تقصّ زوال غد الجمعة، بطولة ما بين الجهات شريط نسختها الخامسة بالنظام الحالي، وذلك بإجراء جولة رفع الستار عن فعاليات الموسم الكروي (2024 / 2025)، على مستوى الأفواج الستة، ولو أن الإنطلاقة ستكون في ظروف استثنائية، لأن بعض الفرق مازالت تتخبط في دوامة من المشاكل، الأمر الذي سيجبرها على دخول غمار المنافسة دون القيام بأي تحضيرات، بينما تبقى أندية أخرى تسابق الزمن لترتيب البيت، وضمان حضورها في جولة التدشين، لتفادي عقوبة الغياب.
الطبعة الجديدة لبطولة ما بين الجهات، ستنطلق في الموعد الذي كان المكتب الفيدرالي قد حدده، وهو إجراء يجسد الصرامة الكبيرة التي التزمت بها الفاف، من خلال إرغام كل الرابطات على التقيّد بالتدابير التي تضمن انطلاق المنافسة في التواريخ المضبوطة، مع رفض أي طلب بخصوص التأجيل، لتكون هذه الصرامة كافية لبداية الموسم الكروي في الدرجة الثالثة من الموسم الكروي قبل 45 يوما من تاريخ انطلاقة نسخة الموسم المنصرم، دون الأخذ في الحسبان الوضعية الداخلية لبعض الفرق، لأن الاتحادية كانت قد ألقت بالكرة في مرمى النوادي، بضبط مختلف التواريخ قبل نهاية شهر جويلية الماضي، وما أن دقت ساعة الحسم حتى اصطدم مسيرو الفرق بالعديد من المشاكل، سيما منها المقترنة بالجانبين الإداري والمالي.
إلى ذلك، فإن تركيبة المجموعة الشرقية تبقى دوما تصنع الحدث في هذا القسم، وذلك في وجود فرق سبق لها اللعب في مستويات أعلى، كما هو الحال بالنسبة لجمعية عين مليلة، المتدحرجة من الرابطة المحترفة إلى وطني الهواة، ثم قسم ما بين الجهات، رغم أن وضعية “لاصام” مازال معلقة، بسبب التواجد تحت طائلة عقوبة الفيفا، وقد لاحت مؤشرات الإنفراج في الأفق أمس، الأمر الذي قد يسمح لأبناء “قريون” بالاستفادة من قرار رفع العقوبة، ودخول غمار البطولة، كما يضم هذا الفوج فريقين آخرين سبق لهما التواجد في الرابطة المحترفة، وهما شباب عين فكرون وشبيبة سكيكدة، بينما بصم كل ترجي قالمة واتحاد تبسة على مرور عبر القسم الوطني الأول بنظامه السابق، مما يعني بأن المجموعة الشرقية، تعرف تواجد خماسي كان قد لعب في الدرجة الأولى من البطولة الوطنية.
هذه المعطيات، ليست المعيار الكافي لرسم معالم دائرة التنافس على ورقة الصعود، بحكم أن المنافسة في فوج الشرق تحتفظ بالكثير من الخصوصيات، ولو أن مؤشرات التحضير كانت قد وضحت الرؤية نسبيا بشأن وضعية كل فريق، لأن اتحاد الفوبور ونجم تازوقاغت، وبدرجة أقل جمعية عين كرشة، ترجي قالمة، شباب بوجلبانة، اتحاد سدراتة وشباب عين فكرون، كانت قد دخلت في صلب الموضوع، مما سيمنحها أفضلية ميدانية تقترن بالجاهزية البدنية للاعبين مقارنة بباقي الأندية، بينما طفت على السطح إشكالية عقوبة الفيفا بالنسبة لجمعية عين مليلة، في حين انطلقت فرق أخرى في التحضيرات قبل أقل من أسبوعين عن موعد انطلاق البطولة، كما هو حال شبيبة سكيكدة، اتحاد بوخضرة، نجم بني والبان، نصر الفجوج وشباب عين ياقوت.
بالموازاة مع ذلك، فإن وضعية وداد زيغود يوسف شذت عن المألوف، لأن الفراغ الإداري الذي يعيش على وقعه النادي منذ نهاية عهدة بوسميد، وضعت مستقبل “الوازي” على كف عفريت، ومشاركته في جولة التدشين مازالت لم تترسم بعد، رغم تسوية مديرية الشباب والرياضة لولاية قسنطينة لوضعية الانخراط في الرابطة، في حين سيدخل كل من شباب ميلة واتحاد تبسة الموسم الجديد دون إجراء أي حصة تدريبية، لأن “السيبيام” عاشت أزمة إدارية معقدة، بينما عاد الهدوء إلى عش “الكناري” التبسي بموافقة الرئيس عوايشية على البقاء لعهدة أخرى، وقد شاءت الصدف أن يلتقي الفريقان في جولة رفع الستار، في وضعية متشابهة، والقراءة الأولية في تحضيرات الفرق وكذا الإستقدامات تضع أندية اتحاد الفوبور، ترجي قالمة، نجم تازوقاغت، شباب عين فكرون، جمعية عين مليلة وشبيبة سكيكدة في خانة المرشحين على الورق للتنافس على ورقة الصعود.
ص / فرطــاس
