موقعة تخفي في طياتها عدة تحديات ومخاطر: المنتخب في مواجهة منافس متذبذب والحذر مطلوب!

تتجه أنظار محبي الخضر إلى المواجهة المرتقبة بين المنتخب الوطني ونظيره البوتسواني، في لقاء يبدو للوهلة الأولى في متناول أشبال بيتكوفيتش، لكنه يخفي بين طياته العديد من التحديات والمخاطر، فرغم تواضع تاريخ بوتسوانا على الساحة الكروية، إلا أن نتائجه الأخيرة تعكس منتخبا قادرا على الإطاحة بالكبار، ما يستوجب التعامل مع المباراة بأقصى درجات الجدية والصرامة.
ويتميز أداء المنتخب البوتسواني على أرضه بعدم الاستقرار، حيث حقق بعض الانتصارات اللافتة، كما هو الحال عندما أسقط منتخب غينيا في تصفيات مونديال 2026، وفوزه على جزر الرأس الأخضر في تصفيات كأس إفريقيا 2025، غير أن هذه الانتصارات رافقتها هزائم ثقيلة، على غرار سقوطه المدوي برباعية نظيفة أمام المنتخب المصري في تصفيات «الكان»، وخسارته بثلاثة أهداف لهدفين أمام موزمبيق في مستهل مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقبلة، وهذه النتائج المتضاربة تعكس عدم استقرار أداء هذا المنتخب، لكنها في ذات الوقت تؤكد قدرته على تحقيق المفاجآت متى وجد الظروف المناسبة.
وإذا كان منتخب بوتسوانا قد عُرف سابقا بضعفه داخل وخارج قواعده، فإنه في الآونة الأخيرة أثبت العكس، بعدما فرض التعادل على المنتخب المصري في القاهرة، وهو ما يؤكد أنه لم يعد ذلك المنافس الهش الذي يسهل تجاوزه، وهذه النتيجة وحدها كفيلة بلفت انتباه أسرة المنتخب الوطني إلى ضرورة أخذ المباراة بأقصى درجات الجدية، خاصة في ظل العوامل الصعبة التي تحيط بالمواجهة.
فبالإضافة إلى جاهزية المنافس، سيواجه المنتخب عدة عراقيل في هذه المباراة، لعل أبرزها الظروف المناخية القاسية، حيث ستُلعب المواجهة تحت حرارة مرتفعة ورطوبة عالية، وهو ما يشكل تحديا بدنيا إضافيا، خصوصًا مع برمجة اللقاء في فترة الظهيرة، كما أن الغيابات العديدة في صفوف الخضر ستزيد من تعقيد المهمة، حيث سيفتقد المنتخب لأسماء وازنة مثل ماندريا، توغاي، عوار، بن ناصر، بونجاح، حاج موسى، عبدلي وزروقي، ما يجعل الناخب الوطني مضطرا إلى البحث عن حلول بديلة لسد هذه الفراغات.
ومع احتلال المنتخب الوطني صدارة مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، يدرك رفقاء رياض محرز أن أي تعثر في هذه المواجهة، قد يعقد الحسابات مستقبلا، خصوصا مع تقارب النقاط بين المنتخبات، ورغم أن كتيبة بيتكوفيتش تبدو نظريا المرشح الأبرز للفوز، إلا أن كرة القدم لا تعترف إلا بالميدان، وستكون الجدية والتركيز مفتاح تجاوز هذا الامتحان الصعب.
سمير. ك