لم تكن جلسة العمل، التي بادرت مجموعة من أنصار شباب قايس إلى تنظيمها مطلع هذا الأسبوع كافية، لإخراج الفريق بصفة رسمية ونهائية من عنق الزجاجة، رغم حضور العديد من الأطراف الفاعلة، في صورة النائب البرلماني محمد بورقبة، رئيس المجلس الولائي لخنشلة التوهامي بوعلي، وعضو ذات الهيئة جمال منصوري، إضافة إلى بعض الرؤساء السابقين للنادي، وكذا الرئيس المستقيل الربيعي قيدوم، لأن إشكالية التمويل كانت بمثابة الهاجس الوحيد الذي تم طرحه، مادام مؤشر الديون الشخصية لقيدوم يقارب 5 ملايير سنتيم.
وكانت هذه الجلسة فرصة مواتية لتشريح الوضعية الصعبة التي يتواجد فيها الشباب، لأن الأنصار ما فتئوا يطلقون صفارات الإنذار خوفا على مستقبل النادي، خاصة وأن شبح الشطب النهائي من بطولة وطني الهواة يبقى يهدده، في ظل عدم القدرة على تجاوز الظروف الصعيبة التي يمر بها الفريق، على اعتبار أن آجال الإنخراط الإداري تنقضي يوم الخميس القادم، واللجنة المسيرة لشباب قايس تبقى ملزمة بتوفير مبلغ 250 مليون سنتيم لتسوية وضعيتها الإدارية تجاه الرابطة، وهو الأمر الذي وضعه قيدوم في صدارة مطالبه من أجل الموافقة على العدول عن قرار الاستقالة، وبالتالي استئناف مهامه كرئيس للنادي.
وسارع قيدوم إلى الإلقاء بالكرة في مرمى ممثلي السلطات المحلية، وأكد على أن النجاح في توفير مستحقات الإنخراط قبل نهاية الأسبوع الجاري سيدفعه إلى التراجع عن الاستقالة، في خطوة يبقى في نظره إجبارية، لأن كل المؤشرات ـ كما قال ـ « أصبحت توحي بأن شباب قايس لن يشارك في بطولة الموسم المقبل، والإنسحاب النهائي من المنافسة يبقى يتربص به، لأننا كنا قد أطلقنا الكثير من نداءات الإستغاثة منذ الاعلان عن استقالتنا في مارس الفارط، إلا أن دار لقمان ظلت على حالها، فأصبح الفريق مهددا بالشطب النهائي، والسقوط مباشرة من وطني الهواة إلى الشرفي».
وأصر الأنصار الذين حضروا أشغال هذه الجلسة على ضرورة عودة قيدوم لرئاسة النادي، لأن إنسحابه أجبر مديرية الشباب والرياضة لولاية خنشلة على استكمال الاجراءات الإدارية الخاصة بفترة الترشيحات، لكن رحلة البحث عن رئيس جديد قابلها عزوف جماعي عن حمل المشعل، رغم أنها امتدت على مدار شهرين كاملين، ولو أن المعني بالأمر اشترط ضرورة وقوف السلطات المحلية إلى جانب الفريق، خاصة وأنه كان قد تلقى وعودا بتسريح إعانات مالية للشباب، إلا أن هذه الوعود لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مؤشر الديون، فضلا عن اشكالية الملعب، الذي تبقى أرضيته بحاجة إلى تجديد، في عملية استعجالية، بمراعاة التحفظات المسجلة من طرف لجنة المعاينة، إضافة إلى مشروع بناء مدرجات جديدة، وهي العملية التي تم تسجيلها، غير أنها لم تنطلق.
وخلص المشاركون في هذا الاجتماع إلى تحديد يوم الخميس المقبل كموعد لتقرير مستقبل شباب قايس، في ظل ربط الربيعي قيدوم عودته لرئاسة النادي بمدى قدرة ممثلي السلطات المحلية على التكفل بتسديد مستحقات الانخراط في رابطة الهواة، وقد أكد في هذا الصدد بأن تسوية الوضعية الإدارية للشباب ستدفعه إلى الشروع في العمل في نهاية الأسبوع، لكن كل هذا يبقى مرهونا بتوفير مبلغ مالي قيمته 250 مليون سنتيم.
ص / فرطــاس