اعترف المدرب المساعد نبيل نغيز بأن التعادل الذي حققه المنتخب الوطني في أديس أبيبا كان ثمرة التضحيات الكبيرة التي قدمها اللاعبون، كون المقابلة جرت في ظروف استثنائية، بداية من مشكل أرضية الميدان، الذي كان أكبر عائق اعترض- على حد قوله- النخبة الوطنية في إثيوبيا، لكن عامل الخبرة كان كاف لحسم الأمور وتجاوز كل العقبات، بالتأكيد على الحضور الذهني القوي للتشكيلة الوطنية، لأننا أحرزنا تعادلا بطعم الفوز، فأصبحنا بحاجة إلى نقطة واحدة لترسيم التأهل إلى النسخة المقبلة لنهائيات «كان الغابون.
نغيز وفي تصريح أدلى به عقب نهاية اللقاء، أشار إلى أن الطاقم الفني الوطني كان قد درس المنافس من جميع الجوانب، دون الأخذ في الحسبان مباراة الذهاب، كمعيار حقيقي للوقوف على الإمكانيات الحقيقية لمنتخب إثيوبيا، وهنا فتح مساعد الناخب الوطني قوسا ليشير إلى أن أكبر هاجس كانوا يخشونه أرضية الميدان الكارثية، لأن وضعية الأرضية كان لها تأثير كبير على المردود الجماعي، وألقت بظلالها على العطاء الفردي لكل عنصر، واستدل في ذلك بعدم قدرة اللاعبين على الظهور بكامل مؤهلاتهم الفردية، كون صعوبة الميدان لم تساعد على المراهنة على التمريرات القصيرة وبناء اللعب.
وفي قراءته لفيزيونومية المقابلة، أكد نغيز بأن العوامل المناخية كانت من أبرز الأسباب التي حالت دون ظهور العناصر الوطنية بمستواها المعهود، كما أن لاعبي إثيوبيا كانوا يبحثون على الانتصار لرد الاعتبار، بعد النتيجة الثقيلة المسجلة في لقاء الذهاب، ما فرض عليهم ضغطا نفسيا كبيرا.
وأوضح مساعد غوركوف بأن اندفاع الإثيوبيين صوب الهجوم، جعل الخضر يتراجعون نسبيا إلى الدفاع، دون أن يكون هناك انخفاض في ريتم المنتخب مقارنة بمباراة الذهاب، لأن لكل مقابلة معطياتها، واللعب كما قال في البليدة ليس مثل مواجهة منافس في ظروف استثنائية بأديس أبابا.
من هذا المنطلق أكد نغيز بأن عامل الخبرة كان حاسما في هذه المقابلة، لأن تأخر الخضر في النتيجة 3 مرات، كشف بصورة جلية قوة الحضور الذهني للاعبين، وإصرارهم على العودة بنتيجة إيجابية، فكان الرد بالتعديل في كل مناسبة ينجح فيها المنتخب الإثيوبي في أخذ الأسبقية، وهنا فتح نغيز قوسا ليجزم بأن نقطة التعادل كانت ثمرة مجهودات جبارة بذلها اللاعبون، كونهم تحدوا كل الظروف المناخية الصعبة، وكذا سوء أرضية الميدان، وحققوا الأهم بتفادي الهزيمة.
وخلص نغيز إلى القول بأن العناصر الوطنية برهنت على أنها تجيد التحرر من الضغوطات النفسية في مختلف الوضعيات، وهو مؤشر على احترافيتها، من خلال حسن التعامل مع كل الظروف في أدغال إفريقيا، ولو أن تلقي 3 أهداف يحتم على الطاقم الفني مراجعة حساباته لتحسين مردود الخط الخلفي، حتى ولو أن التأهل إلى «الكان» أصبح في المتناول، وسيحسم شهر جوان القادم في السيشل.
ص / فرطاس
