•نساند فكرة تعليق المنافسة لكن بشرط
أبدى مدرب شباب أولاد جلال عبد الحكيم تازير، تأييده لفكرة تعليق المنافسة إلى إشعار آخر، بسبب انتشار فيروس كورونا، لكنه بالمقابل ألح على ضرورة ربط ذلك بتدابير تقضي بمواصلة البطولة حتى مع بداية الموسم القادم، لأن هذا الإجراء سيكون ـ حسبه ـ «منصفا للأندية التي تعبت كثيرا منذ بداية الموسم، وحسمت بنسبة كبيرة في الصعود على غرار فريقه».
تازير، وفي حوار مع النصر، أشار إلى أن فريقه يبقى بمثابة الحصان الأسود في بطولة الهواة للمجموعة الشرقية هذا الموسم، إلا أن الهدف ـ كما قال ـ « يبقى التتويج باللقب، لأن الصراع على التاج أصبح منحصرا بين الشباب ومولودية قسنطينة، والوضعية الحالية تدفعنا للمراهنة على اعتلاء منصة التتويج، وفي أسوأ الحالات الاكتفاء بمركز الوصافة».
*نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن كيفية تعاملكم مع اللاعبين في هذا الظرف الاستثنائي؟
بعد تعليق النشاطات الرياضية في إطار الإجراءات المتخذة للوقاية من انتشار فيروس كورونا، قررنا منح اللاعبين برنامج تدريبات على انفراد، بمراعاة تدابير الحجر المنزلي، مع متابعة وضعية كل عنصر يوميا، حيث أنني على تواصل دائم مع كامل المجموعة، وهدفي يتمثل في نجاح كل لاعب في المحافظة على اللياقة البدنية، لأن فترة الراحة ليست محددة، وتبقى مرهونة بتطورات الوضع السائد في البلاد، والمهم بالنسبة لنا هو عدم المخاطرة بأمن وسلامة اللاعبين، مع السعي لتمكينهم من ضمان الجاهزية البدنية، في حال استئناف النشاط الرياضي خلال الأسبوع الأول من شهر أفريل القادم.
*لكن المخاوف من الموسم الأبيض تزايدت، فما تعليقكم على هذا المقترح؟
الوضع الصحي السائد في كل بلدان العالم، يضع الموسم الأبيض الخيار المطروح على طاولة كل الاتحاديات، والجزائر ليست بمنأى عن هذا الطرح، لأن حياة البشر تبقى في المقام الأول، لذا فإنني لن أعارض فكرة تعليق المنافسة إلى إشعار أخر، لكن بشرط أن يتم اتخاذ تدابير أخرى لإنهاء بطولة الموسم الجاري، حتى لو كان ذلك مع بداية الموسم الجديد، ورئيس الفاف كان قد أعلن مؤخرا بأن خيار الموسم الأبيض جد مستبعد، وهذا الأمر منطقي، لأن الأندية صرفت الكثير من الأموال سعيا لتحقيق أهداف سطرتها، ومن غير المعقول أن تذهب تضحيات اللاعبين والطواقم الإدارية والفنية في مهب الريح، وعليه فإن تأييد فكرة تعليق المنافسة يمر عبر الكشف عن خارطة طريق، بخصوص الشطر المتبقي من بطولة الموسم الحالي.
*وما سر تخوفكم الكبير من قرار الموسم الأبيض وإلغاء المنافسة؟
ليس هناك أي سّر، بل أن لغة المنطق تستبعد فكرة تجميد المنافسة وإلغاء البطولة، لأننا في قسم الهواة لعبنا 24 مقابلة، ومن غير المعقول أن تلغى نتائج هذه المباريات، لأن فريقنا ضمن بنسبة كبيرة جدا الصعود إلى الرابطة الثانية، رفقة مولودية قسنطينة، بالنظر إلى صيغة المنافسة التي تم اعتمادها، وهدفنا في المرحلة المتبقية من الموسم يبقى منصبا على لقب المجموعة الشرقية، وعليه فإننا سنكون أكبر المتضررين من أي قرار يقضي بإلغاء المنافسة، والتصريحات الأخيرة لزطشي بددت مخاوفنا من هذا الاقتراح، الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مادامت هذه الفكرة ستسمح لبعض مسؤولي الفرق بتغطية فشلهم في تحقيق الأهداف، التي كانوا قد سطروها.
*وكيف ترى حظوظ الشباب في التتويج باللقب؟
شخصيا أمنّي النفس بإنهاء الموسم الجاري في صدارة الترتيب، والمهمة ليست سهلة أمام منافس كبير بحجم مولودية قسنطينة، التي سننزل في ضيافتها في الجولة 26، ونحن نمتلك حاليا هامش مناورة بنقطتين، لكن باب الاحتمالات يبقى مفتوحا على مصراعيه في الجولات المتبقية، خاصة وأننا سنواجه بعض الأندية، التي تسعى لإنهاء الموسم في مرتبة ضمن الستة الأوائل في الترتيب النهائي، للظفر بتأشيرات الصعود، وهذا الهدف يبقى رمزيا فقط، حتى لو لم يتحقق فإن الصعود يبقى في صدارة أولوياتنا، لأن شباب أولاد جلال لم يكن مرشحا لانتزاع مقعد عبر المجموعة الشرقية، في وجود منافسين سبق لهم اللعب في الرابطة الأولى، لكن بفضل الروح الجماعية نجحنا في سرقة الأضواء، فكان فريقنا بمثابة الحصان الأسود في سباق الصعود.
*إلا أن نتائج الشباب كانت ببصمة واضحة من هداف البطولة خوالد، أليس كذلك؟
خوالد لاعب صاحب خبرة وتجربة، وهو عنصر بارز في الفريق، لكنه ليس الوحيد الذي يساهم في صنع الانتصارات، بل أننا نمتلك مجموعة منسجمة ومتكاملة، عملت بجدية كبيرة، وفق إستراتيجية لعب مبنية بالأساس على الروح الجماعية، لأن كل العناصر تكفلت بتسجيل الأهداف بما في ذلك المدافعون، كما أن خوالد يتكفل في بعض الأحيان بالأدوار الدفاعية، ولو أن فعاليته أمام مرمى المنافس ساهمت بقسط كبير في وضع المعالم الرئيسية للطريقة التي ننتهجها، لأن إيصال الكرة إلى منطقة العمليات، تجعلنا نتفاءل بالقدرة على هز الشباك في وجود خوالد، قندوز وحاج قاسي، ليبقى خوالد هدافا من الطراز الرفيع، وتصدره لائحة هدافي البطولة في المجموعة الشرقية، جاء ليواكب «ديناميكية» النتائج التي نسجلها، كما أن هذا الانجاز الشخصي يعد ثمرة عمل مجموعة كاملة، وهو أهم مكسب في مثل هذه الظروف.
حـاوره: صالح فرطــاس