توحي القراءة الأولية في معطيات الجولة الخامسة من بطولة الرابطة الثانية ببقاء دار لقمان على حالها على مستوى قمة هرم ترتيب المجموعة الشرقية، في ظل حيازة الرائد مستقبل الرويسات على أفضلية تعبد له الطريق نحو تحقيق الفوز الخامس تواليا، وبالمرة مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، بينما ستكون كوكبة المطاردة في مأموريات متباينة، والإثارة ستكون بملاعب عنابة، باتنة، التلاغمة وجيجل، في الوقت الذي تبقى فيه كوكبة المؤخرة في رحلة البحث عن أول انتصار، ومهمة الاتحاد السوفي في ضخ أولى النقاط ستكون معقدة، أمام مستضيف يعاني من جهته.
ولعل ما يرجح كفة مستقبل الرويسات، لمواصلة العزف المنفرد على أوتار الريادة استفادته من ورقتي الأرض والجمهور، بصرف النظر عن وضعية الضيف هلال شلغوم العيد، لأن السير بريتم سريع في بداية الموسم الجاري، جعلت الضيف “المتمرد” يسرق الأضواء، ومباراة غد الجمعة ستكون بمثابة امتحان تأكيد النوايا، رغم أن المأمورية ليست سهلة، لأن تشكيلة “الشاطو” وجدت توازنها تدريجيا، بعد تجاوزها آثار نقص التحضيرات، وإحراز انتصارين متتاليين جسد هذا الطرح، الأمر الذي يضعها أمام اختبار ميداني جدي، بالنزول في ضيافة قائد القافلة.
إلى ذلك، فإن الإثارة ستكون حاضرة بملعب عنابة، أين سيخوض الاتحاد المحلي قمة تقليدية، يلاقي فيها مولودية قسنطينة، في لقاء يتواجد طرفاه في نفس المركز، لكن باختلاف كبير في الناحية البسيكولوجية، لأن أبناء “بونة” سجلوا انطلاقة جد موفقة، والانتصار الأخير بالوادي أعطاهم شحنة معنوية كبيرة، في حين يبقى فريق مولودية قسنطينة على وقع الهزيمة التي تلقاها في عقر الديار، وما انجر عنها من عقوبة على المدرب صحراوي، والخروج من هذا المنعرج يستوجب الانتفاضة، ولو أن المهمة جد معقدة، مادام “الطلبة” يتواجدون في “فورمة”، ورهانهم كبير على هذا “الكلاسيكو” لتحقيق ثالث انتصار في الموسم، ومواصلة المسيرة دون هزيمة، في انتظار تسوية الرزنامة.
من جهة أخرى، فإن نادي التلاغمة، المتواجد ضمن كوكبة الوصافة، سيستفيد من أفضلية العوامل الكلاسيكية وهذا باستقبال مولودية باتنة، في مباراة تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، لأن “البوبية” متعودة على التألق في ملعب خبازة، و”سيناريو” نهاية الموسم الماضي يبقى “النموذج”، لكن المعطيات تغيرت هذه المرة، على اعتبار أن الضيوف يمرون بأزمة نتائج، بينما يتواجد “التلاغمية” أمام حتمية تمرير الإسفنجة على الثلاثية الأخيرة التي تلقوها بورقلة، وبالتالي مواصلة التموقع في برج المراقبة، والحسابات ذاتها تنطبق على سفرية اتحاد الحراش إلى باتنة، لأن الضيوف مازالوا يحافظون على سجلهم خاليا من الهزائم، و”الكاب” ملزم بالانتفاضة للخروج مبكرا من عنق الزجاجة، خاصة وأن الحصاد داخل الديار انحصر في نقطة واحدة إلى حد الآن.
على صعيد آخر، فإن سفرية اتحاد الشاوية إلى جيجل تبقى بحسابات مكشوفة، لأن سعي “النمرة” لتذوق طعم الانتصار لأول مرة منذ بداية المشوار، وتخطي سلسلة التعادلات يقابله رهان أبناء “سيدي رغيس” على نتيجة إيجابية، سيما وأنهم كانوا قد تفادوا الهزيمة في تنقلين سابقين، في الوقت الذي تتواجد فيه جمعية الخروب في أفضل رواق للاهتداء مجددا إلى سكة الانتصارات، بعد الاكتفاء بنقطة في تنقلين متتاليين، لأن استقبال اتحاد خميس الخشنة يمنح “لايسكا” أفضلية على الورق لكسب الرهان، بالنظر إلى الظروف التي يعيش على وقعها الضيوف.
ص / فرطــاس