أبدى مدرب اتحاد عنابة نذير لكناوي، ارتياحه الكبير للظروف التي باشر فيها الفريق تحضيراته للموسم الجديد، وأكد بأن الأجواء «الخرافية» التي شهدتها الحصة الأولى، تبقى بمثابة المؤشر على اقتناع كل الأطراف الفاعلة في عنابة بضرورة التفكير الجدي في المشروع، الرامي إلى استعادة الاتحاد لمكانته في الرابطة المحترفة.
واعتبر لكناوي شروع الفريق في التحضير بتواجد آلاف الأنصار في محيط الملعب الملحق، حافزا كبيرا للاعبين والطاقمين الفني والإداري، وصرح في هذا الشأن قائلا: « ما عشناه عند تقديم التعداد دليل على تعلق الأنصار بفريقهم، وحلم اللعب في الوطني الأول يراود كل عنابي، في ظل توفر مقومات النجاح، لأن المدينة تتوفر على مرافق تؤهلها لاستضافة منافسة قارية وحتى عالمية، لكن اتحاد عنابة يبقى بعيدا عن الرابطة المحترفة منذ 2011، وهذا أمر يضعنا أمام حتمية بذل قصارى الجهود لتجسيد الهدف المسطر».
إلى ذلك، أشار مدرب اتحاد عنابة إلى أن وضع القطار على السكة مبكرا، والمرور مباشرة إلى العمل الميداني، كان من ثمار الاستراتيجية التي تم انتهاجها، وذلك بعد رسم خارطة طريق، انطلقت من «السيناريو» المثير الذي عايشه الأنصار واللاعبين طيلة الموسم المنصرم، لأننا ـ كما قال ـ « لم نتمكن من ضمان البقاء في الرابطة الثانية سوى في آخر جولة من البطولة، ومسلسل «النجاة» كان «دراماتيكيا»، لأن الاتحاد ظل من أكبر المهددين بالسقوط إلى قسم ما بين الجهات، إلا أن التعبئة الجماهيرية التي كانت في النصف الثاني من المشوار، سمحت بتجنب شبح السقوط في آخر مباراة من الموسم، وتلك التجربة القاسية تبقى درسا استخلصنا منه العبر، فكانت الخطوات الأولى للموسم القادم، بترتيب البيت والدخول مباشرة في صلب الموضوع».
وعن نظرته للتعداد أكد لكناوي، بأن عملية الاستقدامات تمت بطريقة مدروسة، وفق حاجيات الفريق، وقد حاولنا ـ على حد تصريحه ـ « المزاوجة بين الخبرة والطموح، لأن اللعب في الوطني الثاني ليس سهلا، والحاجة إلى لاعبين متمرسين تبقى ضرورية، لذا فإننا عمدنا إلى ضم عناصر متعودة على مستوى أعلى، وذلك بالتعاقد مع بعض اللاعبين من الرابطة المحترفة، فضلا عن عامل السن، لأن الخبرة تبقى من بين المفاتيح الواجب المراهنة عليها، كما أننا حافظنا على نسبة كبيرة من ركائز الموسم الفارط، خاصة العناصر التي شكلت نواة التشكيلة الأساسية في مرحلة الإياب، والتدعيم الذي قمنا به شمل كل المناصب، مع عدم التفريط في العناصر الشابة التي كانت قد أبانت عن أحقيتها في التواجد ضمن التعداد».
وبخصوص برنامج التحضيرات، أوضح ذات المتحدث بأن المرحلة الأولى تتمثل في تربص إعدادي بمركز تحضير النخبة الوطنية بسيرايدي، كمحطة انطلاق للعمل الميداني، على أن يكون تربص آخر بمدينة عنابة قبل نهاية شهر أوت الجاري، ليكون تربص تونس مسك الختام للبرنامج الذي تم تسطيره مع الإدارة، ونحن نسعى لبرمجة أكبر عدد من المباريات الودية خلال فترة التحضير، بغية خلق الانسجام داخل المجموعة، مع تجريب كل الخيارات المتاحة، لأن المراهنة على الصعود تتطلب ـ حسب قوله ـ « تحضيرا شاملا، مع دراسة مسبقة لمعطيات البطولة، لأن الرؤية في فوج الشرق تبقى دوما غامضة، وتسيير المشوار يكون على مراحل، ونظرتنا للصعود تدخل مرحلة الجد عن تحصيل رصيد 38 نقطة، وهذا بعد ترسيم ضمان البقاء» ص/ فرطاس
