السبت 29 مارس 2025 الموافق لـ 29 رمضان 1446
Accueil Top Pub

ظهور معالم مشروع لعب جديد: المرونة التكتيكية و"لامركزية اللعب" سر تفوّق بيتكوفيتش

ظهرت اللمسة الفنية للناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش واضحة في الفوز العريض بخماسية المحقق أول أمس، أمام الضيف الموزمبيق في الجولة السادسة عن المجموعة السابعة لتصفيات مونديال 2026، ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يبرز فيها المدرب البوسني قدرته على التعامل مع مباريات الخضر بمرونة تكتيكية عالية، مع منح لاعبيه «لامركزية في اللعب»، تجعلهم أكثر حرية وإبداعا فوق أرضية الملعب، خاصة مع أسماء من طينة ونوعية عمورة.
واعتمد المدرب بيتكوفيتش مرة أخرى على خطة 4-3-3 في المباراة أمام موزمبيق، وهو نفس الرسم التكتيكي الذي وظفه في المواجهة الماضية أمام بوتسوانا، وظل المدرب البوسني وفيا لهذه الخطة في فترة التوقف الدولي لشهر مارس، وذلك بعد أن اعتمد على خطة 3-4-3 في المباراتين السابقتين أمام غينيا الاستوائية وليبيريا في الجولتين الخامسة والسادسة لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، خلال تربص شهر نوفمبر الماضي.
وعموما أثبت بيتكوفيتش أو «الدكتور» –مثلما يلقب- أنه يملك فكرا تكتيكيا مرنا، وقدرة على التعامل مع المباريات حسب ظروفها الخاصة، ووفقا لنوعية المنافسين، وتظهر هذه المرونة والتنوع التكتيكي في نوعية الخطط التي وظفها منذ توليه مهمة الإشراف على تدريب الخضر، حيث قادهم في 12 مباراة حتى الآن ما بين الوديات والرسميات، اعتمد فيها على خطة 4-3-3 في 4 مناسبات أمام أوغندا والطوغو في لومي وبوتسوانا وموزمبيق.
واتجه الناخب الوطني نحو توظيف خطة 4-2-3-1 في 4 لقاءات كذلك أمام جنوب إفريقيا وغينيا ثم غينيا الاستوائية في الجزائر، بالإضافة إلى المواجهة أمام الطوغو في الجزائر أيضا، في حين أنه لجأ إلى خطة 3-4-3 في 3 مباريات أمام ليبيريا ذهابا وإيابا، بالإضافة إلى المباراة أمام غينيا الاستوائية بملعب الأخيرة في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، فيما طبق في لقاء منتخب بوليفيا أسلوب لعب 4-4-2.
وسمحت هذه المرونة التكتيكية والاعتماد على خطط فنية متعددة، حسب ظروف المباريات ونوعية المنافسين للمدرب بيتكوفيتش بتحقيق 9 انتصارات وتعادلين اثنين، مقابل التعرض لهزيمة واحدة فقط في 12 مباراة قادها للخضر حتى الآن.
وبالإضافة إلى تفوقه التكتيكي وحسن قراءته للمباريات، وقلبه لنتيجة الكثير منها في الأشواط الثانية خلال تجربته المهنية الحالية مع المنتخب الوطني، فإن فلسفة تدريب «بيتكو» تقوم في جزء منها على منح لاعبيه حرية في التمركز وتبادل الأدوار، خاصة في خط الهجوم، وهذا ما يسمى لدى أهل الاختصاص بـ «اللامركزية في اللعب».
وتأكدت هذه «اللامركزية في اللعب» بالنسبة لطريقة لعب المنتخب في المواجهة أمام موزمبيق، حيث كانت يتبادل لاعبون مثل عمورة وغويري الأدوار والمراكز فوق أرضية ميدان، إذ كان يتحول الجناح الأيسر عمورة إلى مهاجم صريح، فيما يأخذ غويري المهاجم الصريح مركزه كجناح أيسر، وأثمرت هذه الاستراتيجية عن تسجيل الخضر لأهداف في شباك «الأفاعي السوداء»، وقبلها في مرمى بوتسوانا وباقي المنتخبات التي واجهها المنتخب خلال الفترة الأخيرة.
ويظهر من خلال المرونة التكتيكية وخطط اللعب المتنوعة واللامركزية في اللعب والحرية التي يمنحها المدرب بيتكوفيتش للاعبيه منذ قدومه لتدريب المنتخب الوطني أن هذا الأخير دخل عهدا جديدا، يقوم فيه «الخضر» ببناء مشروع لعب جديد، يؤكدون من خلاله أنهم لم يبقوا كتابا مفتوحا بالنسبة للمنافسين، وبأن الفوز عليهم لن يكون مهمة سهل المنال.
وبالإضافة إلى اللمسة الفنية والخططية، منح المدرب بيتكوفيتش التشكيلة الوطنية الكثير من الهدوء، وهو الهدوء الذي انعكس بشكل إيجابي على أدائهم ونتائجه فوق أرضية الملعب، وذلك دون نسيان الروح الأخوية الكبيرة الموجودة بين اللاعبين، والتي سمحت لهم بالتأهل إلى بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، ووضع خطوة نحو العبور إلى مونديال 2026 كذلك.
صالح بوتعريشت

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com