حسم أمس، مستقبل الرويسات القمة التي جمعته بالمستضيف اتحاد عنابة بهدف قاتل من ضربة جزاء في اللحظات الأخيرة، في مقابلة لم ترق إلى المستوى المطلوب من الناحية الفنية، لكن واقعية الضيوف كانت «مفصلية»، لأن أبناء «بونة» كانوا خارج الإطار، ولم يجدوا ضالتهم، خاصة على مستوى القاطرة الأمامية، الأمر الذي كلفهم أول هزيمة في الموسم، وكان في عقر الديار أمام متصدر الترتيب.
المقابلة التي جرت بحضور أزيد من 25 ألف متفرج، عرفت دخول المحليين بإيقاع هجومي، وذلك في محاولة للنيل مبكرا من مرمى الحارس رحال، إلا أن الاندفاع صوب الهجوم كان بطريقة عشوائية، مما سهل من مهمة الزوار في التحكم في الأوضاع، وهذا بتوزيع الحصن الدفاعي على جدارين، والاستحواذ على منطقة وسط الميدان، سيما بعد التغيير الاضطراري للمحليين، بخروج بوعزيز إثر تعرضه لإصابة.
الخيارات التكتيكية لمدرب الرويسات غيموز، أجبرت نظيره لكناوي على المراهنة على الرواقين، سعيا لإيجاد المنافذ المؤدية إلى مرمى رحال، لكن دون تشكيل خطورة كبيرة، بدليل أن أول فرصة تستحق الذكر كانت بعد مرور 25 دقيقة، لما تخلص بلهاني من المراقبة، غير أن تسديدته انتهت بين أحضان حارس الضيوف، في حين جاء رد فعل الرويسات من عمل فردي قاده جحدو، في اللحظات الأخيرة من المرحلة الأولى.
«فيزيونومية» اللعب تغيرت مع بداية الشوط الثاني، لأن لكناوي فضل إقحام هشام مختار، بحثا عن خيار هجومي إضافي، لكن التنظيم الدفاعي المحكم للزوار مكنهم من المحافظة على توازنهم في الخط الخلفي، وقد كانت أخطر فرصة للمحليين في الدقيقة 65، عندما وجد هشام مختار نفسه أمام الحارس رحال، لكنه لم يتمكن من إيداع الكرة في عمق الشباك.
مع مرور الدقائق، راهن مدرب الضيوف على دردوري كبديل بنية التوجه صوب الهجوم، بمرتدات سريعة، وهو الخيار الذي كان ناجحا، لأن هذا «الكوتشينغ» كلل بضربة جزاء في الدقيقة 87، أعلنها الحكم بن براهم، وسط احتجاجات عارمة للمحليين على قراره، تولى تنفيذها بنجاح شلابي، مانحا الفوز لفريقه، لأن الدقائق المتبقية شهدت العديد من التوقفات، مع تشنج الأعصاب، لكن دون تغيير في النتيجة.
صالح / ف