نمور تدخل تاريخ الأولمبياد وخليف وسجاتي اجتازا المؤامرات
إنجازات في حدود التوقعات و”قسما” يدوي سماء باريس مرتين
بصمت الجزائر على أفضل مشاركة لها في الألعاب الأولمبية من خلال طبعة باريس 2024، لأن الحصاد المحقق وإن عادل ذلك الذي كان قبل 28 سنة بأطلنطا، بالحصول على ذهبيتين وبرونزية، فإن عدد المشاركين صنع الفارق، على اعتبار أن التمثيل في العاصمة الفرنسية كان بـ 46 رياضيا، وهو رقم يقل بثلاثة رياضيين عن ذلك الذي حمل راية الجزائر في أولمبياد 1996، كما أن الرياضة الجزائرية استغلت النسخة الميدانية رقم 30 للعودة مجددا إلى لائحة الميداليات، وطوت بذلك صفحة «انتكاسة» دورة طوكيو 2020، والتي كانت قد خرجت منها دون حصد أي ميدالية على اختلاف معدنها، فكانت العودة إلى «البوديوم» الأولمبي عبر أوسع الأبواب، بالحصول على الذهب، لأن ذلك جعل النشيد الوطني يعزف في فرنسا، والراية الوطنية ترفرف عاليا في سماء باريس، مع احتلال المركز 39 عالميا في اللائحة النهائية لهذه الدورة، مع وصافة الترتيب عربيا خلف البحرين وقاريا وراء كينيا.
المشاركة الجزائرية للمرة 15 في دورة الألعاب الأولمبية كانت بحضور 46 رياضيا، في 15 اختصاصا، وقد كانت النتائج في حدود التوقعات التي كانت قبل انطلاق المنافسة، لأن الآمال كانت معلقة على 4 رياضيين لحصد الميداليات، ويتعلق الأمر بالملاكمة إيمان خليف، الجمبازية كيليا نمور والعدائين جمال سجاتي وياسر محمد تريكي، ولو أن ابن قسنطينة فشل في تجسيد ما كان يراهن عليه، بعدما اكتفى بالمركز التاسع في نهائي الوثب الطويل، متراجعا بذلك عن ترتيبه الأولمبي الذي كان قد أحرزه في دورة طوكيو 2020، لما احتل الصف الخامس.
ودخلت الجمبازية كيليا نمور تاريخ الرياضة الجزائرية من بابها الواسع، لأنها الأصغر سنا في قائمة الرياضيين الذين مثلوا الجزائر في موعد باريس، إذ أنها لم تطفئ بعد الشمعة 18، ومع ذلك فقد كانت بمثابة «الفراشة» التي أعادت ترصيع الراية الوطنية بالذهب الأولمبي، لأن آخر مرة حصدت فيها الجزائر المعدن النفيس كانت دورة لندن 2012، بفضل العداء توفيق مخلوفي، فكان تاريخ 04 أوت 2024 موعدا لعزف نشيد «قسما» من جديد في المحفل الأولمبي، بعد انتظار دام 11 سنة و11 شهرا و29 يوما، كما أن نمور وبفضل تألقها في منافسة العمودين غير المتوازيين وتتويجها بالذهب مكنت الرياضة الجزائرية من العودة مجددا إلى «البوديوم» في «الأولمبياد»، على اعتبار أن آخر ميدالية أولمبية حصدتها الجزائر كانت فضية مخلوفي في اختصاص 1500 متر، خلال دورة ريو دي جانيرو، ذات 21 أوت 2016، مادامت المشاركة في نسخة طوكيو 2020 كانت مخيبة، وخرجت منها الرياضة الجزائرية دون أي ميدالية، مما يعني بأن الانجاز التاريخي لنمور جعلها تطوي صفحة «النكسات»، بالعودة بالجزائر إلى اللائحة، بعد 7 سنوات، 11 شهرا و14 يوما.
سطوع نجم فراشة الجزائر كيليا نمور عاليا في سماء باريس، بالتتويج بالذهبية في اختصاص العمودين غير المتوازيين، والذي أصبح يحمل حركة باسمها، كان منتظرا إلى حد بعيد، بالنظر إلى مخلفات بطولة العالم، وما حققته من نتائج، ولو أنها كانت قريبة من إحراز إحدى الميداليات في منافسات الجمباز الفردي العام، التي تتوزع على 4 اختصاصات، لأنها كانت ضمن ثلاثي الصدارة، لكنها ضيعت ميدالية أولمبية في اختصاص الحركات الأرضية، واكتفت بالمركز الخامس، قبل أن ترفع التحدي، وتكتب اسمها بأحرف من ذهب في نهائي العمودين غير المتوازيين، وتهدي بذلك الجزائر ذهبية «تاريخية»، لأنها الأولى للعرب والقارة الإفريقية في اختصاص تبقى السيطرة فيه لرياضيين من قارات أخرى غير إفريقيا، ولو أن انجاز نمور يمكن تصنيفه في خانة رد الجميل لرياضة، كانت الاختصاص الأول والوحيد الذي دخلت به الجزائر الموعد الأولمبي، لأن أول ظهور للرياضة الجزائرية في دورة الألعاب الأولمبية كان في نسخة طوكيو 1964، برياضي واحد، ويتعلق الأمر بالجمبازي محمد لزهاري، الذي نال شرف حمل الراية الوطنية لأول مرة في أكبر تظاهرة رياضية عالمية، رغم أن هذا الاختصاص، ظل بعيدا عن منصة التتويج بالميداليات بالنسبة للمشاركة الجزائرية، لكن النجمة نمور «أنصفت» الجمباز، ومنحته أول ميدالية، بعد 60 سنة من «الملحمة» التاريخية التي كان بطلها لزهاري.
نمور وخليف بشعار «المستحيل ليس جزائريا»
استغلت المرأة الجزائرية دورة أولمبياد باريس لكتابة صفحة «تاريخية» في سجل الرياضة العالمية، لأنه وزيادة على الانجاز غير المسبوق الذي حققته نمور في الجمباز، فإن الملاكمة إيمان خليف ضربت موعدا مع التاريخ، بإحراز أول ذهبية عربية وإفريقية للملاكمة النسوية في تاريخ «الأولمبياد»، في ثالث نسخة يتم فيها اعتماد منافسات السيدات في الملاكمة ضمن الاختصاصات الأولمبية، وقد منحت الجزائر ثاني ذهبية لها في هذه الدورة، في انجاز حملت معه الكثير من الرسائل، لكن أبرز واهم مضمون تمثل في البصمة التي وضعتها «حرائر» الجزائر بصورة جلية في أكبر حدث رياضي عالمي، وعليه فإن العنصر النسوي أهدى الرياضة الجزائرية ميداليتين من المعدن النفيس، وبنكهة خاصة في أولمبياد 2024، وما لذلك من انعكاسات جد إيجابية على الأبعاد التاريخية، لأن إحراز الذهب يعني عزف النشيد الجزائري ورفع الراية الوطنية عاليا في الأراضي الفرنسية.وعلى شاكلة نمور، فإن خليف جسدت سيطرتها المطلقة على منازلات وزن أقل من 66 كلغ، وضربت عرض الحائط بكل العقبات والعراقيل «المعنوية» والنفسية التي حاولت بعض الأطراف افتعالها طيلة هذا الموعد لقطع الطريق أمامها نحو «النجومية»، فتسلحت بإرادة فولاذية، نصبتها في خانة «المرأة الحديدية» التي واجهت الحملة الشرسة التي طالتها ببرودة أعصاب وصبر «أيوب»، كانت ثماره في نهاية المطاف ميدالية ذهبية، بتوقيع «نسائي» خالص لجزائرية سليلة حسيبة بن بوعلي ولالة فاطمة نسومر، وسارت على درب بطلات سابقات كن قد حصدن الذهب الأولمبي، ويتعلق الأمر بكل من حسيبة بوالمرقة ونورية بنيدة مراح.
ووجهت المرأة الجزائرية من خلال حصادها في أولمبياد باريس رسالة إلى العالم بأسره، مضمونها أن «المستحيل ليس جزائريا»، وذلك بإحراز ذهبيتين، في حصيلة تواكب تاريخ المشاركة الجزائرية في هذا التظاهرة، لأن أول ذهبية أولمبية للجزائر كانت «نسوية» بفضل العداءة بوالمرقة في دورة برشلونة 1992، لتسير على خطواتها بنيدة مراح في نفس الاختصاص الرياضي (ألعاب القوى) في طبعة سيدني 2000، لكن عودة العنصر النسوي الجزائري إلى الواجهة العالمية بالذهب كان هذه المرة عبر بوابة اختصاصين جديدين بالنسبة للجنس اللطيف، لأن خليف رصّعت القفاز الجزائري بالذهب، وأهدته ثاني ميدالية من المعدن «الأصفر» في تاريخ المشاركة في الأولمبياد، بعد تلك التي أحرزها المرحوم حسين سلطاني قبل 3 عقود من الزمن في أطلنطا، في حين يبقى انجاز نمور تاريخيا بالنسبة للجمباز الجزائري، سواء لدى السيدات أو الرجال، لترفع بذلك «سيدات الجزائر» حصادهن من الذهب الأولمبي إلى 4 ميداليات، مقابل برونزية وحيدة كانت للمصارعة صورية حداد، دون حصد الرياضيات الجزائريات أي فضية إلى حد الآن في تاريخ المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية.
عاشر ميدالية في ألعاب القوى
وتبقى ألعاب القوى الرياضة الأكثر تتويجا بالميداليات الأولمبية في سجل المشاركة الجزائرية على امتداد 15 نسخة، وذلك بحصاد يمثل نصف الحصيلة الإجمالية، لأن العدائين الجزائريين نجحوا في إحراز 10 ميداليات، من بينها 4 ذهبيات، و3 فضيات، ومثلها من البرونز، آخرها كانت بفضل العداء سجاتي في سباق 800 متر بباريس، وتألق الجزائر في «أم الرياضات» يبقى في المسافات نصف الطويلة، خاصة 800 و1500 متر، بينما تأتي الملاكمة في المركز الثاني من حيث عدد الميداليات المحققة، لأن خليف بصمت على الذهبية الثانية، والسابعة للقفاز الجزائري في تاريخ الأولمبياد، مادام سجل الملاكمة يضمن 5 برونزيات، أولاها كانت للمرحوم موسى مصطفى، صاحب أول ميدالية أولمبية جزائرية، وكان ذلك في دورة لوس أنجلوس 1984، وقد شاءت الصدف أن يلتحق هذا البطل بالرفيق الأعلى منتصف الأسبوع الفارط، تزامنا مع ضمان الجزائر ميدالية في دورة باريس.
وفي نفس السياق، فإن لغة الأرقام تكشف بأن حصاد الجزائر توزع بين 4 رياضات فقط، بدخول الجمباز اللائحة، بفضل كيليا نمور، وهو ثالث اختصاص يحرز الذهب الأولمبي بعد ألعاب القوى والملاكمة، في حين يبقى الجيدو بفضية وبرونزية، لترتفع بذلك حصيلة الجزائر إلى 20 ميدالية في تاريخ المشاركة في الألعاب الأولمبية، مع الخروج بحصاد في اللائحة في 7 نسخ من بين 15، وقائمة الأبطال تضم 17 رياضيا جزائريا نجحوا في حجز أماكن فوق «البوديوم» الأولمبي، وقد شاءت الصدف أن تدخل 3 أسماء جديدة هذه القائمة من بوابة موعد باريس 2024، ليبقى العداء توفيق مخلوفي صاحب أفضل انجاز، بذهبية وفضيتين، متبوعا بالمرحوم سلطاني. ص / ف
تجاوزتا بنجاح مطبات و مؤامـرات
خليـف و نمـــور.. بطلتـــــان حولتـــا المحنـــة إلى منحــــة
تقاسمت البطلتان إيمان خليف وكيليا نمور العديد من الهوامش في انجازهما التاريخي، لأن الاختلاف في نوع الاختصاص لم يمنع من اشتراكهما في نقاط أخرى، انطلاقا من صنع «التميز» بحصول أول رياضية عربية وإفريقية على ميدالية أولمبية في اختصاصها، سواء الملاكمة أو الجمباز، مرورا ببسط السيطرة الميدانية وانتزاع المعدن النفيس عن جدارة واستحقاق، وصولا إلى الظروف الاستثنائية التي عاشتها كل رياضية، ليكون اللقب الأولمبي من ثمار تحدي نسوي جزائري، كرد صريح على من خولت له نفسه بالتشكيك في قدرات «الفراشة» كيليا بدنيا وصحيا، أو في الهوية الجنسية، بحملة شرسة زادت من انجاز «أميرة الحلبة» إيمان رونقا وجمالا.
ونجحت نمور في إحراز ذهبية اختصاص العمودين غير المتوازيين عن جدارة، لتكتب بذلك اسمها بأحرف من ذهب في سجل الألعاب، كيف ولا هي أول رياضية عربية وإفريقية تتمكن من حجز مكان ضمن لائحة أبطال «الأولمبياد» على امتداد 30 نسخة متتالية، الأمر الذي منح الجزائر مقعدا في سبورة ترتيب المنتخبات المتوجة بالميداليات الأولمبية منذ انطلاق هذه التظاهرة قبل أزيد من قرن.
وكسرت «كيليا» حواجز «تقليدية» صمدت في تاريخ المنافسة لمدة 96 سنة، لأن دخول الجمباز النسوي قائمة الرياضات الأولمبية، كان في دورة أمستردام 1928، ومنذ تلك الطبعة لم تتمكن أي رياضية عربية أو إفريقية من صعود «البوديوم»، إلى أن دخلت إبنة ولاية جيجل غمار الموعد الأولمبي من بوابة باريس، كاتبة تاريخا جديدا في سجل «الجمباز» العالمي، وبعدما حلقت عاليا في سماء قاعة «بيرسي أرينا»، فكانت الذهبية التي أحرزتها كافية لإلحاق الجزائر بقائمة البلدان المتوجة بالميداليات في هذا الاختصاص، والجزائر أصبحت تحتل المركز 34 عالميا في اختصاص الجمباز، والقائمة الاجمالية لا تضم سوى 39 بلدا.
تتويج كيليا نمور بالذهب، جاء كرد فعل قوي منها على من شكك في مدى قدرتها على المشاركة، لأن الإصابة التي كانت قد تعرضت لها في سنة 2021 كانت بمثابة أهم وأبرز منعرج في حياتها، سواء الاجتماعية أو الرياضية، لأن طاقما طبيا كان قد أعلن عدم قدرتها على مواصلة التدريبات على المدى القصير، بسبب إصابتها بالتهاب المفاصل، لكن «النيف» الجزائري غيّر من حياة هذه الفتاة، لأنها خاضت معركة متعددة الجوانب، تحدت خلالها الإصابة وسعت للخروج من فترة الفراغ بسرعة، فكان هذا التحدي ناجحا، بضمان المشاركة في الموعد الأولمبي، كخطوة أولى، ثم البروز بشكل لافت للانتباه في أفضل انجاز لها، ويكون بذلك التتويج بالذهب عبارة عن صفعة قوية من نمور وجهتها إلى الطاقم الطبي الذي حاول قطع الطريق أمامها.
من جهة أخرى، فإن إيمان خليف طرقت أبواب «العالمية» من الأراضي الفرنسية، بعد «ملحمة» بطولية استثنائية، خاضت خلالها حربا ضروسا ضد التنمر مع الحملة «اللاأخلاقية» الشرسة التي استهدفت شخصها، لأن الأمر تجاوز كل الحدود، مادامت القضية أخذت أبعادا «خطيرة»، بلغت درجة التشكيك في الهوية الجنسية لفتاة جزائرية بسيطة، تنحدر من قرية صغيرة، فكان موقفها فوق الحلبة ثابتا وصريحا، وذلك بانتزاع الذهب، وتوجيه لكمات موجعة للأطراف التي خولت لها نفسها بافتعال «سيناريو» الهرمونات الذكورية، لأن هذا المخطط كان عبارة عن مسرحية تم نسج خيوطها بتواطؤ مع الاتحاد الدولي للملاكمة، غير المعترف به من طرف اللجنة الأولمبية الدولية، والمسعى منه كان حرمان خليف من ميدالية أولمبية، كما كان عليه الحال قبل سنة، لما بصمت نفس الهيئة على «جريمة» رياضية، بمنع الملاكمة مع خوض المنازلة النهائية لبطولة العالم، وعليه فإن سطوع نجم خليف في سماء الأولمبياد كان بطريقة «مميزة»، وسط تعاطف شعبي كبير من كل بلدان العالم، لتكون أول رياضية تهدي الملاكمة العربية والإفريقية ميدالية في تاريخ الألعاب الأولمبية، لأن الفن النبيل النسوي كان قد دخل قائمة الرياضات الأولمبية في دورة 2016، بحصر المشاركة في المنازلات الاحترافية، قبل أن يتم فسح المجال للملاكمات الهواة، وإيمان كانت قد شاركت في دورة طوكيو 2020، وتوقفت مغامرتها في ربع النهائي، دون أن يثار بشأنها أي جدل، لكن ظهورها كقوة ضاربة في الاستحقاقات العالمية منذ 2022 أزعج أطرافا في الاتحاد الدولي، ليكون موقف «الكوا» منصفا لها، ومكنها من إحراز الذهب الأولمبي.
صالح فرطاس
المعدن النفيس هـدفه في الدورة القادمــة
جــمال سجاتي من لاعب «هـاوي» إلى بطل أولمبــي
نجح سهرة السبت، العداء جمال سجاتي في حجز مكانة ضمن الثلاثي المتوج في أولمبياد باريس، من خلال تحقيقه لميدالية برونزية، بعد احتلاله المركز الثالث في سباق نهائي 800 م، بتوقيت قدره 1.41.50 دقيقة، ليكون بذلك ثالث الجزائريين المتوجين في الألعاب الأولمبية، بعد كيليا نمور في منافسات الجمباز، وإيمان خليف في الملاكمة، كما أنه أعاد الجزائر لمنصات التتويج في هذه المنافسات، بعد فضية توفيق مخلوفي، في ريو دي جانيرو عام 2016، ولو أن ابن مدينة تيارت جانب إنجازا تاريخيا كان في المتناول، لولا التشويش ومحاولات التأثير عليه من طرف بعض الجهات عشية النهائي.
وتمكن سجاتي من تنصيب نفسه بين أحد أبرز العدائين في هذا الاختصاص، رغم أن بداياته مع عالم رياضة ألعاب القوى لم تكن سوى منذ 2016، بعدما استمع إلى نصيحة مقربيه، على اعتبار أنه كان لاعبا في كرة القدم، مع فريقي «فيلاج باكير»، ثم مولودية السوقر مسقط رأسه، لكن سرعان ما فرض نفسه في أم الألعاب، عندما فاز بالبطولة الوطنية في سباق 400 م، ليستبشر فيه أهل الاختصاص خيرا، وهو ما دفعه للالتحاق بالرياضة العسكرية، قبل التعاقد مع المدرب عمار بنيدة، الذي ساهم بشكل كبير في تطوير مستوياته، ليبصم على إنجازات غير عادية، كيف لا وابن مدينة تيارت يمتلك ثالث أسرع عداء في سباقات 800 م، بتوقيت قدره 1.41.46.
يحدث هذا، في الوقت الذي عبر سجاتي عن سعادته بالإنجاز المحقق في باريس، عندما قال في تصريحاته، بعد نهائي سباق 800 م:» سعيد بالميدالية البرونزية، كنت أتمنى إهداء الشعب الجزائري ميدالية ذهبية، ولكن على العموم أنا راض بهذا الإنجاز، الذي أهديه إلى رئيس الجمهورية وأشكره جزيل الشكر على دعمه لي، دون أن أنسى أبناء حيي الذين تابعوا السباق عبر شاشة عملاقة نصبت أمام منزلنا».
وأضاف:» أعتقد أننا حضرنا لواحد من أقوى النهائيات عبر التاريخ في وجود جيل ذهبي، كما تعلمون هذه أول مشاركة لي الأولمبياد، وأنا بصدد كسب الخبرة، على أن تكون لي مشاركة أفضل بحول الله في المحفل الأولمبي القادم، وأهدي الجزائريين والعرب الذهب».
حمزة.س
رئيس اتحادية ألعاب القوى ياسين لوعيل للنصر
علينا تثـمين ميدالية سجاتي ومواصلة دعم الرياضيين
أكد رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى ياسين لوعيل أن حصيلة «أم الألعاب مرضية، رغم اقتصار صعود «البوديوم» على العداء جمال سجاتي، الذي حل ثالثا في سباق 800 متر ونال الميدالية البرونزية.
وقال لوعيل في اتصال هاتفي مع النصر:»صحيح أن الأماني كانت بحصاد أكبر، لكن علينا مواصلة دعم الشبان الذين مثلوا الرياضة الجزائرية في هذا الأولمبياد، على أمل النجاح مستقبلا في تحقيق نتائج مشرفة، وخاصة بالنسبة لجمال سجاتي الذي نال برونزية اختصاص 800 متر، ويملك من الإمكانات ما يجعله يستهدف ذهبية الدورة المقبلة، وقبل هذا تحقيق نتائج أحسن في بطولة العالم، التي سبق وأن توج بميداليتها الفضية، صيف عام 2022 بمدينة أوجين الأمريكية».
وأضاف لوعيل الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، بخصوص هذا البطل الذي تعرض إلى مضايقات عشية سباق النهائي:»سعداء جدا بما حققه بطلنا جمال سجاتي.صحيح أننا تمنينا كما قلت آنفا المركز الأول والميدالية الذهبية، غير أن تحقيق ميدالية أولمبية انجاز يستحق التثمين، في ظل ما عاشه العداء من محاولات بائسة خلال اليومين الماضيين، للتأثير عليه من خلال نسج خيوط مناورة من قبل جهات معادية لم تتوقف منذ انطلاق الدورة عن محاولة أدية الرياضيين الجزائريين بنشر الأكاذيب وترويج إشاعات.فبعد البطلة إيمان خليف كان الدور على البطل سجاتي، والحمدلله رد جمال كان قويا وفوق المضمار مانحا الجزائر ميدالية برونزية «.
كريم - ك