رهن سهرة أول أمس اتحاد الجزائر حظوظه في الظفر بلقب رابطة أبطال إفريقيا والإبقاء على أمجد وأهم الكؤوس القارية في الجزائر، بعد سقوطه في حديقته «عمر حمادي» أمام الضيف الكونغولي تي بي مازيمبي بنتيجة (1/2)، ما يجعل سفريته إلى لومومباشي بعد أسبوع محفوفة بالمخاطر.
الاتحاد الذي دخل النهائي «الكبير» بأفضلية العوامل الكلاسيكية والتكهنات، في أعقاب تألقه اللافت في دور المجموعات وفي لقائي المربع الذهبي، تعرض لسقوط مدو وتجرع مرارة خسارة لم يراهن عليها أكثر المتشائمين، حيث كان رفقاء القائد خوالد ظلا لأنفسهم فوق المستطيل الأخضر وعجزوا عن فرض إيقاعهم وأسلوب لعبهم، أمام منافس استثمر جيدا في نضج وخبرة وإمكانات لاعبيه، و لعب على أخطاء سوسطارة القاتلة خاصة في القاطرة الخلفية التي كانت خارج الإطار.ولئن كانت الكرة تحتكم لمنطق الربح والخسارة، فإن تضييع ممثل الجزائر فرصة دخول التاريخ من بابه الواسع كان نتاج عدة عوامل اجتمعت في سهرة لن ينساها محبو الفريق والجمهور الرياضي الجزائري لفترة طويلة، بداية بسوء اختيار الملعب الذي احتضن النهائي، على اعتبار أن صغر ملعب عمر حمادي والضغط الجماهيري انعكس سلبا على لاعبي الاتحاد، سيما بعد قلب الزوار الطاولة في وجه المضيف، حيث تاه خوالد ورفاقه فوق المستطيل الأخضر وافتقدوا للتركيز اللازم في مثل هذه المواعيد الكبيرة، ما كشف بالمقابل هشاشة التحضير النفسي للمجموعة التي افتقدت للحضور الذهني على مدار التسعين دقيقة، وبالنظر لغياب التركيز خسر أشبال ميلود حمدي جل الصراعات الثنائية حتى بعد العودة من غرف حفظ الملابس، أين واجهوا منافسا منقوصا عدديا، بعد طرد الهداف كالابا في الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى، و أين كان الجميع يراهن على خطاب الربان حمدي في فترة الراحة لإعادة قاطرة الفريق إلى السكة، و إيجاد الكلمات المناسبة لتوجيه اللاعبين و إعادتهم إلى أجواء اللقاء، ليتبين مع بداية المرحلة الثانية أن التقني حمدي لم يحسن قراءة المباراة و لا المنافس، فجاءت تغييراته شكلية و لم تعط الإضافة المرجوة، على اعتبار أن التغيير اقتصر على الأسماء دون أسلوب اللعب، حيث تفاجأ متتبعو النهائي بوقوع فرحات و كودري والعرفي وباقي أفراد الكتيبة في فخ التسرع و الكرات الطويلة المباشرة التي خدمت كثيرا لاعبي مازيمبي المتكتلين بطريقة جيدة في منطقتهم، والأغرب أن افتقاد رفاق زماموش للثقة بالنفس و الجري وراء هدف التعديل منذ تلقيهم هدف السبق في الدقيقة 27، يؤكد افتقارهم للخبرة والتجربة على هذا المستوى، وهو حال مدربهم ميلود حمدي الذي تأكد مع تعاقب الدقائق أنه لم يحضر «الخطة ب» في معركة الذهاب بالعاصمة، عكس زميله كارتيورن الذي أحسن تسيير أطوار النهائي و عرف كيف يضع فريقه في المقدمة، رغم خسارته أحد أبرز لاعبي الخط الأمامي مع نهاية المرحلة الأولى، حيث كانت أبرز وأخطر الفرص لمازيمبي الذي حرمه زماموش من مضاعفة النتيجة بإجهاضه كرة هدف، بعد انفراد صريح إثر خطأ فادح من مازاري (د47) وتصديه لضربة جزاء (د66) ليواصل «زيما « عروضه القوية بتصدي قوي أمام الخطير ساماطا بعد هفوة من شافعي، لكنه فشل في تكرار الإنجاز عند الدقيقة 79 أين باغته ساماطا بالهدف الثاني من ضربة جزاء، ورغم نجاح سوقار في تذليل الفارق عند الدقيقة 88 بكرة مصوبة من على بعد 20 مترا، إلا أن الزوار وفقوا في انتزاع فوزا ثمينا يعبد طريق التتويج، ويعقد من أمور أبناء سوسطارة المطالبين بعد أسبوع بتدارك الأخطاء والثأر من منافس أظهر استعدادات وقدرات هائلة تضعه مساء الأحد المقبل في رواق الأفضلية.ورغم أن خسارة الذهاب لا تعني أبدا نهاية الحلم، لأن الكرة لا تعترف بمنطق وما ضاع في حمادي يمكن تداركه في لومومباشي، إلا أن الظهور المحتشم لرائد الدوري المحلي على أرضه أثار المخاوف، ويجعل خطف اللقب الغالي من عش الغربان أقرب إلى المعجزة.
نورالدين - ت