تضع مباريات الجولة التاسعة عشر لبطولة ما بين الجهات، ريادة مجموعة الشرق في المزاد، ومحل صراع عن بعد بين جمعية الخروب ونجم بني ولبان، في ظل تواجد الفريقين على صفيح ساخن، بخوض كل طرف اختبارا عسيرا خارج الديار، الخروج منه بسلام ليس بالأمر الذي يتجسد ميدانيا بسهولة، في الوقت الذي ستلعب فيه بعض النوادي، المهددة بالسقوط فرصة الحظ الأخير، ولو أن إقليم الولاية الرابعة، سيكون حاسما في معادلتي قمة وقاعدة هرم الترتيب.
ويخطف ملعب عبد الرحمان علاق بعين فكرون أنظار المتتبعين، باحتضانه قمة واعدة، يستقبل من خلالها الشباب المحلي جمعية الخروب، في مواجهة "تقليدية" تكتسي نقاطها أهمية بالغة للطرفين، على اعتبار أن "لايسكا" مهددة بالتنازل عن عرش الصدارة في حال التعثر، رغم أنها مطالبة بوضع حد للسقوط الحر، سيما بعد تلقي هزيمتين متتاليتين، لكن المهمة صعبة للغاية، لأن تشكيلة "السلاحف" لم تفرط سوى في نقطتين داخل الديار منذ بداية المشوار، فضلا عن التمسك ببصيص من الأمل في القدرة على قلب الموازين في الثلث الأخير من السباق، ولو أن الشباب يعاني من عقم هجومي كبير، تجلى في الصيام عند التهديف منذ افتتاح مرحلة الإياب، وهي معطيات تجعل التنافس مرشحا لبلوغ الذروة، في ظل سعي كل فريق لتدارك التراجع الملحوظ في النصف الثاني من البطولة.
من جهته سيكون الوصيف نجم بني ولبان أمام اختبار عسير، لأن السفرية إلى عين ياقوت محفوفة بالمخاطر، والخروج منها بكامل الزاد ليس أمرا سهلا، خاصة وأن الشباب المحلي يصارع من أجل تفادي السقوط، ويسعى للابتعاد نهائيا عن دائرة الحسابات، مما يبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، مادام النجم سيخوض امتحان تأكيد الصحوة المسجلة في مرحلة الإياب، بحثا عن نتيجة إيجابية قد تشفع له باعتلاء كرسي الريادة.
من جهة أخرى ستلقي حسابات تفادي السقوط بظلالها على معطيات باقي المباريات، انطلاقا من القمة التي ستجمع ثنائي المؤخرة اتحاد عين البيضاء وأمل شلغوم العيد، لأن "الحراكتة" سيلعبون ورقة الحظ الأخير، مقابل سعي "بوقرانة" لتعزيز الرصيد رغم صعوبة المهمة، في حين سيكون ملعب بوشوارب بعين كرشة تحت ضغط عال، لأن الجمعية تستقبل الجار شباب قايس في "ديربي" مفصلي، مادامت "لاجيباك" ستلعب مصيرها، وأي مكسب غير النقاط الثلاث سيزيد في تعقيد وضعيتها، خاصة وأنها لم تفز منذ انطلاق مرحلة الإياب، مع سعي الضيوف لتأكيد الانتفاضة المحققة مع بداية النصف الثاني من الموسم.
قمة أخرى لا تقل إثارة عن سابقاتها تلك التي سيكون ملعب نايلي بالذرعان مسرحا لها، لأن الشباب المحلي سيعمل على تأكيد الانجاز المفاجئ الذي حققه بالخروب، وذلك أمام الجار أولمبي الطارف، في "ديربي" تبقى الأفضلية فيه لأصحاب الدار، والمعطيات ذاتها تنطبق على لقاء شباب ميلة ومولودية باتنة، لأن عامل الأرض يمنح "السيبيام" أفضلية لمد خطوة إضافية نحو بر الأمان.
ما قيل عن قمة هرم فوج الشرق يمكن استنساخه على مجموعة وسط شرق، في ظل تواجد الرائد أمل بوسعادة ووصيفه اتحاد خميس الخشنة على المحك زوال اليوم، لأن الأمل سيحط الرحال بجيجل لملاقاة "النمرة" في قمة واعدة، يبقى لزاما فيها على "البوسعادية" تفادي الهزيمة للإطمئنان على عرش الصدارة، بينما سينزل الإتحاد في ضيافة نجم بوعقال بعين ياقوت، في قمة النقيضين، الأمر الذي من شأنه أن يضع مشعل القيادة في المزاد.
ص / فرطــاس