نجحت أمس، جمعية الخروب في حسم المواجهة المحلية أمام الجار مولودية قسنطينة بثنائية دون رد بالأداء والنتيجة، في لقاء اتسم بروح رياضية عالية قبل وأثناء وبعد المقابلة.
بداية اللقاء كانت حذرة من الجانبين رغم تحصل «لايسكا» على ركنية في أول دقيقة لم تأت بالجديد، لتتحصل بعدها الجمعية مباشرة على فرصة سانحة للتهديف، عندما تخلص اللاعب مخالفة من الرقابة ومرت تسديدته ببضعة سنتمترات عن إطار مرمى مدور، لتحاول بعدها المولودية تهدئة اللعب عبر التمريرات العرضية في منطقتها، مع ترقب الخروبية لأي خطأ قد يقع فيه محور دفاع منافسهم، المكون من الثلاثي بن ساحلي وتواتي وبلحرش.
وفي الدقيقة 12، سجلنا أول لمس للكرة لحارس الجمعية بوحالة، بعد تسديدة بريوط، أما أخطر محاولة للضيوف فكانت بعد دقيقتين بعد تحرر هادف من المراقبة، لكن تسديدته مرت بجوار القائم الأيمن بقليل، ليرد عليه بولجدري، بتسديدة في الدقيقة 19 أخرجها دفاع الموك بصعوبة إلى الركنية.
ومع مرور الدقائق، اتضح أن أشبال صحراوي لم يركنوا كلية للدفاع، رغم الرسم التكتيكي والاعتماد على خمسة مدافعين، وتركز اللعب أكثر في وسط الميدان، ولم يجد أصحاب الأرض الحلول للوصول إلى مرمى مدور خلال النصف ساعة الأولى، كما كان هداف الجمعية قريوة تحت حراسة مشددة، ولم يحصل على تمريرات كثيرة، وكانت أغلب الكرات العالية التي اعتمد عليها الخروبية دون عنوان، وكاد مخالفة أن يفتتح باب التهديف للايسكا في الدقيقة 30 بتسديدة قوية من على بعد 30 مترا أوقفها الحارس مدور بصعوبة على مرتين.
أما أخطر محاولة في الشوط الأول، فكانت في الدقيقة 32 للضيوف، بعد تمريرات قصيرة، لتصل الكرة إلى باخيرة الذي ارتطمت تسديدته القوية بالعارضة، ليفوت على الموك فرصة فتح باب التسجيل، ليرد عليه فنيري بتسديدة تصدى لها مدور بصعوبة.
وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، تمكنت الجمعية من فك شفرة دفاع الموك، حيث جاء الحل عن طريق مدافعي لايسكا، بعد ركنية وجدت القائد محرزي الذي حول الكرة برأسه إلى المدافع بوطمينة ليسكن الأخير الكرة في الشباك محررا أنصار الجمعية.
مع بداية الشوط الثاني، قام المدرب صحراوي بتغيير إستراتيجيته بحثا عن التعديل، وقام بإخراج المدافع بلحرش وأقحم المهاجم زموج.
ولم تترك الجمعية الفرصة للموك لتنظيم الصفوف، وفي الدقيقة 50 يفلت الهداف قريوة من المراقبة، ويسدد كرة أرضية باغتت الحارس مدور، ليرفع رصيده إلى 7 أهداف، غير أنه رفض الاحتفال احتراما لأنصار فريقه السابق.
لتتساقط بعدها أمطار رعدية غزيرة على ملعب عابد حمداني، زادت من جمالية المقابلة، ليلعب بعدها المدرب صحراوي آخر أوراقه للعودة في النتيجة وأقحم بتشين، ماضي وبن عياش، مكان بوكرسي ولعلاوي وباخيرة.
وضيع قريوة في الدقيقة 61 فرصة قتل المقابلة، بكرة زاحفة مرت بجوار القائم بقليل، ليرد عليه البديل بن عياش بتسديدة كادت تباغت الحارس بوحالة، كما اعتمد دفاع لايسكا على مصيدة التسلل لمحاولة امتصاص اندفاع الضيوف، الباحثين عن العودة في النتيجة.
نصف الساعة الأخير، شهد ارتفاع نسق المقابلة وأصبح كل فريق قادر على التسجيل، مع أفضلية نسبية للجمعية التي لعبت بذكاء قصد اقتصاد المجهود بعد سفرية ورقلة الطويلة، حيث قام المدرب الخروبي ترعي بإقحام الشاب لشطر مكان سياب، قصد منح نفس جديد في وسط الميدان.
ولم تستغل المولودية بعض الفرص القليلة التي تحصلت عليها في العشر دقائق الأخيرة، وبالأخص المخالفة التي أبعدها الدفاع الخروبي، ولم يغلق المدرب الخروبي اللعب، وتوضح هذا من خلال التغييرات الأخيرة أين أقحم المهاجم قدور الشريف مكان فنيري، قبل أن يعلن بعدها الحكم نهاية المقابلة، بفوز صريح لجمعية الخروب بثنائية دون رد وفرحة أنصار لايسكا الذين تصالحوا مع لاعبيهم.
فوغالي زين العابدين