ألزمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الرابطات الجهوية، بضرورة تقديم صورة واضحة للفاف بخصوص وضعية الانخراطات، مع التأكيد على أن صلاحية ضمان التركيبة المتوازنة للأفواج في حال عدم انخراط فرق يبقى من صلاحيات الاتحادية، وذلك بالفصل في كيفية تسوية الأماكن الشاغرة، دون أن يكون للرابطة المعنية أي دور في هذا الإجراء، تفاديا للإشكاليات التي كانت قد طفت على السطح في مواسم سابقة، لما ارتأت بعض الرابطات الجهوية الاحتكام إلى «الإنقاذ» من شبح السقوط، بينما قامت رابطات أخرى باعتماد صعود أصحاب المراكز الثانية لتكملة تركيبة المجموعات، سيما في الجهوي الثاني، وعليه فإن الاتحادية قطعت الطريق أمام هذا التضارب، بحصر هذه الصلاحيات لديها.
هذا الإجراء كان من بين التوجيهات الصارمة التي أصدرتها الفاف، تزامنا مع افتتاح مهلة إيداع ملفات انخراط النوادي، وكذا آجال تسجيل طلبات تأهيل اللاعبين وأعضاء مختلف الطواقم عبر المنصة الرقمية «فاف كوناكت»، لأن الاتحادية ومن خلال المنشور رقم 27، ألحت على ضرورة المتابعة المنتظمة لكل رابطة لمختلف العمليات التي تندرج في إطار برنامج التحضير لانطلاق الموسم الكروي (2024 / 2025)، لأن إشكالية انخراط النوادي غالبا ما تكون العقبة التي تعترض الرابطات، بسبب عدم قدرة مسؤولي الفرق على تسديد حقوق الاشتراك في المنافسة، مع طرح الملف جماعيا على طاولة السلطات الولائية، وهي خطوة دفعت بالاتحادية من خلال ذات المنشور إلى مطالبة الرابطات، بإعداد تقارير أسبوعية وإرسالها إلى الأمانة العامة للفاف، تمكن من أخذ نظرة واضحة عن وضعية كل رابطة، مع مراعاة الحالات المرتبطة بفرق كل ولاية على حدة، لأن هذا الأمر من شأنه أن يسمح لمسؤولي الفيدرالية بالتدخل، والاتصال بالسلطات الولائية بحثا عن حلول ميدانية ناجعة، كفيلة بضمان مشاركة كل الأندية في المنافسة، وهذا «السيناريو» كان قد حصل الموسم المنصرم، لما تدخل رئيس الفاف وليد صادي مع العديد من الولاة، وكانت النتيجة حسم أمر مستحقات انخراط الكثير من الفرق.
وفي نفس السياق، فإن الاتحادية جرّدت الرابطات من مسؤولية ملء الأماكن الشاغرة في تركيبة الأفواج، خاصة على مستوى الجهوي، لأن اصطدام بعض الأندية بمشاكل إدارية ومالية يحول ضمان مشاركتها في المنافسة، ويكون مصيرها رفع الراية البيضاء، وإعلان الانسحاب النهائي، الأمر الذي يجعل تركيبة المجموعة عرجاء، ولوائح الفاف تجعل ضمان التوازن إجباريا في الحالات المقترنة بترسيم غياب فريق قبل انطلاق الموسم، وعليه فقد تقرر وضع كل الملفات الخاصة بالأماكن الشاغرة على طاولة الفاف للنظر فيها، وإيجاد الطريقة القانونية لضبط التركيبة المتوازنة لمختلف المجموعات، لأن صيغة المنافسة المعتمدة للموسم القادم تحدد تركيبة كل فوج بـ 16 فريقا على مستوى كل الرابطات، على اختلاف طابعها الوطني أو الجهوي.
من جهة أخرى، فإن الأمانة العامة للفاف ألحت على ضرورة مرافقة الأندية في هذه المرحلة، سعيا لتوفير الأجواء التي من شأنها ضمان مشاركة كل الفرق في بطولة الموسم القادم، وعليه فقد طالبت الرابطات بتقديم التوضيحات الإدارية لمسيري النوادي، في الشق المقترن بعملية إيداع ملفات الإنخراط عبر المنصة الرقمية، وحتمية الرد على النقائص المسجلة كتابيا، مع الحرص على الهيكلة الإدارية لكل ناد على مستوى الرابطة، خاصة عند تسجيل طلبات تأهيل اللاعبين، وهذا ببرمجة كل رابطة دورات تكوينية لفائدة المكلفين بالجانب الإداري للفرق، فضلا عن الحرص على ضمان المداومة اليومية المنتظمة على مستوى الرابطة، وهذا بإشراف الأمناء العامين وكذا المكلفين بتسيير المنصة الرقمية، حتى يتسنى تقديم التوضيحات اللازمة لرؤساء النوادي، والسعي للاستماع إلى انشغالاتهم.
على صعيد آخر، فقد أصرت الفاف على ضرورة تقيّد كل الرابطات بالآجال التي تم تحديدها لإعطاء إشارة انطلاق البطولة في مختلف المستويات، سواء للأكابر أو الأصناف الشبانية، وكذا التواريخ الخاصة بإجراء الأدوار التمهيدية من تصفيات كأس الجزائر في جميع الأصناف، لأن الاتحادية تلح على انطلاق المنافسة في موعدها المحدد، وفي كل الرابطات، الأمر الذي دفع بها إلى إرغام الرابطات الجهوية على برمجة زيارات معاينة لمختلف الملاعب، وإعداد تقارير مفصلة عن وضعية المرافق قبل 15 سبتمبر القادم، بينما تبقى هذه العملية سارية المفعول على مستوى الرابطات الولائية إلى غاية أواخر شهر أكتوبر المقبل، في الوقت الذي ألزمت فيه الاتحادية كل الرابطات بضبط رزنامة مختلف الأفواج، ولكل الأصناف، مع تذكير الأندية بالعقوبات التي مازالت سارية المفعول منذ الموسم الفارط، تفاديا لأي إشكال يخص الوضعية الانضباطية للاعبين، وما لذلك من تأثير على ملفات الاحترازات.
ص/ فرطــاس