اعتبر رئيس شباب ميلة حمزة بلوصيف، المشوار الذي أداه فريقه في بطولة ما بين الجهات للموسم الجاري ناجحا للغاية، وأكد بأن ضمان البقاء بكل أريحية يتماشى والهدف الذي تم تسطيره قبل انطلاق المنافسة، لكننا ـ كما قال ـ «تحسرنا كثيرا على عدم قدرتنا على التنافس على تأشيرة الصعود إلى وطني الهواة، رغم أننا نمتلك أحسن فريق في مجموعة الشرق، ومشكل الإمكانيات حال دون تواجدنا ضمن كوكبة المقدمة».
وأوضح بلوصيف في دردشة مع النصر أمس، بأن «السيبيام» كانت قادرة على لعب ورقة الصعود لو توفر الدعم المالي، لأننا ـ على حد تصريحه ـ « كنا في بادئ الأمر نراهن على مواصلة المشوار بنفس الديناميكية، بعد النجاح في تحقيق الصعود لموسمين متتاليتين، من الجهوي الثاني إلى قسم ما بين الرابطات، لكن كل حساباتنا سقطت في الماء، بمجرد التأكد من غياب الاعانات المالية اللازمة من مختلف الهيئات، إلى درجة أننا فكرنا في الانسحاب قبل انطلاق الموسم الجاري، وعدولنا عن الاستقالة كان كافيا لإرغامنا على إعادة النظر في الأهداف المسطرة، وحصرها في المحافظة على مكانة الفريق في هذه الحظيرة».
وأشار محدثنا في سياق متصل، بأن شباب ميلة وجد في بداية الموسم صعوبة في التأقلم مع أجواء بطولة ما بين الجهات، بعدما غاب عن هذا القسم لمواسم عديدة، لكن مع مرور الجولات وجدت ـ حسب قوله ـ « التشكيلة توازنها، فتجاوزنا فترة الفراغ التي قضيناها في الجولات الأولى، وتحسنت النتائج بشكل ملحوظ، خاصة في المباريات التي نلعبها داخل الديار، لأن الحصاد في تنقلاتنا يبقى جد متواضع بسبب العديد من العوامل، التي كان لها تأثير مباشر على نتائج فريقنا».
من هذا المنطلق، أصر بلوصيف على فتح قوس ليصرح : «الحقيقة أننا لسنا متعودين على أجواء بطولة ما بين الجهات، لكننا اكتشفنا الضغط الكبير التي تفرضه بعض الأندية لكسب النقاط في عقر الديار، الأمر الذي يجبرنا في كل مرة على مطالبة اللاعبين بتفادي المخاطرة بحياتهم، ليس بنية تسهيل مهمة المنافس، وإنما للخروج بأخف الأضرار، خاصة وأننا لم نراهن على لعب الأدوار الأولى، ونتواجد في وضعية مريحة وسط الترتيب، كما أن نشاط «الكواليس» ألقى بظلاله بصورة مباشرة، و»سيناريو» مباراة باتنة كان مفضوحا، لأن النتيجة حددها الحكم بتحيزه المفضوح، وقد أهدى النقاط للمولودية المحلية على حسابنا».
وأكد بلوصيف في نفس الإطار، بأن شباب ميلة كان باعتراف الجميع ـ على حد تعبيره ـ « أحسن فريق في بطولة هذا الموسم، حيث كسبنا احترام كل المنافسين وأنصارهم، بفضل المردود المميز الذي تقدمه التشكيلة، لكننا لم نعد العدة لخوض معترك الصعود، الأمر الذي دفع بنا إلى حصر التركيز أكثر في لقاءاتنا داخل القواعد».
وخلص محدثنا إلى التأكيد، على أن شباب ميلة هذا الموسم اصطدم بمشكل التمويل، لأننا ـ حسب تصريحه ـ « لم نتلق سوى إعانة بقيمة 500 مليون سنتيم من ميزانية البلدية، وهو المبلغ الذي لا يكفي حتى لتغطية مصاريف العتاد الرياضي لكل الأصناف، أو حتى لتسيير فريق ينشط في الشرفي، في الوقت الذي كانت فيه إعانة مديرية الشباب والرياضة، خلال الصائفة الفارطة عبارة عن مكافأة الصعود، ولو أن المؤكد أننا نربط المراهنة على الصعود بالحصول على الدعم المالي الكافي، لأننا نسيّر الفريق من المال الخاص، ومؤشر الديون الشخصية يواصل الارتفاع، رغم أن «السيبيام» تستحق مكانة في الأقسام العليا، قد أثبتنا بأننا نتوفر على المادة الخام القادرة على تجسيد هذا الهدف».
ص / فرطــاس