20 سنة سجنا لأربعة متهمين بقتل الشاب إسلام
أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، مساء أمس، أحكاما بالسجن لمدة عشرين سنة لأربعة متهمين، وهم، /ر.ع/ و /أ.ب/ و /ب . ح/ و /أ .خ/ بتكوين جمعية أشرار والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في قضية مقتل الشاب إسلام الربيع الماضي بديدوش مراد، و التي أثارت الرأي العام المحلي نظرا لبشاعة الجريمة التي تم فيها بتر يده، و قضت بسنتين لـ ن /ن لمساهمته في تكوين جمعية أشرار ، وشهرين حبسا نافذا لـ ب/د بتهمة جنحة طمس آثار الجريمة فيما تمت تبرئة المتهم ن/ف .
وتعود وقائع القضية التي سبق للنصر أن تطرقت إلى تفاصيلها، إلى تاريخ 8 مارس الماضي ، في حدود الساعة الرابعة و النصف عصرا، عندما اجتمع المتهمون في حديقة النجمة بديدوش مراد والتقوا بالضحية "ق. نور الإسلام" المدعو إسلام، وابن عمه، ليدخلوا معهما في شجارات بالأسلحة البيضاء، تم خلالها توجيه طعنات للضحية و بتر يده ليترك غارقا في بركة من الدماء، قبل أن يحول إلى المستشفى الجامعي أين لفظ أنفاسه الأخيرة بعد يومين من الحادثة، التي أثارت ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد نشر صور إسلام ملقى على الأرض بين الحياة و الموت.
و صرح المتهم الرئيسي "ر.ع" خلال الجلسة، أنه كان على خلاف سابق مع إسلام، الذي اعتدى عليه قبل عام من الواقعة ودخل حينها المستشفى، فيما سجن الضحية، ليعود هذا الأخير و يهدده بعد خروجه من السجن، رفقة ابن عمه عن طريق سلاح ناري، حسب المتهم الذي اعترف بأنه قام بقطع يد الضحية.
أما المتهم الثاني "ا.ب" فذكر أنه تواجد يومها بالحديقة كعادته، لـ "يتفاجأ" بإسلام وقريبه يعتديان عليه، ما أدى إلى تعرضه لإصابة على مستوى الوجه من طرف الضحية، فيما لاحقه ابن عمه وأطلق عليه النار، ليفر هو نحو منزله ثم يعود ليطمئن على أصدقائه، أين وجد، حسب أقواله، سلاحا أبيض ملقى على الأرض، كما قام بضرب الضحية على مستوى الوجه، و هي نفس الوقائع التي أعاد سردها المتهم الثالث "ب.ح" ، نافيا أقواله السابقة أثناء التحقيق عندما اعترف بحمله سلاحا أبيض أثناء مغادرته المنزل.
المتهم الرابع "ا.خ" كرر التصريحات ذاتها، مضيفا أن الضحية وابن عمه بحثا عنه في منزله قبل الحادثة ليعتديا عليه لأنه صديق المتهم الرئيسي "ب.ع"، كما اعترف بأنه وجد سكينا على الأرض واعتدى عليه على مستوى الوجه و الفخذ، نافيا أقواله السابقة بأنه اتفق مع الآخرين لنصب كمين له، في حين ذكر المتهم الخامس "ب.ا" أنه تواجد في المكان مع أصدقائه ولكنه لم يشارك في الشجار بل أراد فضه، منكرا تصريحاته للنيابة لما اعترف بحمله سكين، أما أحد الشهود فأكد أنه شاهده يركض مع بقية المتهمين بغية الاعتداء على الضحية وهو يحمل سلاحا أبيض.
وأكد "ن.ف" المتهم بطمس آثار الجريمة، أن "ر.ع" توجه إليه بعد الشجار حاملا سكينا عليه دماء ولكنه لم يشارك في عملية إخفاء السلاح الأبيض، حسبه، مضيفا أن "ر.ع" هو من حفر حفرة ووضع بها السكين، فيما صرح المتهم السابع "د.ب" أن شقيق "ب.ح" أعطاه الاسلحة البيضاء لتجنيب كارثة وهو بدوره وضعها في أحد الأماكن ولم يقصد إخفاءها.
وأجمع كل الشهود أنهم لم يحضروا جريمة القتل ومنهم من قال إنه لم يكن متواجدا في قسنطينة وقت حدوثها، فيما تراجع أحدهم عن تصريحه السابق بأن المتهم الرئيسي أبلغه قبل يوم من الجريمة، بأنه يحضر كمينا للضحية من أجل الاعتداء عليه.
دفاع المتهم الرئيسي قال إن موكله اعترف بكل شيء ولم يقصد القتل، بل قصد إيذاءه الجسدي، مطالبا بتخفيف عقوبة الاعدام نظرا لما تعرض له، حسبه، من ضغط نفسي من الضحية، أما محامو بقية المتهمين فطالبوا بالبراءة من تهمتي القتل العمدي و إخفاء سلاح الجريمة.
و ذكر محامي الطرف المدني أن المتهمين اعترفوا بكل جرائمهم طيلة بداية التحقيق وصولا للمحاكمة، مضيفا أن جميعهم لهم خلافات مع الضحية، و بأنهم خططوا مسبقا ولديهم نية مبيتة للاعتداء، كما أرادوا إخفاء كل الأدلة وتراجعوا عن بعض التصريحات وهو ما يؤكد أنهم تعمدوا قتل الضحية، حسب المحامي.
أما وكيل الجمهورية فقد أكد أن القضية أثارت الرأي العام بعد بث صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي للضحية، حيث أظهرته غارقا في دمائه و مبتور اليد، كما أنهم لاذوا بالفرار ولولا الإنزال الأمني الكبير لما تم القبض عليهم، ليلتمس عقوبة الاعدام في حق المتهمين الخمسة بالقتل العمدي و 3 سنوات حبسا وغرامة قدرها 10 آلاف دينار للمتهمين الاثنين بإخفاء سلاح الجريمة.
حاتم/ب