فاجأ الناخب الوطني جورج ليكنس الجمهور الرياضي الجزائري بتفاديه تحديد هدف معين في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 ، المرتقب إقامتها بالغابون قبل أقل من خمسة أسابيع، بتأكيده على أن العقد الذي أبرمه مع الفاف في شهر أكتوبر الفارط لا يتضمن أي بند ينص على تتويجه باللقب القاري، الذي يأمل الشارع الرياضي الجزائري في أن يكون خير هدية يقدمها جيل براهيمي وفغولي للجزائر، في ظل تراجع حظوظ التأهل لثالث مرة تواليا إلى المونديال.
التقني البلجيكي الذي عاد إلى الجزائر بعد ثلاث عشرة سنة في جبة المنقذ، صدم الجزائريين في حوار مطول خص به المجلة الفرنسية جون أفريك بابتعاده بأميال عن الهدف، وسقوطه في الكلام الاستهلاكي، من قبيل أن مهمته على رأس الخضر تنتهي بنهاية فعاليات كأس أمم إفريقيا بالكاميرون مطلع العام 2019، والقول بأنه يسعى للفوز بجميع المباريات، وهي ذات النغمة التي عزف عليها عشية التنقل إلى نيجيريا قبل أن يعود يجر أذيال هزيمة بثلاثية رهنت الحظوظ، وضاعفت من الضغط المفروض على الرجل الأول في المنظومة الكروية، وفيما انتظر الجزائريون أن يزف إليهم ليكنس رسائل مطمئنة عشية العرس الكروي القاري، وكشفه عن جديد التعداد ورفعه المعنويات بالتطرق لقادم الرهانات بنبرة تفاؤلية، راح البلجيكي يقارن بين المنتخب الحالي و الذي أشرف عليه عام 2003، ليحبط العزائم بالقول أن الإمكانات الموفرة تجعل المنتخب الوطني في طليعة منتخبات القارة، قبل أن يصرح بأن المواهب لا تكفي لحصد النتائج الكبيرة، ما لم تقترن بالعمل و الانضباط، العامل الذي قد يعيد فتح باب النقاش مجددا، سيما وأن محمد روراوة أعطى الانطباع بأن ما حدث أثناء وبعد مباراة الكاميرون في غرف تغيير الملابس بملعب مصطفى تشاكر أمر عاد، تم تجاوزه في حينه.
والأغرب أن ليكنس الذي أشرف على نسور قرطاج في النسخة السابقة من الكان، وخرج من الدور ربع النهائي، بسبب تحيز الحكم للبلد المضيف، أردف حديثه عن إمكانية الإخفاق في كان الغابون، بما يشبه تحضير الرأي العام لأي صدمة بعد تراجع حظوظ التأهل إلى المونديال، بقوله:" تعد السنغال إحدى أقوى منتخبات إفريقيا في الوقت الراهن، وتونس منتخب جيد، أما زيمبابوي فهي فرقة صعب التفاوض معها وينبغي عدم الاستخفاف بها. أُريد الفوز بكل مباراة في كأس أمم إفريقيا 2017 أو مسابقة أخرى، وتحقيق مشوار إيجابي في محفل الغابون يتطلّب تحضير جيد و تضافر جهود الجميع". ليكنس الذي ذكر في ذات الحوار بأنه مدين للمنتخب الوطني الذي غادره في العام 2003 لأسباب شخصية، تجنب بحنكته رفع عارضة الطموحات عاليا عشية دخول الكان، رغم اعترافه بامتلاك الخضر إمكانات يحسدون عليها، وأدلى باعترافات "غريبة" بالقول أن الجمهور الجزائري ملحاح ويعرف كثيرا بممارسته الضغط على المدربين، من خلال استعجاله تحقيق الانتصارات، وكأن الناخب الوطني قدم إلى الجزائر لتلقين رفقاء براهيمي أبجديات اللعبة أو الإشراف على أكاديمية الفاف.
نورالدين - ت