تنطلق رحلة بطلة الملاكمة إيمان خليف نحو الذهب الأولمبي، صبيحة اليوم (11.20)، عندما تلاقي في أول ظهور بألعاب باريس 2024 الإيطالية أنجلينا كاريني، وكلها عزم على اقتطاع بطاقة التأهل للدور ربع النهائي الذي ستصطدم خلاله بالنجمة الأسترالية ويليامسون، ولو أن وصيفة بطلة العالم لا تبالي بنوعية المنافسين، بقدر ما هي مُركزة على كيفية اعتلاء منصة التتويج في الألعاب الأولمبية التي تسعى خلالها للرد على الذين قادوا ضدها حملة شرسة في اليومين الماضيين، من أجل التأثير على معنوياتها، قبيل دخول غمار المنافسة، وإن كان الدعم الشعبي والرسمي الذي حظيت به قد أنساها كل شيء، وجعلها تتعهد ببذل قصارى المجهودات في سبيل إهداء الجزائر ميدالية أولمبية.
وبعد البداية المتعثرة للقفاز الجزائري، وتوديع ثلاثة ملاكمين للبطولة من الدور الأول، ويتعلق الأمر بحجيلة خليف ويوغرطة آيت بقة ومراد قاضي، ستكون كل الأنظار مصوبة نحو المتألقة إيمان خليف التي تعلق عليها الآمال في محفل باريس رفقة جمال سجاتي وكيليا نمور، من أجل إهداء الجزائر ميدالية أولمبية.
وحسب المعطيات الحالية، فإن خليف ستكون في مهمة سهلة نسبيا، عندما تلاقي الإيطالية كاريني، وإن كانت ابنة تيارت مطالبة بتسيير المنازلة بذكاء لتفادي أي مفاجأة غير سارة، خصوصا وأن البعض يحاول إبعادها من أجواء المنافسات، متحججا بأمور غير رياضية، وهو ما على اللجنة الأولمبية الجزائرية واتحادية الملاكمة أخذه بعين الاعتبار، من أجل إبعاد خليف من كل هذه الضغوطات.
وتعتبر خليف المرشحة الأبرز للتتويج بذهبية 66 كلغ، وهي التي تمتلك أفضل النتائج في آخر سنتين، حيث نالت الميدالية الفضية في النسخة ما قبل الماضية من بطولة العالم عام 2022، وفي بطولة العالم بالهند 2023 تأهلت إلى النهائي، غير أنها استبعدت من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة في قرار أثار جدلا كبيرا.
وبسطت صاحبة 25 سنة هيمنتها قبل ذلك على المستويين الإقليمي والقاري في وزن 63 كلغ، حيث تُوّجت بذهبية الألعاب المتوسطية بوهران 2022، وذهبية بطولة إفريقيا 2022 بالموزمبيق، كما شاركت في الألعاب الأولمبية بطوكيو وودعت المنافسة من الدور ربع النهائي، بعد خسارتها أمام الأيرلندية كيلي هارينغتون المتوّجة بعدها بالميدالية الذهبية. وحققت خليف المركز الخامس في طوكيو كأفضل نتيجة جزائرية رفقة تريكي.
وتوجت الملاكمة الجزائرية بالذهب في بطولتين دوليتين كبيرتين (أمريكا وهولندا)، متفوقة على بطلات عالميات مرشحات فوق العادة للظفر بميداليات أولمبية، وهو ما يزيد من مطامع الجزائريين في رؤيتها فوق البوديوم.
وأمام الحملة الشرسة التي استهدفت خليف، قبيل دخولها أجواء المنافسة، استنكرت اللجنة الأولمبية الجزائرية بشدة التصرف غير الأخلاقي الذي طال بطلتنا المرموقة إيمان خليف من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية بالدعاية الباطلة، وقالت اللجنة الأولمبية في بيانها:«إن مثل هذه الهجمات على شخصها غير أخلاقية وباطلة تماما، خاصة وهي تستعد لأهم حدث في مسيرتها الرياضية، وقد اتخذت اللجنة الأولمبية الجزائرية كل الإجراءات اللازمة لحماية بطلتنا».
وتابعت:« إيمان تجسد روح التميز والعزيمة والصمود. لدينا ثقة كبيرة في قدراتها. آمالنا ودعمنا معك يا إيمان. الأمة كلها تقف خلفك، فخورون بإنجازاتك والشرف الذي تجلبينه للجزائر. دعونا نركز على موهبتك الرائعة والعمل الجاد الذي بذلتيه لتمثيل وطننا على الساحة العالمية، نطالب منكم كل التشجيعات لبطلتنا إيمان التي صارت تسبب الأرق للبعض بمستواها العالي جدا».
كما سار وزير الشبيبة والرياضة عبد الرحمن حماد على نفس المنوال، عندما دافع عن خليف، وكتب على صفحته الرسمية:«خليف ابنتنا وأختنا وبطلتنا، إيمان خط أحمر وأندد بشدة الهجمات التي تعرضت لها من طرف جهات خارجية، هجمات تتنافى مع الأخلاق والقيم الأولمبية، انطلقي يا إيمان فالجزائر حكومة وشعبا كلها خلفك».
يأتي هذا في الوقت الذي ستدخل روميساء بوعلام، المنافسة هي الأخرى، عندما تلاقي في وزن 50 كلغ، الفليبينية إير فيلغاس، بداية من الساعة 19.16.
سمير. ك
