يتذيّل ترتيب بطولة الجهوي الأول: سريع الحروش في نفق مظلم والأنصار حائرون

يمر سريع الحروش لكرة القدم، الناشط في بطولة القسم الأول لرابطة قسنطينة الجهوية، بأزمة لم يعرف لها مثيل منذ تأسيسه في 1936، قد تعصف به وتنسف وجوده في الحركة الرياضية في الولاية، وتمحي تاريخ هذا النادي العريق، الذي أصبحت تتقاذفه أمواج الأزمات تارة مالية، وتارة أخرى الصراعات الشخصية التي تحيط به من كل ناحية.
وبات قطار السريع عاجزا عن الإقلاع ومواكبة نسق البطولة، بدليل تذيله جدول الترتيب بـ 17 نقطة، وعجز حينها المسيرون عن وضع القطار في السكة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
التشكيلة الشابة التي طعمت بلاعبين من فريق آمال شباب قسنطينة، وبعض الفرق المحلية المجاورة، بصمت على بداية ممتازة في البطولة بتحقيقها لثلاثة انتصارات متتالية، تصدرت بها ريادة ترتيب البطولة، ما فتح شهية اللاعبين والمسيرين وحتى الأنصار لتحقيق نتائج أفضل، كما اعتقدوا حينها بأن قطار السريع انطلق ولن يوقفه أحد، لكن تعثر الجولة الرابعة وما تلاه من الجولات التي أعقبت ذلك، جعل الجميع يتيقن بأن مشكل السريع أعمق بكثير من الأزمة المالية، في ظل انعدام الاستقرار سواء في الطاقمين الإداري والفني بتوالي ثلاثة رؤساء، ومثلها من المدربين لحد الآن.
وضعية النادي، أثارت قلق الأنصار الأوفياء، الذين باتوا يعيشون فترة عصيبة لم يألفوها من قبل، وزاد قلقهم أكثر بعد التعثر الأخير بملعب الشهيد كافي مع الضيف فريق عين ولمان، بانتهاء المواجهة بالتعادل هدف لمثله، بعد أن كان الجميع يراهن على تحقيق الوثبة، لكن تجري الرياح بما لا تشهيه السفن.
وأكد العديد من المسيرين في تشريحهم للوضعية، إن مشكلة الفريق تكمن في غياب الاستقرار سواء في الإدارة أو العارضة الفنية، فضلا عن تهرب العديد من الوجوه الكروية المحلية الفاعلة، التي بإمكانها تقديم الكثير للفريق لكنها فضلت الابتعاد وتركه يغرق، ناهيك عن الأزمة المالية، التي ألقت بظلالها على النادي.
تجدر الإشارة أن وضعية الفريق، رفعت في تقرير لرئيس البلدية ومنه لوزير الشبيبة والرياضة، في زيارته يوم الأحد للحروش، أين وعد خلالها بتقديم الدعم للفريق.
من جهته رئيس الفريق وهاب بردودي، أكد فور تزكيته رئيسا للنادي مؤخرا بصفته المرشح الوحيد، بأن الوضعية خطيرة وتتطلب ترك الخلافات جانبا وتجند الجميع لإنقاذ الفريق من السقوط، وهي مهمة وصفها بالصعبة للأسباب السالفة الذكر، لكنها ليست مستحيلة، فهل يتمكن الرئيس الجديد من التغلب على الصعاب وإرجاع قطار السريع إلى السكة، ذلك ما يشغل بال المحبين والأنصار.                    كمال واسطة