حقق شباب باتنة فوزا صعبا لكنه على قدر كبير من الأهمية، على حساب اتحاد الحراش في مباراة مثيرة تميزت بالاندفاع البدني وكثرة فرص التهديف، سيما من جانب المحليين الذين كانوا السباقين إلى صنع اللعب من خلال الضغط على منطقة الحارس زغبة رجل المقابلة، الأمر الذي أعطاهم الأسبقية في محاولة تهديد مرمى الاتحاد، الذي فضل لاعبوه تحصين مواقعهم الخلفية، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة.
الباتنيون الذين كانت لهم الأولوية في كسب الصراعات الثنائية، أبانوا عن نزعة هجومية مكنتهم من نقل الكرة إلى الجهة المقابلة، لكن دون فعالية حيث لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك زغبة، رغم فرصة حاج عيسى بكرة ثابتة (د12)، وأخرى لمصفار عند الدقيقة (18) برأسية.
تكتل الضيوف في منطقتهم وغلقهم المساحات، صعب من مهمة أصحاب الأرض الذين تاهوا بين السرعة والتسرع، ما فوت على مصفار فرصة سانحة لخطف هدف السبق(د28)، بعد أن جانبت كرته مرمى الزوار، قبل أن يتصدى الحارس زغبة لقذفة خرباش (د37).
ومع مرور الوقت، ارتفع الضغط النفسي في ظل صمود الزوار، وإبدائهم روح المقاومة، تزامنا مع سقوط أشبال روابح في اللعب العشوائي والتسرع ولو أن كرة مصفار كادت أن تهز الشباك طوال(د41)، لتأتي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول التي رمى خلالها المحليون بكامل ثقلهم في الجهة المقابلة، حيث أهدر حاج عيسى فرصة سانحة لهز الشباك عقب مخالفة (د43)، في وقت كاد منال أن يخادع الحارس بلكروش لولا نقص التركيز(د45).
المرحلة الثانية، دخلها الباتنيون بكثير من العزم على إحداث التفوق من خلال الرفع من نسق الهجومات، في غياب التركيز واللمسة الأخيرة، خاصة بالنسبة لعطوش الذي خانته الفعالية في قذفته(د49)، وكذا مصفار (د56). وبمرور الدقائق حاول الزوار امتصاص حرارة المحليين الذين صعدوا من حملاتهم، مما سمح لخرباش بتوجيه قذفة قوية مرت جانبية(د62)، بعدها انتعش اللعب أكثر إلى درجة أن الحارس زغبة استعمل كل براعته للتصدي لكرة بهلول في الدقيقة (69). وفي الوقت الذي عمد الزور إلى تضييع الوقت واللعب بالاقتصاد في الجهد للحفاظ على مكسبهم، تمكن حاج عيسى من تجسيد سيطرة الكاب بهدف جميل وبتسديدة قوية بعد تماس من بعبوش في شكل ركنية (د72)، هدف وخز شعور الضيوف الذين خرجوا من قوقعتهم في محاولة لتعديل النتيجة، لكن لا يونس (د80) ولا عبدات(د84) ولا حتى حراق إثر كرة ثابتة (د88) تمكنوا من إعادة الأمور إلى نصابها لتنتهي المواجهة بفوز شاق للكاب.
م ـ مداني