تكبّد شباب قايس عشية أول أمس السقوط إلى الجهوي كمصير حتمي، لكن آثار «الصدمة» كانت كبيرة جدا على اللاعبين والمسيرين والطاقم الفني، بدليل الأجواء الحزينة التي خيمت على أسرة الفريق بملعب ناصر عمار بالبسباس، على اعتبار أن إطلاق الحكم غواص صافرة نهاية اللقاء الذي جمع الشباب بمستضيفه نجم البسباس كان كافيا لتفجير جو فيه الكثير من الحسرة على مصير النادي، وسقوطه من قسم ما بين الجهات، بعد 9 مواسم مضت على صعوده من الجهوي الأول لرابطة باتنة، ومر فيها بفترة قضاها في وطني الهواة.
آثار «الصدمة» تجاوزت كل الحدود، لأن الرئيس السابق الربيعي قيدوم لم يتمالك نفسه، وذرف الدموع أمام الجميع بملعب البسباس، من شدة التأثر بالمصير الذي لقيه الفريق، بعد سنوات قضاها في مستويات أعلى، لأن قيدوم كان قد ترأس الشباب في 2011، لما كان على عتبة الانسحاب من الجهوي الثاني لرابطة باتنة، وقاده لتسلق السلم في أزهى فترة في تاريخ النادي، كانت نتائجها صعود إلى قسم ما بين الجهات في صائفة 2014، ثم إلى وطني الهواة في ماي 2017، وتغيير نمط المنافسة في جوان 2020 أعاد «القايسية» إلى حضيرة ما بين الرابطات.
حسرة أسرة شباب قايس على تجرع السقوط بمرارة كبيرة تجلى في ذرف المدرب مصطفى عقون دموع الحزن، مع مسارعته إلى تهنئة طاقم التحكيم على الآداء الذي قدمه في هذا «النهائي»، واعترف بأن مصير فريقه لم يكن مرهونا بهذه المقابلة، بل كانت معالمه قد ارتسمت مسبقا، في الوقت الذي ظل فيه رفقاء القائد بوصودي جالسين فوق المستطيل الأخضر، ورفضوا الالتحاق بحجرات تغيير الملابس، وسط مواساة كبيرة من أنصار ولاعبي نجم البسباس، الذين تأثروا من هول الصدمة، إلى درجة أنهم رفضوا الاحتفال بترسيم النجاة، احتراما لمشاعر ضيوفهم.
هذا وقد صرح الربيعي قيدوم بأن سقوط الفريق إلى الجهوي كان من العواقب الحتمية للظروف الاستثنائية التي مر بها الشباب في السنوات الأخيرة، خاصة منها ما يتعلق بالجانب المادي، لأن إعانة بقيمة 500 مليون سنتيم هذا الموسم لا تكفي ـ كما قال ـ « لتغطية مصاريف العتاد والإطعام، وبالتالي فقد كانت مؤشرات السقوط قد لاحت في الأفق منذ عدة مواسم، لأننا تجنبنا النزول إلى الجهوي في موسمين فارطين، بفضل حسابات فارق الأهداف، في أخر جولة من الموسم، لكن الجرة لم تسلم هذه المرة، وما على كل طرف سوى تحمل مسؤوليته، لأنني شخصيا كنت قد أطلقت الكثير من نداءات الاستغاثة، لكن عدم تحرك الأطراف المعنية تسبب في السقوط، مادامت اللجنة المؤقتة لم تكن قادرة على توفير الأجواء التي تكفي للتفاؤل بمستقبل الفريق في هذا القسم».
ص / فرطــاس