بدأ وليد مسلوب يحفر في صمت مكانته ضمن تشكيلة الخضر، حيث خاض سهرة أمس مباراته السادسة منذ التحاقه أول مرة بالخضر سنة 2010، في عهد المدرب عبد الحق بن شيخة، في المباراة الودية أمام لكسمبورغ، ومنذ ذلك الحين لم يتسن للاعب العودة إلى التشكيلة الوطنية سوى في المدة الأخيرة.
مسلوب الذي يخوض أول تجربة له مع نادي لوريون في بطولة الدرجة الأولى، بعد أن قضى أغلبية مشواره في بطولة الدرجة الثانية، و بالأخص في نادي لوهافر، صهرته السنين وجعلت منه ذلك اللاعب المتزن، الذي يحسن مداعبة الكرة وتقديمها في الوقت المناسب دون زيادة أو نقصان، وفي الوقت المناسب قد يكون مسلوب القوة الهادئة الصاعدة للخضر في قادم الرهانات، واللاعب الذي يبحث عنه الناخب الوطني لإعطاء الرزانة الكافية لمنطقة حساسة تتطلب لاعبا يتمتع بالهدوء و الخبرة سواء في شل حركة مهاجمي المنافس أو بناء هجمة من كرة مسترجعة في الوقت المناسب.
لقد أثبت اللاعب في الخرجتين أمام تنزانيا أنه من العناصر التي يمكن لها أن تقدم الإضافة المطلوبة للتشكيلة الوطنية، سواء على مستوى الاسترجاع أو صناعة الهجوم، كما كان الشأن في لقاء سهرة أمس، حيث كان حاضرا في الهجوم من خلال محاولاته سواء بالقذف أو التمرير.
وبغض النظر عن الدور الذي يقوم به في وسط الميدان، فإن مسلوب يعد هدافا من الطراز الرفيع، عندما كان في نادي لوهافر، حيث كان يسجل تقريبا في كل مباراة، وهذه خاصية يمكن أن تصب رأسا في وعاء الفريق الوطني، وتتماشى مع فلسفة لعب الناخب الوطني، الذي يبقى بحاجة إلى لاعبين من هذا الطراز، بإمكانهم القيام بدور محوري في وسط الميدان وتقديم الحلول في الهجوم .
وليد مسلوب الذي بدأ يجد معالمه مع التشكيلة الوطنية، ينتظر أن يكون في قادم المواجهات من أهم الأوراق الرابحة للخضر المقبلين، على العديد من الرهانات الهامة والصعبة، ما يتطلب توفر لاعبين على قدر كبير من النضج التكتيكي والقوة الذهنية إلى جانب قوة الشخصية على أرضية الميدان، وهي مواصفات تتوفر في وليد مسلوب الذي يبقى ينتظر منه الكثير، سيما وأن أمامه هامش كبير من المناورة ليكون رقما من الصعب تجاوزه في تشكيل الخضر على غرار غلام و براهيمي و فيغولي و سليماني، لأن القادم أصعب و المشوار المؤدي إلى الساحة الحمراء لن يكون مفروشا بالورود.
ع - قد
