أعطى المكتب الفيدرالي في اجتماعه المنعقد أول أمس، ترخيصا استثنائيا للرابطات على اختلاف طابعها يتم بموجبه تأهيل اللاعبين "الهواة" الذين كانوا قد شاركوا مع فريقين مختلفين في مرحلة العودة من الموسم الجاري، سواء في نفس القسم أو في مستويات مختلفة، وذلك بعد تسجيل العديد من الحالات التي تسببت في طفو قضايا مقترنة بوضعية بعض اللاعبين عقب تغييرهم الفرق في "الميركاتو" الشتوي، الأمر الذي أبقاهم مهددين بالبقاء دون فرق إلى غاية نهاية الموسم الجاري، وهي القضية التي دفعت بالهيئة التنفيذية للاتحادية إلى اتخاذ قرار يقضي باعتماد تأهيل اللاعبين في النوادي التي استقدمتهم في الفترة الثانية من الإمضاءات، دون مراعاة النصوص القانونية المعمول بها في هذه الحالات.
المعلومات التي استقتها النصر، من مصدر من داخل المكتب الفيدرالي، تشير إلى أن هذا الملف طفا على السطح مباشرة بعد المراسلة التي كانت الأمانة العامة للفاف، قد وجهتها إلى جميع الرابطات في نهاية الأسبوع الماضي تحت رقم 457، والتي كانت في شكل تذكير بالنصوص القانونية المحددة لسوق الانتقالات في "الميركاتو" الشتوي للاعبين الهواة، سيما منها الفقرة 4 من المادة 6 من القانون الأساسي لانتقالات اللاعبين، وهو النص الذي يلزم الرابطات على اختلاف طابعها بالتقيد بأخلاقيات الرياضة، والحرص على ضمان النزاهة، من خلال متابعة وضعية جميع اللاعبين، وعدم الموافقة على طلبات التسريح المودعة على مستوى المنصة الرقمية إلا بعد التأكد من الوضعية القانونية للاعب، خاصة في الشق المقترن بوضعيته مع فريقه الأول في مرحلة الإياب من البطولة.
مصدر النصر، أوضح في سياق متصل، بأن جوهر الإشكال في هذه القضية كان في عدم تحديد فترة لانطلاق مرحلة العودة من الموسم الجاري في كل الرابطات، الأمر الذي تسبب في حدوث فوضى إدارية، سيما وأن المكتب الفيدرالي كانت قد اعتمد مدة 40 يوما في "الميركاتو" الشتوي للاعبين الهواة، امتدت من 10 جانفي الفارط إلى غاية 20 فيفري الجاري، وهي الفترة التي تزامنت مع نهاية مرحلة الذهاب وانطلاق النصف الثاني من البطولة في كل المستويات، لكن بقاء المنصة الرقمية مفتوحة لتسريح وتحويل اللاعبين زاد في تعقيد الأوضاع، لأن وضعية كل لاعب أصبحت مرهونة بمتابعة مشاركته مع فريقه السابق ولو في مقابلة واحدة من مرحلة العودة من البطولة، لأن هذا السبب كان الحاجز القانوني الذي وضعته الفاف من خلال التعليمة رقم 457.
واستنادا إلى ذات المصدر، فإن تأخر الأمانة العامة للاتحادية في إصدار التعليمة تسبب في فوضى عارمة على مستوى المنصة الرقمية الموحدة وطنيا، ولو أن مضمون هذه التعليمة كان في شكل "تذكير"، لكن الرابطات لم تكن على دراية مسبقة بالنصوص القانونية المحددة لشروط انتقال اللاعبين في الفترة الثانية من الإمضاءات، باستثناء النصوص التي تضمنتها التدابير التي كانت الاتحادية قد أصدرتها في أوت 2022، لتكون عواقب ذلك تسجيل الكثير من الحالات التي تتنافى مع محتوى التعليمة الفيدرالية، بمشاركة العديد من اللاعبين مع فريقين مختلفين في مرحلة العودة من البطولة.
مصدر النصر، أوضح بأن ملفا ثقيلا من هذا القبيل تم طرحه على مستوى الرابطة الوطنية للهواة، نتج عن استقدام مستقبل وادي سلي للاعب من صفاء الخميس، وهذا قبل أسبوع من نهاية "الميركاتو" الشتوي، لكن الرابطة رفضت تسليم الإجازة لإدارة وادي سلي، وهذا بسبب صدور تعليمة الفاف، قبل أن يتم تسجيل حالات مماثلة في أغلب الرابطات الجهوية والولائية، منها تأهيل اللاعب إسلام صويلح وفي وفاق القل، وهذا على مستوى رابطة قسنطينة الجهوية، وكذا 4 حالات في جهوي عنابة، فضلا عن ملفات أخرى في باقي الرابطات، مما استوجب طرح الإشكاليات لدى الأمانة العامة للفاف، مادامت التعليمة تلزم الرابطات المعنية بالتعليق الفوري لتأهيل اللاعبين "مزدوجي" المشاركة في الإياب، وسحب إجازاتهم مع فرقهم الجديدة، ليكون رد فعل الهيئة التنفيذية للفاف إلغاء مضمون التعليمة، والسماح بتأهيل اللاعبين دون مراعاة وضعيتهم الإدارية، وهذا لتجنب قضايا قد تؤدي إلى اكتشاف ملفات سببها الفراغ القانوني المتعلق بانتقال اللاعبين الهواة في "الميركاتو" الشتوي. ص / فرطاس