حقّق أمس، اتحاد عنابة الأهم، باهتدائه مجددا إلى سكة الانتصارات، إثر تخطي عقبة شبيبة جيجل بسلام، ولو بشق الأنفس، لأن الفوز كان بمثابة جرعة أوكسجين لأبناء «بونة»، بالنظر إلى الأزمة التي عاشوا على وقعها، جراء تراجع النتائج في آخر 3 جولات، بينما تواصلت هشاشة «الجواجلة» في السفريات.
المقابلة عرفت انطلاقة بطيئة، لأن توجه المحليين صوب الهجوم، سعيا للنيل مبكرا من شباك الحارس فيلالي كان بطريقة عشوائية، بالاعتماد على الكرات العرضية الطويلة، والتي لم تشكل أي خطورة على مرمى الزوار، بينما ارتأى مدرب «النمرة» الهادي خزار، انتهاج خطة دفاعية محضة، وذلك بتعزيز القاعدة الخلفية، انطلاقا من وسط الميدان.
هذه الخيارات، جعلت ريتم المباراة بطيئا، مع قلة الفرص السانحة للتهديف، لأن استحواذ أبناء «بونة» على الكرة في منطقة وسط الميدان، لم يكن كافيا لتهديد مرمى فيلالي، بل على العكس من ذلك، فإن أول فرصة خطيرة في اللقاء كانت من جانب الضيوف، بعد سوء تفاهم بين المدافع نمديل وحارسه بوسدر، والذي كاد أن يكلف الاتحاد هدفا، إثر تخلص ريغي من المراقبة، الأمر الذي أجبر الحارس العنابي التدخل خارج منطقته، لشل فرصة هدف محقق، ليطالب بعدها أهل الدار بضربة جزاء في الدقيقة 22، إثر العرقلة التي تعرض لها هشام مختار داخل منطقة العمليات، إلا أن الحكم بوسليماني، أمر بمواصلة اللعب وسط احتجاجات مطولة للعنابيين على قراره.
ومع مرور الدقائق، اتضح جليا تأثر لاعبي الاتحاد من الناحية النفسية، وقد أهدر طويل فرصة افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 34، رغم تواجده في وضعية مواتية، حيث انتهت تسديدته بين أحضان الحارس فيلالي، لتكون أخطر فرصة في هذا الشوط للضيوف، في الوقت بدل الضائع، لما انفلت بوفليغة على الجهة اليسرى، وتسديدته تصدى لها بوسدر بشجاعة، منقذا فريقه من هدف محقق.
«فيزيونومية» اللعب تغيرت مع بداية المرحلة الثانية، لأن الاتحاد رمى بكامل ثقله في الهجوم، وفرض ضغطا مكثفا على منطقة الحارس فيلالي، الذي تحمل ودفاعه ضغط المباراة، وقد كانت أخطر الفرص تلك التي صنعها شعيبي في الدقيقة 59، والتي تصدى لها حارس «النمرة» ببراعة، لتشهد الدقيقة 65 إعلان الحكم بوسليماني عن ضربة جزاء، إثر الهفوة التي ارتكبها المدافع بوكاف على البديل الدوسن داخل منطقة العمليات، وهي الركلة التي تولى تنفيذها مختار هشام بنجاح، مانحا الأسبقية للاتحاد.
هذا الهدف خلص لاعبي وأنصار اتحاد عنابة من ضغط نفسي رهيب، لكنه بالموازاة مع ذلك دفع بالمدرب المؤقت بودار إلى القيام ببعض التغييرات التكتيكية، وذلك بإقحام الثنائي بعلي وتومي لتعزيز الخط الخلفي، بنية المحافظة على التفوق، خاصة وأن الزوار خرجوا من قوقعتهم، وبادروا إلى نقل الخطر إلى مرمى بوسدر، وكانت أخطر فرصة من صنع بعزيز، في الدقيقة 80، لكنه لم يستغل وضعيته داخل منطقة العمليات، وقد تواصل ضغط الضيوف دون النجاح في التعديل إلى غاية إطلاق بوسليماني، صافرة النهاية بفوز معنوي للعنابيين.
ص / فرطاس