضيين الذي سيمثلون البلدان المشاركة، والعرض سيكون على متن قوارب، تجوب نهر السين الشهير، الأمر الذي سيكسر القاعدة التي كانت مألوفة، وذلك بنقل مراسيم حفل الافتتاح من مضامير ألعاب القوى إلى مجرى مائي، بينما ستكون المتابعة الجماهيرية قياسية، لأن الاستغناء عن المدرجات جعل الدخول مجانا بصورة أوتوماتيكية بالنسبة لنحو 222 ألف تلقوا دعوات مجانية، بينما تم إلزام 104 آلاف شخص آخر باقتناء التذاكر، والإقبال سيتجاوز كل التوقعات، مادام الحفل سيكون على مسافة 6 كليومتر، على اعتبار أن الجمهور سيكون على ضفاف النهر، في رحلة بصرية عبر التاريخ والهندسة المعمارية الباريسية، انطلاقا من جسر أوستراليتزا بمحاذاة حديقة النباتات، مرورا بالعديد من المعالم التاريخية الشهيرة مثل نوتردام ومتحف اللوفر وكذا متحف أورساي، ويجوب من خلالها رياضيو جميع البلدان المشاركة المسار على متن قوارب، لتكون نقطة الوصول عند تروكاديرو، مقابل برج إيفل، وهي المحطة التي ستشهد استكمال المراسيم البروتوكولية، وإشعال الشعلة الأولمبية، مع إعطاء الإشارة الرسمية لانطلاق هذه الطبعة من “الأولمبياد”.
حفل افتتاح دورة باريس يمتد على مدار 3 ساعات و45 دقيقة من الزمن، يتألف من 12 جزءا، وستتخلله 12 لوحة فنية، يشارك فيها 3 آلاف راقص، تحتفي كلها بالرياضيين، وتحكي قصة فرنسا على ممر التاريخ، وتحتفل بالعالم كله أيضا، لأن رسائل الأمن والسلام تبقى من شعارات اللجنة الأولمبية الدولية، موازاة مع السعي لجعل الرياضة سلاحا للم الشمل، ونبذ كل أساليب العنصرية في العالم، وهي لوحات ستكون تحت إشراف مصمم الحفل توماس جولي، وقد تقرر وضع الوفد اليوناني في المقدمة، بمراعاة تاريخ المنافسة، لأن أول نسخة من هذه التظاهرة الرياضية كانت قد أقيمت بأثينا سنة 1896، في حين سيكون الوفد الفرنسي الأخير في مسار الاستعراض النهري للوفود على متن القوارب، سعيا لرسم لوحة تواكب تاريخ تنظيم الأولمبياد على مدار 128 سنة، تم خلالها تنظيم 30 طبعة، لأن تاريخ المنافسة شهد تعليق 3 دورات بسبب الحروب، ويتعلق الأمر بطبعة 1916، بسبب الحرب العالمية الأولى، وكذا نسختي 1940 و1944 بسبب الحرب العالمية الثانية.
وحسب اللجنة المنظمة، فإن مراسيم حفل الافتتاح من المرتقب أن تعرف حضور أزيد من 100 رئيس دولة وحكومة، وقد تم تسخير 4 طائرات دون طيار، و3 مروحيات و4 قوارب ثابتة مجهزة بتقنية الكاميرا خصيصا لتصميم الحفل على امتداد مساره عبر نهر السين، في الوقت الذي ستعرف فيه هذه النسخة مشاركة قرابة 10500 رياضي ورياضية منضوون تحت لواء 206 لجنة أولمبية وطنية، سيتنافسون على الميداليات في 48 اختصاصا، عبر 329 فعالية رياضية، من مسابقات في مختلف الأنماط والمسافات، وهذا في 28 رياضة أولمبية أساسية، 4 رياضات مضافة. صالح فرطــاس
