تضع مباريات الجولة 24 لبطولة ما بين الجهات، نجم بني ولبان أمام فرصة تعزيز مركزه الريادي، في صدارة ترتيب المجموعة الشرقية، وذلك باستقبال مولودية باتنة، الأمر الذي يوحي بتواصل «السوسبانس» في الأمتار الأخيرة من سباق الصعود، سيما وأن جمعية الخروب مرشحة بدورها للخروج من هذه المحطة بثلاث نقاط، في ظل الاستفادة من عامل الأرض، في الوقت الذي تتواجد فيه كوكبة المهددين بالسقوط على صفيح ساخن، لأن اتساع منطقة الخطر يفتح باب الاحتمالات على مصراعيه، والمواجهات المباشرة بين فرق مهددة بالتدحرج إلى الجهوي كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر على مستوى القاعدة الخلفية.
وما يرجح كفة نجم بني ولبان للاحتفاظ بمشعل القيادة لجولة أخرى على الأقل، استفادته من فرصة اللعب في عقر الديار، لأن نقاط ملعب بوقفة عثامن أصبحت غير قابلة للتفاوض، مادام النجم لم ينهزم بملعبه منذ 4 مواسم، كما أنه لم يفرط سوى في نقطتين داخل قواعده منذ انطلاق الموسم الجاري، بتسجيل تعادل وحيد مع شباب عين فكرون، وهي معطيات تمنح أفضلية معنوية لتشكيلة المدرب نيبوشة، خاصة وأنها تتواجد في «فورمة» عالية، باحرازها سلسلة من النتائج الإيجابية، تضعها أمام مسعى مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، رغم أن ضيف أمسية الغد ليس سهلا، على اعتبار أن مولودية باتنة استعادت عافيتها في النصف الثاني من الموسم، بدليل أنها تلقت هزيمة وحيدة في مرحلة الإياب، لكن حاجة النجم إلى النقاط للبقاء في الصدارة كفيلة بصنع الفارق.
وعلى نفس الموجة تتواجد جمعية الخروب، لأن عامل الأرض يبقى مفصليا في هذا المنعرج من البطولة، و»لايسكا» أصبحت مطالبة بعدم التنازل عن نقاط ملعب حمداني مهما كان وزن الضيوف، خاصة بعد التدحرج إلى الوصافة منذ الهزيمة التي تلقتها في الجولة الفارطة بباتنة، وعليه فإن استقبال شباب قايس يضع «الخروبية» أمام فرصة تضميد الجراح، وتمرير الاسفنجة على التراجع الرهيب في سفريات مرحلة الإياب.
إلى ذلك فإن باقي المباريات تكتسي أهمية بالغة في حسابات تفادي السقوط، لأن تواجد نصف تركيبة الفوج تحت طائلة التهديد باللعب الموسم القادم في الجهوي الأول يرفع من «بورصة» النقاط، انطلاقا من القمة التقليدية التي ستجمع اتحاد عين البيضاء بالجار ترجي قالمة، وهي المواجهة التي تعد بمثابة فرصة الحظ الأخير للاتحاد، لأن النقاط الثلاث ستبقي على بصيص من الأمل في قلوب «الحراكتة» لتحقيق «معجزة النجاة»، وما دون ذلك فإن السقوط سيترسم، والمهمة ليست سهلة، كون «السرب الأسود» يبقى مطالبا بالانتفاضة، بحثا عن نتيجة إيجابية تخرجه نسبيا من دائرة الحسابات.
نفس المعطيات تنطبق على «ديربي» الولاية 43، لأن أمل شلغوم العيد سيخوض لقاء الحظ الأخير، مقابل سعي شباب ميلة لفك العقدة التي ظلت تلازمه في التنقلات، لأن حصاد «السيبيام» خارج الديار، يبقى منحصرا في نقطة يتيمة، بينما تبدو مهمة شباب الذرعان جد معقدة بعين ياقوت، وكذا الشأن بالنسبة لشباب قايس، في الوقت الذي يراهن فيه أولمبي الطارف على عامل الأرض، بحثا عن فوز يعبد له الطريق أكثر نحو بر الأمان، والمأمورية صعبة للغاية أمام جمعية عين كرشة، التي تسعى بدورها لتفادي الهزيمة، من أجل إثراء حظوظها في تفادي السقوط، وهي حسابات تبقي باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه.
ص / فرطـاس
