الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق لـ 18 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

بمنحه إجازتين في الموسم الواحد: مصير المدرب بين مزاج المسيرين و ضغط الشارع


يتجه مسلسل إقالات و استقالات المدربين في الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية، إلى اتخاذ صبغة المسلسلات التركية التي لا تكاد تنتهي حلقاتها، حيث اضطر زهاء الأربعين مدربا إلى حزم الحقائب، وممارسة لعبة الكراسي الموسيقية، ما دامت النتائج الفورية وفي أحايين كثيرة مزاج المسيرين يتحكم في مصير التقنيين،
لم يتم التفريق بين محلي وأجنبي على مدار ثلثي المشوار.
وللحد من هذه الظاهرة التي صارت علامة مسجلة في الدوري المحلي، سعت الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم بقيادة رئيسها محمد روراوة إلى محاربتها، من خلال السعي إلى تنظيم مهنة التدريب والتحكم في حركية المدربين، باتخاذ المكتب الفيدرالي في الصائفة الماضية قرارا يمنح المدرب إجازتين فقط في الموسم الواحد، وهو القرار الذي لم يمنح التقني الحصانة، ولم يثن رؤساء الأندية عن ممارسة هواية التضحية في كل منعرج حاسم بالمدرب، الذي يصر الكثير من المتتبعين للشأن الكروي المحلي على اعتباره الحلقة الأضعف في المنظومة الكروية الوطنية.
وللوقوف على مدى جدوى القرار الذي لم يغير من الوضع في شيء، كانت للنصر وقفة مع تقنيين مسهما القرار، ففضل الهادي خزار الامتثال للأمر الواقع عن قناعة، لتأكيده في حديثه معنا أن أخذ التقني فرصتين في ذات الموسم “فيه كفاية”، ورأى عزيز عباس القرار عقوبة في حق مدرب لا يملك مصيره بيده وقد يحال على البطالة مبكرا، على اعتبار من المدربين من لم يعمر في منصبه أكثر من الإشراف على فريقه في جولة التدشين، كما كان الحال مع خليفته في شباب عين فكرون مراد كعروف الذي غادر شبيبة القبائل بعد جولة واحدة، إثر خسارة الكناري أمام السنافر في أول جولة من الموسم الجاري.
في حين أن مصطفى بسكري صاحب فكرة ودادية المدربين الجزائريين، التي لم تر النور وظل مشروعها حبيس الأدراج، تأسف لواقع الحال ودعا بالمناسبة التقنيين الجزائريين إلى رص الصفوف والابتعاد عن الصراعات الهامشية احتراما لمهنة التدريب ودفاعا عن مصالح التقني الذي يبقى كبش الفداء، وجالسا على كرسي قاذف، ما دام مصيره يقرره الشارع الذي لا يؤمن بمنطق غير النتائج والألقاب.

إعداد: نورالدين – ت

الهادي خزار: النتائج صديق المدرب و الفاف وفرت الحماية للاعبين و الأندية
ما تعليقك على قرار الفاف بتحديد عدد إجازات المدربين باثنين فقط في الموسم الواحد؟
أرى أن القرار يحمل شقين إيجابي وسلبي، حيث أنه من جهة يحتم على المدرب التحلي بالكثير من الصبر وتحمل الصعاب ولو مرغما، في حين أنه يقيد المدرب في حال لم يسعفه الحظ في تحقيق النتائج المرجوة، على اعتبار أن النتائج هي صديق المدرب.
أنا مع استقرار المدربين ويكفي أن نلقي نظرة خاطفة على ترتيب الفرق في الرابطتين المحترفتين لندرك أهمية وقيمة استقرار الجهاز الفني، ولنا في لمين بوغرارة خير مثال، حيث أن بقاءه في دفاع تاجنانت للعام الثالث، جعله يعرف كل كبيرة وصغيرة في الفريق، وأعطى ثماره بتواجد الدفاع فوق البوديوم بعد انقضاء ثلثي أول موسم له في الرابطة المحترفة الأولى.
وكيف تفسر تواصل مسلسل إقالة واستقالة المدربين؟
لأن الفاف ببساطة طبقت هذا القرار على المدرب الذي يعتبر الحلقة الأضعف في المنظومة الكروية، في حين لا يمكن تطبيقه على الفرق التي تحولت إلى شركات، ولها الحرية في انتداب وتسريح المدربين، ولأنه أحيانا هو من يقرر المغادرة بمحض إرادته في غياب النتائج أو غياب ظروف العمل، كما حدث لي في فريق أهلي البرج، وهنا أفتح قوسا لأؤكد بأن قوانين الفيدرالية وفرت الحماية للاعبين والفرق و لم تحم المدرب الذي يبقى الحلقة الأضعف.
لكن المدرب في بعض الأحيان يدفع ثمن نقائص ومشاكل لا يتحمل مسؤوليتها.
الواقع يؤكد بأن إقالة المدرب لا تتم في حال غياب النتائج فقط، فشباب قسنطينة أقالني من العارضة الفنية عام 2010 وأنا أتواجد في الريادة دون أية خسارة، وفي شبيبة بجاية غادرت الفريق بعد التتويج بكأس الجزائر، حيث أحسست برغبة الإدارة في إبعادي، والأمثلة كثيرة، فقد حدث في ذات الموسم أن حققنا أنا وتبيب وهدان الصعود مع كل من شباب قسنطينة والكاب والنهد على التوالي وفي نهاية الموسم رحل ثلاثتنا، فلا وجود لأي منطق في كرتنا، وبالعودة لموضوع الإجازتين أرى أن الأمر قد يكون إيجابيا في المنظور القريب، لأننا قد نتجه نحو ضمان الاستقرار على مستوى الطواقم الفنية.
وكيف ترى إقدام بعض الفرق على انتداب خمسة مدربين على مدار 20 جولة وبمعدل مدرب كل أربع جولات؟
لكم أن تعودوا إلى سلم الترتيب وتجروا إحصائية بسيطة لتتضح الأمور، كل الفرق التي غيرت المدربين تتواجد في وضعيات صعبة. على النقيض من فرق الواجهة الأمامية التي جنت نتائج استقرار طواقمها الفنية، وذات الملاحظة تنطبق على ثلاثي مقدمة الرابطة الثانية ومعها نادي بارادو.
إذن تؤكد بأن عدم استقرار الجهاز الفني من أبرز عوامل تراجع مستوى البطولة؟
بالطبع في السابق المدرب يشرف على الأقل ثلاثة مواسم على الفريق وبنهاية الموسم يسلم اللاعبين برنامج العمل وموعد الاستئناف، واليوم الكل يجري وراء النتائج الآنية، في الموسم الماضي خسرت مع شبيبة الساورة أمام بطل إفريقيا وفاق سطيف فتمت إقالتي مباشرة بعد اللقاء.
ما رأيك في المدربين الذين يواصلون العمل بعد استهلاك الإجازتين تحت تسميات عدة منها السكرتير والمسير وغيرها؟
نحن مدربون وإطارات دولة، و تم تكويننا لحمل إجازة مدرب وليس شيئا آخر، وشخصيا لا أعمل إلا وفق هذا المبدأ، لكن البعض ربما لظروف ما يضطرون لفعل ذلك، وعليه من المفروض أن يدخل المدرب إلى دكة التماس بهذه الصفة ولاشيء غيرها احتراما لشخصه وللمهنة.

عزيز عباس: التدريب مصدر رزقي و لن أقبل بإحالتي على البطالة مبكرا
• ما تعليقك على قرار الفاف بتحديد عدد إجازات المدربين باثنين في الموسم الواحد؟
أرى لو مس القرار الطرفين المدرب و الفريق لكان صائبا، فقد كنا نعتقد في البداية أنه كذلك، لولا أن قرباج صرح لإحدى القنوات التلفزيونية بأنه تعذر تطبيقه على الفرق، التي تملك سجلات تجارية ولها الحق في توظيف من تشاء، وعليه أرى أنه من حقنا كمدربين محترفين العمل حيث نشاء، ما دامت الفرق تطلب خدماتنا، كما أن هذا القرار الذي يهدف إلى ضمان الاستقرار لم يحقق هدفه، لأن الإحصائيات تشير إلى أنه من بين 16 فريقا من الرابطة الأولى أربعة فرق فقط حافظت على مدربيها، و نفس الشيء بالنسبة للفرق الرابطة الثانية أين مس الاستثناء فريقين فقط، و عليه فهذا القرار مجحف في حق المدرب الذي يبقى الضحية.
•  وكيف تفسر تواصل مسلسل إقالة و استقالة المدربين؟
هذا ما أردت قوله، فلو طبق القرار على الفرق لما أمكن لها جلب أكثر من مدربين، و لتحقق الاستقرار كما أذهب إلى أبعد من هذا لأؤكد  بأن القرار يخدم بعض رؤساء الفرق الذين يتحكم فيهم الشارع، وهو قرار فريد من نوعه، و بعد أن كان البعض يطالب بمنح المدرب فرصة العمل لسنة، أقول امنحوه شهرا على الأقل، لأننا صرنا نحضر لإقالة بعد خسارتين( أسبوعين ).
•  و ما تفسيرك لانتداب بعض الفرق أربعة مدربين حتى الآن؟
كما حصل مع فرق أمل الأربعاء و مولودية العلمة و شباب عين فكرون و غيرها، دون أن يتغير شيئا في المنظومة، وعليه فإن هذا القرار جاء ليحرم المدرب فقط من مزاولة مهنته.
•  إذن برأيك ترك الحرية للفرق في انتداب المدربين زاد في تأزم الوضع؟
نعم لأنها تقيل و تنتدب كما تشاء، و يبقى الشارع من يتحكم في مصائر المدربين الذين مست مهنتهم، و هنا أتساءل عن مصير مدرب يستهلك إجازتين في ظرف أربعة إلى ستة أشهر.
•  هل ترى بأن عدم الاستقرار من أبرز عوامل تدني مستوى البطولة؟
هو سبب من الأسباب، وفي غياب ثقافة الحفاظ على المدرب لمدة سنة، أقترح أن يمنح المدرب مهلة العمل طيلة مرحلة الذهاب على أن يتم تقييم حصيلته.
•  و كيف تعلق على ظاهرة تعامل المدربين مع القرار تحت تسميات مختلفة؟
المدرب يفعل ذلك لأنه مرغم، ولا يمكنه الانقطاع على العمل منذ شهر أكتوبر أو نوفمبر، سيما و أن لا مهنة أخرى للمدرب.

المدرب مصطفى بسكري: ودادية المدربين ماتت قبل أن تولد و القرار عقوبة في حق التقني
يرى التقني مصطفى بسكري أن ودادية المدربين الجزائريين ماتت قبل أن تولد، على اعتبار أنها ظلت مجرد فكرة لم تجد طريقها إلى التجسيد، في غياب تضامن أفراد أسرة مهنة التدريب: "منذ أن أعلنت عن فكرة إنشاء الودادية بدأت المشاكل تلاحقني، لأنهم اعتقدوا بأنني بصدد إنشاء نقابة للقطاع".
وبخصوص قرار منح المدرب إجازتين للتدريب في الموسم الواحد، أردف بسكري:" هو أمر له محاسنه وعليه مآخذ، ولو كانت هناك ودادية للمدربين لتمت مشاورتها و لاقترحت القرارات المناسبة، لأنه من دون مدرب لا وجود لكرة القدم، وفيما تم اتخاذ هذا القرار من طرف شخص رأى مصلحة في ذلك، كان من المستحسن أن تتم استشاره أهل الاختصاص، فقد يستهلك المدرب الإجازتين بتوليه تدريب فريقين يعانيان من مشاكل ويغادر دون أن يكون سببا في الرحيل، بدليل أن فريقا من الرابطة الأولى تداول على عارضته الفنية خمسة مدربين دون أن يتمكنوا من العمل معه، فأين مسؤولية المدرب في هذه الحالة".
وأردف بسكري:" ولهذا نرى أنه من الضروري مراعاة جميع الظروف قبل اتخاذ أي  قرار، ولكل ما سبق ذكره أرى أن القرار يعد عقوبة، ولهذا السبب أظل أدعو إلى إنشاء ودادية المدربين على أن تكون قوة اقتراح حرة وتظفر بمقعد في المكتب الفيدرالي، وبالعودة إلى الودادية أقول أن اللاعب عندما يعترضه أي مشكل يقصد لجنة النزاعات على مستوى الفاف، في حين أنه لا وجود لأي جهة تتكفل بالمدرب".
وفسر محدثنا استفحال ظاهرة إقالة واستقالة المدربين بأن القانون في صف إدارة النوادي:" وفيما يعمل المدرب في ظروف لا تخدمه ولا تساعده على العطاء وتطوير قدراته، نجد أنه من الغريب أن المشروع الرياضي لأنديتنا يتمثل في مباراة نهاية الأسبوع ومشاكلها محصورة في دفع مستحقات اللاعبين، ولا حديث عن المنشآت وتكوين اللاعبين وحتى المسيرين، ما يجعلني أجزم بأن الغموض يكتنف مستقبل مهنة التدريب".

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com