لم يكن التوقف الدولي لشهر مارس عاديا بالنسبة للكرة الجزائرية، فقد شهد ميلاد نجم جديد في سماء المنتخب الوطني، اسمه محمد الأمين عمورة، الذي نصب نفسه أحد أبرز المهاجمين على الساحة الكروية الإفريقية والعالمية، حيث تألق نجم فولفسبورغ الألماني بشكل لافت، مُسجلا خمسة أهداف، وصانعا تمريرة حاسمة في مباراتين فقط، متفوقا على نجوم كبار في مختلف القارات.
وفي مباراة تاريخية أمام موزمبيق ضمن تصفيات المونديال، خطف عمورة الأضواء بتسجيله ثلاثية رائعة، ليصبح أول لاعب في تاريخ الخضر يحقق «هاتريك» في تصفيات المونديال، كما أضاف تمريرة حاسمة، ليقود الخضر لفوز عريض بنتيجة (5-1).
وأكدت هذه المباراة موهبة ابن مدينة جيجل، الذي يملك قدرة تهديفية مذهلة، وذكاء تكتيكيا يجعله أحد أخطر المهاجمين في القارة السمراء في الوقت الحالي. ولم يكن هذا الأداء مجرد لحظة تألق عابرة، فقد سبق لعمورة أن سجل ثنائية في شباك بوتسوانا قبل أيام، ليصل إلى خمسة أهداف في التصفيات، ما يجعله ثاني هدافي القارة الإفريقية خلف المصري محمد صلاح، لكن بمعدل مباريات أقل.
ورفع عمورة مع هذا التألق اللافت رصيده من الأهداف الدولية إلى 13 هدفا، بالإضافة إلى تقديمه 4 تمريرات حاسمة، في 33 مباراة خاضها مع الخضر، وقد جعلته هذه الأرقام من بين أكثر المهاجمين تأثيرا مع المنتخب الوطني خلال السنوات الأخيرة، مما يؤكد أنه تحول إلى رقم صعب في حسابات بيتكوفيتش.
من لاعـب احتـياطـي إلى نجم المنتـخب
ما يميز قصة عمورة أنه لم يكن لاعبا أساسيا في تشكيلة المنتخب خلال فترة المدرب بلماضي، وحتى بعد قدوم المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، لم يكن ضمن الركائز الأساسية ولكنه لم يستسلم، وعمل بجد ليحجز مكانه في التشكيلة، مستغلا الفرصة بأفضل طريقة ممكنة.
وبات اسم عمورة اليوم متداولا بقوة في الساحة الكروية، خاصة أنه استطاع تحقيق إنجازات لم يسبق لأي لاعب جزائري أن حققها في مثل هذا العمر( 24 سنة)، فقد انضم إلى قائمة هدافي الخضر الذين سجلوا ثلاثيات، على غرار عبد الحفيظ تاسفاوت وإسلام سليماني وبن ساولة.
تألق محلي وأوروبــي
ولم يقتصر تألق عمورة على المنتخب فقط، بل يواصل عروضه القوية مع ناديه فولفسبورغ الألماني، حيث سجل 13 هدفا هذا الموسم، بأداء لافت جعله واحدا من أبرز المهاجمين الشباب في أوروبا، ما قد يفتح أمامه أبواب الانتقال إلى ناد أكبر في المستقبل القريب، وهو المطلوب بقوة في الدوري الانجليزي الممتاز.
وما يجعل عمورة مهاجما استثنائيا هو امتلاكه لمزيج من السرعة، المهارة، ودقة التهديف، فهو قادر على تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص، ويمتلك حسا تهديفيا عاليا، يجعله خطيرا داخل منطقة الجزاء، كما يتميز بقدرته على اللعب في أكثر من مركز، سواء كرأس حربة أو جناح، ما يمنحه مرونة تكتيكية كبيرة.
مستقبل مشرق ينتظر جوهرة الجزائر
بعد هذا الأداء الرائع، بات من الواضح أن عمورة سيكون أحد الركائز الأساسية في تشكيلة المنتخب خلال السنوات القادمة، فالمنتخب الذي طالما بحث عن مهاجم من الطراز العالمي، قد وجد ضالته في لاعب يمتلك كل المقومات، ليكون أحد أفضل المهاجمين في تاريخ الخضر.
ويؤكد أهل الاختصاص أن ما حققه عمورة في فترة التوقف الدولي الأخيرة، ليس سوى بداية لمسيرة واعدة، وإذا استمر على هذا النهج، فقد يكون قريبا من التوهج في المحافل العالمية، على غرار مونديال 2026 الذي قد يكون بوابته للتألق.
سمير. ك
