صبّت أمس، مخلفات الجولة 18 لبطولة الرابطة الثانية في رصيد مستقبل الرويسات، الذي عزز مركزه الريادي في ترتيب المجموعة الشرقية، وعمق الفارق عن أقرب الملاحقين إلى 7 نقاط، الأمر الذي مكنه من قطع خطوة إضافية نحو تجسيد حلم الصعود التاريخي إلى الرابطة المحترفة، خاصة وأنه استثمر في تعادل الملاحقين الحراش وعنابة، في الوقت الذي مازالت فيه الرؤية غامضة على مستوى قاعدة الهرم، لأن شبح السقوط يهدد قرابة نصف تركيبة الفوج، مع ابتعاد كل من اتحاد الشاوية، هلال شلغوم العيد، وقطبي ولاية قسنطينة نسبيا عن الحسابات، في أعقاب نجاح كل فريق في الخروج من هذه الجولة بالزاد كاملا، وإنجاز «الموك» كان خارج القواعد.
هذه الإفرازات نتجت عن نجاح مستقبل الرويسات في كسب الرهان في «الديربي» الذي جمعه بالمستضيف اتحاد ورقلة بثنائية دردوري وبلخيرة، مما سمح له بمواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، على وقع الانتصارات المتتالية، لكنه استفاد من تعادل الوصيف اتحاد الحراش بملعبه، في القمة الذي استضاف فيها اتحاد عنابة، والتي شهدت نهاية «دراماتيكية»، على اعتبار أن أهل الدار تحصلوا على ضربة جزاء، تولى تنفيذها المخضرم العقبي، غير أن براعة الحارس بوضياف حالت دون اهتزاز شباكه، لتسجل «صفراء الضاحية» ثاني تعثر لها داخل الديار هذا الموسم، وهذا التعادل كان بمثابة «هدية» رياضية تلقاها مستقبل الرويسات، لأنه كان بوزن نقطتين إضافيتين في هامش المناورة، ولو أن العنابيين رهنوا نسبة كبيرة من حظوظهم في تحقيق الصعود، لأنهم أصبحوا يتأخرون، بما يعادل رصيد 4 مباريات عن الرائد الحالي.
أما على مستوى قاعدة الهرم، فإن دار لقمان تبقى على حالها بمحافظة مثلث السقوط على نفس التركيبة، خاصة وأن الاتحاد السوفي تجرع مرارة الهزيمة بملعبه على يد مولودية قسنطينة، في مقابلة عرفت نجاح المستقدمين الجديدين الدوسن وهضام في البصم على أول فوز للموك في مرحلة الإياب، وعليه فإن «السوافة» وضعوا القدم الأولى في القسم الأسفل، حالهم حال الجار أولمبي المقرن، الذي تأزمت أوضاعه بعد الهزيمة التي مني بها في أم البواقي على يد اتحاد الشاوية، بينما يبقى شباب برج منايل المنهزم بشلغوم العيد، ثالث ضلع في مثلث النزول.
هذه المعطيات، ساهمت في رسم معالم دائرة التنافس من أجل تفادي السقوط، ولو أن جمعية الخروب، مدت خطوة عملاقة نحو ترسيم «النجاة»، إثر الانتصار الثمين المحقق على شبيبة جيجل بهدف غزالي، مع تضييع يدادان ضربة جزاء للضيوف، حرمت «النمرة» من تعادل ثمين، في حين واصل نادي التلاغمة التراجع، بانهياره في بومرداس أمام اتحاد خميس الخشنة، مما أبقاه على مشارف منطقة الجاذبية، رفقة قطبي مدينة باتنة.
ص / فرطــاس
